لا يجد المسؤولون في إيران حرجاً في طرح الأفكار الجميلة والإيجابية وإظهار النظام الذي يديرونه وكأنه الوديع الذي لم ولا يمكن أن يأتي منه سوى الخير. عندما يسوقون لتلك الأفكار يعتقدون أن الناس يمكن أن ينسوا كل السوء الذي فعلوه خلال الأربعين سنة الماضية فلا يصدق أحد أنهم هم الذين ظلوا ولا يزالون يهددون دول الخليج العربي في كل مناسبة ويتباهون بما يمتلكون من أسلحة ويخصصون جل ثروة الشعب الإيراني لتطويرها.

بعد أربعين سنة من التهديدات والتدخل في الشؤون الداخلية للجيران يأتي الرئيس الإيراني السابق محمود أحمدي نجاد ليقول ببساطة إن النظام الإيراني يمد يده للمملكة العربية السعودية وإن «التعاون الإيراني السعودي من شأنه تغيير أوضاع المنطقة، وسيشكل فرصة ذهبية لإحلال السلم والإعمار والتطور لكل بلدان المنطقة»، كما قال لصحيفة القبس الكويتية والذي جاء بعد رسالة كان قد أرسلها إلى ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان قبيل انعقاد القمة الخليجية.

ما يتغافل عنه نجاد لا يمكن لشعوب وحكومات دول المجلس غض الطرف عنه، فما قام به النظام الإيراني لا يمكن نسيانه وما يمارسه في كل حين لا يمكن أن يؤسس لعلاقة جيدة مع هذه الدول. هذا النظام لم يوفر النموذج الذي يمكن أن يجعل جيرانه يثقون فيه بل لم يهتم بهذا الأمر، وبدلاً عنه قام بالتدخل في الشؤون الداخلية لهذه الدول وأوجد الميليشيات لإشاعة الفوضى فيها. وليست البحرين المثال الوحيد في هذا الخصوص، فالشر الإيراني طال كل دول المجلس.

لو أن السعودية وجدت في حديث المسؤولين الإيرانيين شيئاً من الصدق فالأكيد أنها لن تتأخر عن الاستجابة والتفاعل مع هكذا دعوات، ولكن لأنه لم يتوفر حتى الآن ما يدعو إلى الثقة في النظام الإيراني لذا فإن ما يردده أربابه يصنف في باب أضغاث الأحلام، فالسلم والإعمار والتطور الذي يتحدث عنه نجاد لا يمكن أن يأتي وهذا أثر فأس خامنئي.