تحت رعاية وزير الإسكان المهندس باسم بن يعقوب الحمر، نظم المركز العالمي للتنمية المستدامة بالمملكة بالتعاون مع المركز القومي لبحوث الإسكان والبناء في مصر مؤتمراً دولياً افتراضياً بعنوان "الرؤية المستقبلية للمدن المستدامة، ومعايير المدن الخضراء والذكية".

ويهدف المؤتمر إلى فهم وإدراك دور التنمية الشاملة والمستدامة في تنمية المدن، وتوعية العاملين في قطاع العمارة والعمران وتصميم المدن بنشر أهداف التنمية المستدامة وطرق تحقيقها، فضلاً عن نشر ثقافة التنمية والمدن الخضراء والذكية بين جميع أطياف المجتمع.

وثمن الحمر جهود المركز العالمي للتنمية المستدامة الرامية إلى نشر أهداف التنمية المستدامة، والتعريف بالمفاهيم الحديثة لبناء المدن الخضراء والذكية، منوهاً إلى أن انعقاد المؤتمر في الوقت الراهن يكسبه أهمية إضافية لمناقشة التحديات الجديدة التي فرضتها جائحة فيروس كورونا "كوفيد 19"، وبحث سبل تجاوزها لمواصلة العمل نحو تحقيق أهداف التنمية المستدامة.



وأفاد بأن الوزارة تعمل على تنفيذ برنامج إسكاني وطني تحت مظلة الأمر السامي لحضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المفدى، وتوجيهات الحكومة برئاسة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس الوزراء، بهدف تحقيق مبدأ استدامة الخدمات الإسكانية.

وأضاف أن مشاريع مدن البحرين الجديدة التي تشيدها الوزارة في الوقت الراهن، وتوفر آلاف الوحدات السكنية للأسر البحرينية، تأتي في مقدمة محاور هذا البرنامج الإسكاني، مشيراً إلى أن تنفيذ المدن يتماشى مع الأهداف الأممية المتعلقة بالتنمية المستدامة 2030، ولا سيما الهدف الحادي عشر الذي ينص على "جعل المدن والمستوطنات البشرية شاملة للجميع وآمنة وقادرة على الصمود".

وقال الوزير إن البحرين وعت مبكراً إلى مسألة ضرورة توفير كافة معايير جودة الحياة للمواطنين، فلم يقتصر التخطيط للمدن الجديدة على توفير وحدات سكنية فحسب، بل امتد ذلك الاهتمام ليشمل توفير مناطق تجارية واقتصادية ومناطق خدمية عصرية، وحدائق ومساحات خضراء مفتوحة، ومناطق للألعاب، بالإضافة إلى الملاعب الرياضية، بالإضافة إلى كيلومترات من الواجهات البحرية.

كما أولت الحكومة اهتماماً كبيراً بالنواحي البيئية، من خلال استخدام مواد صديقة للبيئة، وتشجير الشوارع والطرق الرئيسية، والأحياء السكنية، فضلاً عن التشجيع على ثقافة ممارسة الرياضة، من خلال توفير مسارات للمشي والدراجات الهوائية ورياضات أخرى، بالإضافة إلى توفير خدمات صحية وتعليمية ودينية وغيرها، تلبية لحاجات ورغبات القاطنين والزوار.

وقال الوزير إن الاهتمام بالمرافق والبنية التحتية إلى جانب الوحدات السكنية يأتي في إطار تطبيق مفهوم تعزيز جودة السكن وجودة الحياة للأسرة البحرينية، مبيناً أن تجربة البحرين في هذا المجال حظيت بإشادات وتثمين العديد من الدول، والمنظمات الدولية والإقليمية ذات العلاقة.

وشهدت الجلسة تطرق وزير الإسكان إلى مسألة تعدد مفاهيم الاستدامة، والمتطلبات الأساسية وأفضل الحلول والممارسات اللازمة لتحقيق جودة السكن، كما طرح تصوراً لموضوع الشكل المستقبلي للمدن، والتأكيد على مبدأ تجديد مفهوم المدن بما يواكب متطلبات العصر الحالي.

وأشاد المهندس الحمر بمشاركة نخبة من الخبراء والأكاديميين المتخصصين في مجال التنمية المستدامة والمدن الذكية في جلسات المؤتمر، والتي شهدت مشاركة أكثر من 1000 مشارك ومشاركة من مختلف دول العالم، منوهاً إلى أن الأوراق العلمية المتنوعة التي تم التطرق إليها خلال الجلسات ستسهم في تبادل الخبرات بين الدول المشاركة، وستسهم في زيادة الوعي وإثراء البرامج التي ترمي إلى تحقيق الأهداف التنموية المتعلقة بالاستدامة.

وتلى كلمة الوزير عرض فيلماً وثائقياً لمدينة سلمان، استعرض فكرة تنفيذ المدينة وما تتضمنه من جوانب تخطيطية تتوافق مع معايير الاستدامة، فضلاً عن شرح جهود الحكومة الموقرة في توفير جودة السكن من خلال الاهتمام بالنواحي البيئية وتوفير كافة المرافق والخدمات إلى جانب الوحدات السكنية، وقد حظي الفيلم بإشادة الحضور والثناء على التخطيط المتميز لمشاريع المدن.