ياسمينا صلاح

أصبح الزواج والطلاق في زمنا المعاصر أسهل ما يكون ويتم الزواج سريعا ويأتي الطلاق والانفصال أسرع كوجبة سريعة انتهت دون أن تشعر بها ولكن الحياة الزوجية أعمق وأكبر من ذلك فقلة الوعي وقلة تحمل المسؤولية وعدم التقدير الكافي لشمولية العلاقة الزوجية قد يؤدي لكثير من المشاكل، لذا فوجود دورات تدريبية للمقبلين على الزواج قد تغير من تفكيرهم ووعيهم بصورة كبيرة ومساعدتهم على الاختيار الصحيح لبناء أسرة سوية وصحية.

وقالت المحامية ابتسام الصباغ إن الأسرة اليوم أصبحت مهددة جداً بسبب انفتاح العالم وتواجه الزوجين صعوبات كثيرة ويكون أسهل طريق هو الانفصال فنحتاج وعي كبير بقدر هذا التطور التكنولوجي الهائل والانفتاح على الثقافات المتعددة والدورات للمقبلين على الزواج، ومن أساليب متعددة كي تعزز قيمة الأسرة والتماسك الاجتماعي.



واقترحت الصباغ أن تكون الدورات اختيارية حتى لا تتحول لمرحلة إلزامية وتفقد روحها والهدف منها والجميل أن يتم تقديمها من مؤسسات القطاع الخاص من أجل المحافظة على الجودة، مرجحاً استجابة من قبل الفتيات والشباب وأن يكون لها التأثير الإيجابي.

وأضافت بالقول كنت قد قدمت ورشة للمقبلين على الزواج برعاية جمعية الهملة الخيرية ولاقت إعجاباً كبيراً من المشاركين، وفي كثير من الأحيان عن طريق الاستشارات التي نقدمها مجرد أن يفهم كل طرف حقوقه ويعدلون عن فكرة الطلاق ففهم الحقوق الزوجية ترتب أثر على ردات أفعالهم وتجعل وعيهم أكبر.

من جهتها تؤيد الأخصائية الاجتماعية هنوف شهاب بشدة وجود دورات تدريبية قبل الزواج للمقبلين عليه واليوم لدنيا مراكز صحية يوجد بها باحثة اجتماعية تقوم بعمل حوار وأسئلة بين الأطراف المتزوجين بطريقة بسيطة عند الذهاب للفحص قبل الزواج يجب تعميم دورها بصورة أكبر.

وقالت إننا نعيش في مجتمع متطور ومثقف وقابل للتغير بصورة كبيرة ولدينا تقدم حضاري على الكثير من الدول، مبينة أن الفتيات والشباب اليوم تفكيرهم في تطور وتغير مستمر للمستقبل وللأفضل دائماً وجود مثل هذه الدورات سوف يقوم بعمل تهيئة ذهنية قوية لهذا الجيل وللأجيال القادمة ولا يقتصر فقط البرنامج على الشباب والفتيات فعمل تهيئة للأسر مهم جداً لتطوير هذه المرحلة وسوف تكون خطوة إجابية كبيرة لتقليل المشاكل ونسب الطلاق ونحن كمجتمع بحريني نتقبل الاختلافات ونتعايش معها، وقد نواجهه فئة قليلة تقوم بالمعارضة على الفكرة ويكتفون بأنهم لا يحتاجون إلى أي برامج توعوية يكفي وجود معايير دينية نمشي عليها فقط، لا ننكر بالطبع أن المعايير الدينية ذات أهمية كبيرة جداً ولكن أيضاً المعايير الأخلاقية والتفاهم وجودها ضروري لبناء علاقة سليمة وصحية وخالية من المشاكل المعقدة.

وبينت شهاب أن هذه ثقافة يجب توارثها ووجودها سيشكل فارقاً كبيراً في إعادة هيكلة عملية الزواج للاختيار الصائب والصحيح وبناء أسرة سوية ولديها الوعي الكافي والتفاهم المطلوب لعلاقة زوجية ناجحة، والمعرفة بصورة كافية قبل الزواج شيء مطلوب لمعرفة تقبلهم وقبولهم لبعضهم البعض هذا الأمر غير موجود بطريقة فعلية لوجود عادات وتقاليد ولكن المعرفة لن تكون إلا في إطار الحدود والدين والأخلاق، فهذه الأجيال تحتاج إلى توعية وثقافة كبيرة لتغيير نمط تفكيرهم ولمعرفة الحقوق والواجبات الزوجية على الشباب والفتيات، مشيرة إلى الزواج علاقة وطيدة وقوية ومقدسة ونعمة من الله يجب أن تكون على أسس صحية وخالية من المصالح والمقارنات الاقتصادية والمادية وهذه قد تكون أكبر المشكلات ووجود تدخلات الأهل تؤدي أيضاً لحدوث مشاكل أخرى.

