العربية

تلبدت كتل السحاب حول جبال "الفقرة" بالمدينة المنورة، في مشاهد بديعية، وثقها عدد من المصورين في ظاهرة اعتبرها نادرة، في الوقت الذي استطاع فيه المصور الضوئي أسامة الحربي الظهور بحزمة من الصور الجوية، والتي سجلت إعجاباً واسعاً على منصات التواصل.

المصور الحربي يعشق التجول في جميع مناطق السعودية، للاستمتاع وتوثيق طبيعتها وتضاريسها المنوعة، كونه محبا للسياحة والهدوء والمناطق البرية المنعزلة، يقول لـ"العربية.نت": تعلمتُ التصوير من خلال الممارسة وأخذ بعض الدورات المختصة عبر الإنترنت، حتى استطعتُ توثيق جماليات العديد من المواقع في جبال جازان وجبال الفقرة وسواحل الراس الأبيض وثلوج تبوك وشواطئ حقل، كما رصدت تنوع التضاريس والجبال حين حدوث الظواهر المناخية المختلفة مثل هطول الأمطار والثلوج.

وأضاف: "خلال تصويري لجبال الفقرة، ركزتُ على إبراز مدى ارتفاع هذه الجبال، وجمال تشكيلها التضاريسي، ومشهد السحاب وهو يعانق قمم جبال الفقرة، حتى فقدت طائرة "الدرون" وسط الضباب الكثيف الذي يحيط بجبال "الفقرة"، لكنني تمكنتُ من استعادتها بعد مرور عدة ساعات، كما يعتبر عبور الطرق الجبلية الوعرة يشكل تحدياً بحد ذاتها.

كما أشار إلى أن الفقرة عبارة عن سلسلة جبال متجاورة في خط طولي تقريبًا تشبه تماماً فقرات العمود الفقري، وهذا ما يرجح سبب تسميتها الفقرة، وترتفع الفقرة عن سطح البحر بحوالي 1,901م، وبالإمكان من قمة الفقرة، رؤية أنوار ينبع البحر والهيئة الملكية بينبع، وأنوار ينبع النخل لارتفاع الفقرة عن سطح البحر، وهي منطقة معتدلة في شدة الصيف وباردة جداً في فصل الشتاء، وتتساقط فيها الثلوج في بعض السنين، ويكسوها الضباب في الشتاء، وتشتهر بزراعة النخيل وبعض النباتات، ويمكن الوصول الى جبال الفقرة عبر طريق جبلي مسفلت غرب المدينة المنورة.

يذكر أن جبال الفقرة تشتهر باعتدال الجو فيها صيفاً، حيث تقل درجة الحرارة فيها 15 درجة مئوية تقريباً عن المدينة المنورة، وشدة البرودة في الشتاء حتى إن سكانها لا يعيشون فيها خلال فصل الشتاء، وكانوا ينزلون إلى قرية السديرة ووادي ينبع ووادي طاشا ووادي رحقان خلال فصل الشتاء، لذا أصبحت منطقة جذب لأهالي المدينة المنورة، وزادت الحركة السياحية فيها بدخول خدمة الكهرباء والاتصالات ووجود عدة مراكز لتوفير المواد الغذائية ومتطلبات التنزه، ووجود قرية سياحية متكاملة في المنطقة المركزية في الفقرة.