منذ اللحظات الأولى لانعقاد قمة مجلس التعاون الخليجي في دورته الـ41 في السعودية، ومع إعلان توقيع البيان الختامي للقمة، المتضمن الاتفاق على إنهاء الأزمة القطرية، سارع المتصيدون في الماء العكر من فاقدي الأخلاق والضمير إلى رمي شباكهم في محاولة للنيل من أصحاب المواقف الوطنية، والتي ما فتئت تدافع مع البحرين، وطناً وقيادة، والذود عن حياضه بكل ما أوتيت من قوة.

لم تمضِ ساعات على إعلان الاتفاق، حتى خرج أصحاب «الوجوه السوداء» من سراديبهم وجحورهم، يشككون ويتغامزون، في محاولة شامتة من أصحاب المواقف الوطنية، بل إن بعضهم دعا بشكل علني إلى أرشفة المقالات ومقاطع الفيديو والمشاركات الإعلامية طيلة الأزمة، ظناً منهم أن المواقف ستتغير أو أن المدافعين عن الوطن سيتراجعون عن مبادئهم أو يبدلونها.

لكل هؤلاء ومن يقف خلفهم نقول، موتوا يغيظكم وعودوا إلى جحوركم منبوذين مدحورين، فكل كلمة وكل موقف وطني هو مبدأ ثابت وراسخ، لم ولن يتبدل، وسيبقى الدفاع عن البحرين واجبنا وعقيدتنا الأولى والأخيرة، وسنبقى دائماً رهناً لإشارة جلالة الملك المفدى وسنداً له في كل المواقف والقرارات؛ سلماً أو حرباً، فثقتنا في قيادتنا مطلقة لم ولن تتزعزع.

موقف البحرين منذ بداية الأزمة القطرية كان ثابتاً وواضحاً لا تشوبه شائبة، وهو الحرص على إنهاء هذه الأزمة في أسرع وقت ممكن ضمن حوار جاد، يضمن لم الشمل وتوحيد الكلمة وتعزيز التضامن والتكاتف بما يحقق الازدهار والتنمية لدول مجلس التعاون وبما يحفظ أمنها واستقراره، وهي قواعد ثابتة في سياسة مملكة البحرين، خطها جلالة الملك وآمن بها كل أبناء البحرين.

وأخيراً رسالتنا إلى كل من حاول التشكيك في مواقف أبناء البحرين المدافعين عن وطنهم وعروبتهم وقيادتهم، مواقفنا ثابتة ولن تتغير، البحرين كانت ولا تزال وستبقى الخط الأحمر العريض ولن نقف مكتوفي الأيدي في حال تعرضها لأي إساءة أو مساس بها، دافعنا عنها بشرف الكلمة، لم نتطاول على شعوب ولا على أعراض، رغم ما تعرضنا له من تشكيك وإساءة وافتراءات متكررة، لم نتجاوز حدود الخلاف والاختلاف بشرف الفرسان وبثوابتنا العربية الأصيلة، كنا ولم نزل جنود هذا الوطن.

* إضاءة..

«سؤال يُطرح ببجاحة على من تصدوا للدفاع عن بلدهم: والآن ما هو موقفكم بعد الصلح، ألم يكن الأجدى السكوت ولزوم الحياد؟!

هذا كمن يسأل جندياً في معركة تخوضها بلاده: لماذا لا تلقي سلاحك وتتوقف عن الدفاع عن بلدك وتكون محايداً؟ كون هذه المعركة التي تخوضها الآن ستنتهي في يوم ما!». «تغريدة للأمير عبدالرحمن بن مساعد بن عبدالعزيز».