وأضافت أن هذه الأيام تحدث مشاكل وتؤدي للطلاق لأسباب لا تستحق فيوجد حالات طلاق تعود لعدم تلبية متطلبات بعينها وتصب في باب الهوس بالماركات والماديات وتؤدي لحدوث فجوة كبيرة بين الزوجين وقد يكون الشخص على خلق ولا يعيبه شيء ولكن المقارنات تؤدي إلى حدوث مشاكل والأغلب تكون المشاكل المادية هي السائدة في الخلافات الزوجية.

وحذرت شهاب الفتيات من الوقوع في المشاكل عن طريق التحدث على خلافاتهن الزوجية لأشخاص غير مؤهلين لحلها وليس لديهم الخبرة الكافية لذلك ويقومون بإعطائهم نصائح من تجاربهم الشخصية أو بصورة خاطئة لا تتناسب مع الموقف وتأتي بنتائج عكسية.

بدوره رحب الشيخ علي مطر بالدورات التدريبية للمقبلين على الزواج، مؤكداً أنها مهمة ويوجد فيها الكثير من الإيجابيات وهذا ما كنا ننادي به منذ زمن طويل، ويمكن تهيئة هذه الدورات بطريقة مكثفة لتكون سهلة وبسيطة لكلا الطرفين ويحضرها كل زوج وزوجه قبل العقد ونقوم بطلب الفحص ما قبل الزواج للتأكد من الحالة الصحية، وكذلك عندما يأتي المؤذون الشرعي يطلب منهم الحضور للدورة إذا لم يكونوا حضروا ثم يكتب العقد ليبين لهم أهمية الأمر لمصلحتهم الشخصية أولاً ولمستقبلهم معاً.

وأكد مطر أن هذه الدورات تساهم في بناء حياة زوجية مستقرة وتعين على التوافق بين الزوجين وأن يتقبل كل طرف منهم الآخر وكيف يتكيف معه حتى لا يتفاجأ أحد الطرفين بطباع مختلفة، مشدداً على أهمية إرشاد الزوجين إلى الحوار والمصارحة وندربهم على مهارة التجاهل وتطنيش بعض الأمور وحسن الظن بين الزوجين وعدم التجسس والتدخل في الخصوصيات جميع هذه الأمور تساهم في حياة مستقرة وتجشع على التوافق الأسري بين الزوجين وكيف يحافظان على المودة والرحمة وأهمية تدريب الزوج أو تعليمه على كيفية التعامل مع زوجته في أوقات تغيير النفسية التي تمر بها كل امرأة والأشهر الأولى من الحمل لابد على الزوج أن يتحمل زوجته فالتقصير والنقص موجود في الزوجين.

وبين أن الرسول صلى الله عليه وسلم يقول "خيركم خيركم لأهله" وأن أخير الناس من فيه الكرم والخيرية ويحسن إلى الطرف الآخر ولا يسيء إليه ولا يتعمدها وهذه أمور نستطيع أن نقلل بها الخلافات الزوجية لأن حالات الطلاق أصبحت كثيرة جداً وكلها نابعة من أسباب لا تستحق الذكر ويمكن التغلب عليها وإرشاد المقبلين على الزواج على كيفيه التعامل معها، ويوجد بعض الأسر الذين يهيئون الأبناء لهذه ويتواصلون معهم لمعرفة كيفية التعامل بين الأزواج لكن أكثر الأسر والآباء لا يقومون بذلك لعدم وعيهم بأهمية هذه الخطوة.

وأشار أن هذا الأمر يحتاج إلى تنسيق مع الجهات المعنية فتكون في متناول الجميع، وأهمية وجود مناهج في الثانوية العامة توضح هذه الأمور للتعليم أو وجود مقررات تهيئ الفتاة لمرحلة الزواج والمنزل وتربية الأبناء وتهيئ الشاب للمسؤولية وتربية الأبناء فهناك دور كبير على الأسرة أن تقوم بتهيئته للأبناء، ومثل هذه الدورات التدريبية سوف تساهم في تقليل نسب الطلاق والخلاف بين الزوجين وبناء أسرة قوية ووطيدة وخالية من المشاكل التي تؤدي إلى طرق مغلقة بين الطرفين.