لا شك أن المصالحة الخليجية مع قطر هي رغبة الجميع وهي بداية نعول عليها نحن شعوب المنطقة لفتح صفحة جديدة وطيّ أخرى قديمة بما فيها من شوائب ومشاكل أضرت بالطرفين «دول المقاطعة وقطر».

ولكن هناك نوع من الضبابية في مسار العلاقات القطرية مع إيران وتركيا، فالبيان الختامي لقمة العلا في السعودية ذكر بصريح العبارة موقف دول الخليج العربي من تدخلات الآخرين في شؤون الدول الأعضاء الداخلية والمنطقة، ورفض ممارسة الإرهاب وتمويله وتغذية النظام للنزاعات الطائفية والمذهبية، وسمى البيان إيران بالاسم في هذا الشأن، فيما ألمح البيان إلى تركيا عندما تطرق إلى موقف الدول الخليجية من دولة ليبيا ورفضه لـ«التدخلات الخارجية» في الشأن الليبي.

ولكن قطر خرجت بتصريح صحفي نشر بعد يومين من بيان العلا على لسان وزير خارجيتها محمد بن عبدالرحمن وتحديداً في صحيفة «فايننشال تايمز» البريطانية، أكد من خلالها أن العلاقات القطرية مع إيران وتركيا «لن تتغير» بعد المصالحة، وهذا التصريح يخالف البيان الخليجي ويضعنا في نوع من الضبابية، فهل قطر ستستمر في علاقاتها مع إيران وتركيا والتي «لن تتغير» كما قال وزير خارجيتها؟ ولكن إيران وتركيا هما أكثر الأنظمة تدخلاً في شؤون الدول العربية، فالأولى حدث ولا حرج ولها تاريخ طويل وقصص تحكى لأجيال قادمة عن تدخلاتها في شؤون دولنا الداخلية ودول المنطقة، والثانية «تركيا» تريد أن تترك بصمتها هي الأخرى في المنطقة، وكأنما النظامان التركي والإيراني متفقان على تقسيم الدول العربية فيما بينهما.

وعندما يأتي وزير خارجية قطر ويقول إن علاقات بلاده لن تتغير مع تركيا وإيران، فهذه مخالفة صريحة لبيان العلا الذي يرفض تلك النوعية من التدخلات في شؤون المنطقة، وهذا البيان وافق عليه أصحاب الجلالة والسمو قادة دول مجلس التعاون ومنهم أمير قطر، فكيف تأتي قطر بعد يومين فقط من بيان العلا وتخالفه بإعلانها عدم وجود أي تغيير على مسار علاقاتها مع تركيا وإيران بعد المصالحة؟!!

مازلنا نأمل الخير ولا بد من تقديم النوايا الحسنة فيها ولا نريد أن تفعل قطر ما نهى عنه بيان العلا، لذلك نأمل من قطر مراجعة علاقاتها مع أنظمة مثل إيران وتركيا، حتى نستطيع القول إن هناك مصالحة حقاً، وإن بيان العلا هو بداية لمرحلة جديدة في العلاقات الخليجية وتحديداً بين البحرين والسعودية والإمارات مع قطر.