العين الإخبارية
أعربت الأمم المتحدة عن قلقها إثر تصعيد مليشيا الحوثي الإرهابية في محافظة الحديدة، واعتبرتها "خروقات غير مقبولة".
وشهدت جبهات الحديدة المشمولة بتهدئة أممية جوهرها وقف إطلاق النار، معارك طاحنة إثر هجوم كبير شنته مليشيات الحوثي المدعومة من إيران، للتقدم عبر محاور قتال محيطه بمدن سكنية مأهولة، أبرزها مدينتي "حيس" و"الدريهمي" جنوبي المحافظة المطلة على البحر الأحمر.
وقالت بعثة الأمم المتحدة لدعم اتفاق الحديدة، إنها تلقت تقارير مقلقة عن تصاعد المواجهات في محافظة الحديدة، لا سيما في "حيس" و"الدريهمي".
واعتبر بيان كبير المراقبين الدوليين رئيس البعثة الأممية، ابهاجيت جوها، أن ذلك التصعيد يتناقض مع الالتزامات بوقف إطلاق النار وأن الخسائر الناجمة عن ذلك "غير مقبولة".
وذكر رئيس لجنة إعادة الانتشار، التي تضم وفدا من الحكومة المعترف بها دوليا ومليشيا الحوثي بناء على اتفاق الحديدة، أن السبب الأساسي للاتفاق الذي دخل عامه الثالث كان سلامة وأمن السكان، الذي وصفه بـ "الأهمية القصوى".
وحث البيان الأطراف على وقف التصعيد قبل أن يتسبب في المزيد من الأذى للمدنيين، مطالبا مليشيا الحوثي بتهدئة الوضع الحالي، وتمكين مراقبي الأمم المتحدة للوصول للمواقع المثيرة للقلق.
وأوضح البيان أن مواقع العنف بريف ومدينة الحديدة تشير إلى مخطط حوثي يقضي بالتصعيد كورقة ضغط لفرض مطالبهم بـ"إقامة منطقة عازلة" لضمان وجود دائم بالموانئ الحيوية الثلاثة.
وحولت مليشيات الحوثي الإرهابية المدعومة إيرانيا من محاور "حيس" و"الدريهمي" ساحة للمعارك الدامية، وزجت بمئات المسلحين لمحارق جماعية، إذ سقط منهم أكثر من 100 قتيل وجريح خلال الـ3 أيام الماضية وفقا لحصيلة رسمية.
وأشار بيان للقوات المشتركة، أنها تصدت لـ3 هجمات برية للمليشيات الحوثية على مدينة "حيس" وأخرى متواصلة صوب "الدريهمي"، مؤكدة أنها أفشلت مساعي مليشيا الحوثي الانقلابية بالتقدم، وقتلت أعدادا كبيرة بصفوفهم بينهم قيادات مهمة وأسرت الكثير آخرين .
وسقط عدد من المدنيين ضحايا بين قتلى وجرحى، إثر سقوط قذائف أطلقتها مليشيا الحوثي على أحياء مأهولة بالسكان والنازحين، بينهم أطفال ونساء في مدينة حيس المحاصرة منذ 2018.
ورغم أن اتفاق ستوكهولم مثل انفراجة في الحرب، لا سيما فيما يخص الحديدة، إلا أنه ومنذ دخوله حيز التنفيذ في 18 ديسمبر 2018، تحول إلى سلام وهمي، ولم يحقق أي اختراق يذكر إثر خروقات يومية للحوثيين وتصعيد ومراوغة لإبقاء سيطرتهم على موانئ البحر الأحمر، كمنافذ تهريب نشطة للأسلحة الإيرانية.
وشرد التصعيد الحوثي منذ سريان التهدئة أكثر من 700 ألف مواطن خارج منازلهم، كما حول الموانئ الحيوية منفذ استقبال معظم الواردات التجارية، ونحو 70% من المساعدات إلى نقطة تهديد رئيسية للملاحة البحرية، وفقا لتقارير دولية.