العربية

حذر خبراء من أنه لا يوجد ما يمنع ظهور وانتشار وباء جديد، يكون مصدره الصين على الأغلب، حيث إن العالم لم يتخذ الإجراءات التي تضمن عدم حدوث نفس سيناريو كوفيد-19 مجددا، فيما تعتقد منظمة الصحة العالمية أن العالم "لا يزال يواجه خطرًا غير مسبوق"، بعد مرور عام على أكبر أزمة في عصرنا.

وأودى فيروس كورونا المستجدّ بأكثر من مليوني شخص منذ ظهور المرض في الصين في أواخر عام 2019. ويعتقد أن المرض نشأ في نوع غير محدد من الخفافيش.

فيما أصاب الوباء أكثر من 95.13 مليون على مستوى العالم، وتم تسجيل إصابات بالفيروس في أكثر من 210 دول ومناطق منذ اكتشاف أولى حالات الإصابة في الصين في ديسمبر 2019. والولايات المتحدة هي أكثر البلدان تضررا من جراء الوباء تليها البرازيل والهند والمكسيك والمملكة المتحدة (89,261).

أما في الصين، منشأ الجائحة التي أدخلت الكرة الأرضية في فيلم مرعب، فبلغ إجمالي الإصابات المؤكدة بمرض كوفيد-19 في البر الرئيسي الصيني 89,454 حالة، بينما ظل إجمالي الوفيات دون تغيير عند 4635.

وفي هذا السياق، حذر كبير المحللين في مركز "ناشيونال إنترست" National Interest الأميركي هاري كازيانيس من نشوء وباء آخر يشبه فيروس كورونا في الصين.

ونوه كازيانيس في مقابلة مع شبكة" فوكس نيوز" Fox News، بأن الوباء القادم يمكن أن ينتشر "في أي وقت"، طالما لم يتم اتخاذ آليات تضمن السلامة أو استراتيجية محددة لضمان عدم تكرار ما حدث بنهاية 2019 في الصين.

ويتزامن تصريح كازيانيس عقب تصريحات مفتشين صحيين مستقلين قالوا إنه "كان بإمكان بكين ومنظمة الصحة العالمية التحرك بشكل أسرع عند بداية وباء كورونا المستجد نهاية 2019".

وفي تقريرها الثاني، الذي يُفترض أن يُعرض الثلاثاء أثناء اجتماع لمنظمة الصحة العالمية، تشير لجنة الخبراء إلى أنه "بالعودة إلى التسلسل الأولي للمرحلة الأولى من الوباء، نستنتج أنه كان بالإمكان التحرك بشكل أسرع بناءً على المؤشرات الأولى".

من جهته، قال غاريت غريغسبي، مدير الشؤون العالمية في وزارة الصحة والخدمات الإنسانية إن فريق خبراء منظمة الصحة العالمية، والذي وصل إلى الصين لتحديد أصول فيروس كورونا لن ينجح في مهمته، إلا إذا تم تزويده بجميع الدراسات التي أجريت في الصين حول التسلسلات الجينية المرتبطة بالفيروس، ونتائج الاختبارات على الحيوانات في مقاطعة هوبي وحولها، والعينات البيئية من الأسواق والتحليلات المقارنة للبيانات والعينات الوراثية.

وبعد عام من تعرف الجماهير على فيروس كورونا الجديد الذي أودى بحياة أكثر من مليوني شخص، وتحول إلى عشرات من السلالات المختلفة، وتسبب بإغلاق الاقتصاد العالمي، والضغط على موارد الرعاية الصحية، وأدى إلى تداعيات غير معروفة على المدى الطويل للملايين يطرح تساؤل منطقي مؤداه:

من جهته، حذر رئيس منظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس، الاثنين، من أن الوباء أظهر أن صحة الإنسان والحيوان والكوكب متشابكة.

وقال إن "أكثر من 70% من الأمراض الناشئة المكتشفة في السنوات الأخيرة مرتبطة بانتقال العدوى من حيوان إلى إنسان".

وتابع: "بعد مرور عام على أكبر أزمة في عصرنا، لا شك في أننا ما زلنا نواجه خطرًا غير مسبوق".

غيبريسوس حذر من أن العالم سيواجه "إخفاقا أخلاقيا كارثيا" إذا احتكرت الدول الغنية اللقاحات المضادة لفيروس كورونا المستجد على حساب الدول الفقيرة.

وبحسب الإحصاءات، فقد أعطيت أكثر من 40 مليون جرعة من اللقاحات المضادة لفيروس كورونا المستجد في ما لا يقل عن 60 بلدا أو منطقة حول العالم.

من ناحية الكمية، تحتل الولايات المتحدة الصدارة مع إعطاء 12.28 مليون جرعة لـ10.60 مليون شخص (3.2% من السكان) متقدمة على الصين (أكثر من 10 ملايين جرعة).

وفي أوروبا، أعطت المملكة المتحدة 4.31 مليون جرعة لـ3.86 مليون شخص (5.7% من السكان).

وقال غيبريسوس إن الظهور الأخير لمتحورات فيروس سارس-كوف-2 سريعة الانتشار يجعل الطرح السريع والعادل للقاحات أكثر أهمية.

وتابع أنّ "اللقاحات هي حقنة في الذراع نحتاج إليها جميعا - بالمعنى الحرفي والمجازي".

وأصر تيدروس على أنه "سيكون هناك لقاح كافٍ للجميع".