فقدت السينما الجزائرية مساء يوم أحد أبطالها المميزين، الممثل سيد علي كويرات، الفنان الذي تمكن من كسب قلوب الملايين من المعجبين في بلد المليون ونصف المليون شهيد .
وانطفأت شمعة لطالما أضاءت قاعات السينما الجزائرية برحيل ممثل طالما تمكن من تقمص أدوار تدور حول المجاهدين الجزائريين إبان الثورة الجزائرية وجزائر ما بعد الاستقلال .
ويعد كويرات من الوجوه الفنية الجزائرية التي ترسخت في أذهان جيل الاستقلال بوجه خاص.
وتوفي كويرات مساء يوم الأحد بمستشفى عين النعجة العسكري بالجزائر العاصمة، عن عمر ناهز 82 عاما إثر مرض عضال.
وكان الفقيد قد أدخل المستشفى منذ بداية شهر مارس المنصرم حيث أجريت له عدة عمليات جراحية.
والفقيد من مواليد 7 سبتمبر 1933 بالعاصمة، وترك بصماته في عالم السينما الجزائرية منذ الاستقلال وذلك خلال مشاركته في العديد من الأعمال من بينها "العفيون والعصا " للمخرج أحمد راشدي، حيث تقمص دورالبطل في الفيلم الذي أنتج سنة 1970، وتدور أحداثه في قرية "تالة" في جبال منطقة القبائل القرية التي قاومت المستعمر الفرنسي، كما مثل الراحل دور البطل في فيلم "ديسمبر"، ولعب دور أحد رموز المقاومة الجزائرية للمستعمر الفرنسي والذي تعرض للتعذيب من قبل الجيش الفرنسي من أجل انتزاع معلومات منه عن مخططات المجاهدين الثوار في الجبال، وجسد الصبر ومقاومة التعذيب التي اثارة دهشة الجلاد وأيقظت ضميره.
كما عاش بطل فيلم "وقائع سنين الجمر" فصول الفيلم الذي حاز على جوائز دولية للمخرج محمد الأخضر حامينة، ومن بينها جائزة السعفة الذهبية لمهرجان "كان" السينمائي في سنة 1975، وهو الفيلم الذي يروي قصص بؤس العائلات الجزائرية التي قاومت المستعمر الفرنسي وناضلت ضد القمع والاحتلال.
كما كانت للراحل مشاركات في أفلام مصرية من بينها فيلم "الأقدار الدامية" للمخرج خيري بشارة رفقة الفنان الراحل أحمد زكي ويحيى شاهين والفنانة نادية لطفي، بالإضافة إلى فيلم "عودة الابن الضال" وفيلم "المهاجر" للمخرج الراحل يوسف شاهين.
وبوفاة كويرات تكون السينما الجزائرية قد فقدت قامة من قاماتها، وحتى في المسرح أيضا ، لما تركه من بصمة بفضل أدواره التي تصور جزءا من آلام ومعاناة الجزائريين من أجل الحرية.