من المؤسف ما سمعناه من البحارة المحجوزين بعد خروجهم من سجون قطر، عار ومخزٍ هذا التعامل اللاإنساني من السلطات القطرية لمدنيين من بحارة وهواة كل همهم صيد السمك في المياه الإقليمية «البحرينية»، ما يتردد على لسان المحتجزين من حجز غير مبرر وتعذيب نفسي وامتهان لحقوق الإنسان وسوء معاملة هو نهج الجماعات الداعمة للإرهاب والتطرف، أما الدول التي تؤمن وتطبق الاتفاقيات الدولية المتعلقة بحقوق الإنسان فبالتأكيد لن تجرؤ على أن تعامل أي إنسان بهذه القساوة مهما كان عرقه أو معتقده أو جنسيته وجنسه. فالإنسان له كرامة وصونها هو عدم المساس بها وإهانتها، خاصة مع من تربطنا معهم روابط كثيرة أقلها حسن الجوار، وما بيان العلا إلا رابط آخر يلزم قطر بتنفيذ ما جاء به من التزامات عدة منها حسن الجوار، ولكن يبدو أن هذا البيان كسابقه «حاله حال» اتفاق الرياض الذي تم في عهد العاهل السعودي الراحل الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود – طيب الله ثراه – اتفاق وافقت عليه قطر ولكن لم تلتزم بكل ما جاء به بل عملت عكس الاتفاق المبرم بين دول الخليج، وهذا للأسف «سلو» النظام القطري ونهجه في نقض ونكث للمعاهدات والاتفاقيات على جميع المستويات وما يحدث في سجون قطر من انتهاك حقوقي واضح للمسجونين ليست له علاقة بالالتزام والمسؤولية والإنسانية.

لماذا يحاول النظام القطري تجنيد المحجوزين البحرينيين في سجون قطر؟ ولماذا تحاصرهم بالتعذيب النفسي كما تفعل مع البحارة ومع بطل كمال الأجسام البحريني سامي الحداد؟

النظامان القطري والإيراني كانت لهما أياد واضحة في أحداث 2011، كانا الداعمين الأساسيين للفوضى والإرهاب في البلاد بهدف إسقاط النظام الشرعي والتدخل في الشؤون الداخلية ما جعل قطر تحاول مجدداً تجنيد آخرين مقابل راتب شهري، فالتعذيب النفسي والتحقيقات المشددة والتزامن في حجز البحارة أدوات واضحة تهدف إلى معاودة تجنيد البعض من أجل تزويدها بمعلومات سرية عن تحركات الأجهزة الأمنية البحرينية في البلاد، وإلا ما سبب استغراق السلطات القطرية على سحب البحارة لسجونها بكثرة في الآونة الأخيرة؟ ولماذا كثفت هذا الفعل المشين خلال القمة الخليجية وبعد بيان العلا مباشرة؟ فهذه التصرفات لها تعبير واضح عن عدم جدية تنفيذ ما جاء في بيان العلا خصوصاً فيما يتعلق بمملكة البحرين، فالحبر لم يجف في اتفاقية العلا وبيانه مع دول مجلس التعاون الخليجي، ولكن يبدو أن الأخلاق الأصيلة والالتزام بالمواثيق جفت في عروق من يدعي العروبة والمروءة.