أيمن شكل




* "لكل داء دواء" حديث أطلق صافرة الإبداع للبحث عن علاجات

أكد رجال دين أن أخذ اللقاح الخاص بفيروس كورونا "كوفيد 19" يعد واجباً شرعياً، يأتي في سياق حفظ المسلم لدينه ونفسه وأهله، وقالوا إن الناس جزعت من الفيروس القاتل، وحين توافر العلاج له، انطلقت شائعات مغرضة تشكك فيه، ودعوا المواطنين والمقيمين إلى عدم التهاون والتقليل من أمر اللقاح وأهميته ليس للفرد فقط ولكن لكافة أفراد المجتمع، منوهين بالحديث الشريف "لكل داء دواء".


وبدأ الشيخ محمد حمزة فلامرزي الإمام والخطيب بوزارة العدل والشؤون الإسلامية والأوقاف، كلامه بالتذكير بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، الذي قال فيه "لكل داء دواء" مشيراً إلى أن المرض أمر وارد في حياة الإنسان عموماً، ولا يُطلب إذا فقد، وإذا وقع فعلى المؤمن البحث عن دواء له وإزالته بالأذكار الممكنة، مؤكداً أن الحديث الشريف أطلق صافرة الإبداع العلمي في البحث والكشف عن مسببات هذا المرض والدواء الذي يحقق الشفاء من المرض بإذن الله.

وقال إن الدواء لا يمكن أن يحقق الشفاء إلا من خلال تحقق شرطين، أولهما: أن يقع الدواء على الداء، والثاني: أن يؤثر الدواء في الداء فيضعفه أو يزيله، مشيراً إلى أن الأمراض ليست على درجة واحدة من الخطورة، فمنها الاعتيادي أو الموسمي، ومنها القاتل والعياذ بالله كبعض الفيروسات، كما يعاني الناس اليوم من انتشار فيروس كورونا بفصائل متعددة وقدرته على التشكل والتأقلم في محيط الإنسان والفتك بالبشرية بحسب إحصاءات منظمة الصحة العالمية.

وأوضح الشيخ فلامرزي أن الأطباء أبدعوا في إنتاج لقاح يغلب الظن على أنه علاج وحماية من هذا الداء الخطير، وانطلقت مراكز البحث العلمي لإنتاج عدة لقاحات تشكل الجانب الوقائي، ونوه بالحكمة المتفقة مع الشرع الحنيف والقائلة: "الوقاية خير من العلاج" مؤكداً أن السلامة لا يعدلها شيء، وقال: كثير من الناس كان يؤرقهم انعدام العلاج لهذا الفيروس، واليوم بعد توافر اللقاح ينبغي على المسلم أن يحقق السلامة لنفسه ولمجتمعه، وكما جاءت الشريعة لتحفظ على المسلم دينه وعقله وماله وعرضه، فقد جاءت لتحفظ النفس أيضاً.

ولفت الشيخ فلامرزي إلى قوله تعالى "ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة" مشيراً إلى أن التهلكة لا تقتصر على إهلاك النفس بطريقة مباشرة، ولكن بتعاطي أمور غير مباشرة مثل الإهمال في تحقيق السلامة للنفس، وقال إن حكومة البحرين وفرت اللقاح وتكفلت بتكلفته وهو ما قد لا يتأتى لأشخاص في دول أخرى، وهذا من فضل الله على البحرين.

وقال الشيخ إبراهيم الحادي: لا يحتاج أحد منا أن يتكلم عن أهمية اللقاح، وخاصة أن درهم وقاية خير من قنطار علاج بل نحتاج أن نشكر الله أولاً أن سخر لنا هذه البلاد المباركة التي لم تقصر في رعايتها لنا كمواطنين ومقيمين طيلة فترة الجائحة إلى اليوم بتوفير اللقاح.

وأضاف قائلاً: لعله من المناسب أن نقول إن التطعيم له أصل فيما نقل عن الرسول ﷺ في الحديث الصحيح المعروف: "من تصبح بسبع تمرات من عجوة المدينة لم يضره سحر ولا سم" أو كما قال ﷺ. وهذا الحديث قد بنى عليه كثير من أهل العلم في جواز أخذ اللقاح والتطعيم للوقاية من المرض. مع الاعتقاد التام أن الحافظ والشافي هو الله سبحانه وتعالى مسبب الأسباب.

ودعا الشيخ الحادي الجميع إلى عدم التهاون والتقليل من أمر اللقاح وأهميته مؤكداً أن أخذ اللقاح ليس مهماً للفرد فقط ولكن لجميع المحيطين به ولأسرته وللمجتمع بأكمله، ولكي تكون البحرين خالية من المرض في القريب العاجل بإذن الله، مشدداً على القاعدة الشرعية المعروفة بأنه ( لا ضرر ولا ضرار).

ونوه الشيخ إبراهيم بالإقبال الكبير على اللقاح، وقال: لا يسعنا إلا نشيد بوعي أهلنا جميعاً في البحرين وحتى المقيمين منهم وتعاونهم الكبير مع الجهات المعنية طيلة فترة الجائحة حتى وصلنا اليوم إلى مرحلة التطعيم وأخذ اللقاح، مؤكداً أنه ليس غريباً على أهل البحرين من مواطنيها ومقيميها الذين عُرف عنهم منذ القدم السبق في مجال الوعي والتعاون من أجل المصلحة الخاصة والعامة بالرغم من بعض الأصوات التي كانت تأتي من الخارج للتشكيك في أمر اللقاح وتصويره بالمؤامرة على المسلمين والعالم والتي لم تلق لها سوقاً لدى أهل البحرين الكرام لما ذكرناه عنهم.

واختتم الشيخ الحادي بتوجيه الشكر المستحق لأهله بدءاً بجلالة الملك حفظه الله ورعاه على رعايته لأبنائه من المواطنين والمقيمين من أول يوم، ثم إلى فريق البحرين بقيادة صاحب السمو الملكي ولي العهد رئيس مجلس الوزراء وإلى جميع من سهروا على راحة المواطن والمقيم، وتحملوا الأذى والمرض من الأطباء والقطاع الصحي بأكمله في الخطوط الأمنية، داعياً بالرحمة لمن ذهب ممن استحقوا أجر الشهداء بعدما فدوا إخوانهم بتقدمهم في صفوف المسؤولية الصحية.

وبدأ عالم الدين السيد علي النجار حديثه بالآية الكريمة: "وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون" وشدد على أن أخذ اللقاح هو واجب وطني على الجميع الالتزام به، وقال إن الفريق الوطني الطبي للتصدي لفيروس كورونا قد أدى واجبه باتخاذ الإجراءات اللازمة للوقاية من المرض، واليوم وبعد أن وفرت الدولة اللقاح ضد هذا الوباء الواجب على المجتمع من شعب وآباء ومسؤولين، أخذ اللقاح من أجل مكافحة الوباء ومن أجل العودة للحياة الطبيعية.

وأشار النجار إلى الشائعات المغرضة حول اللقاح وقال: بصفتي رجل دين فقد أديت واجبي بأخذ اللقاح وإعطاء النصيحة للأهل والأقارب والأصدقاء بضرورة أخذ اللقاح، وأنصح الجميع بألا يتهاونوا ويبادروا بأخذ اللقاح.