بدأت اليوم في مملكة البحرين اليوم الاربعاء أعمال اجتماع اللجنة الخليجية لمكافحة الأمراض المعدية، الذي يستمر يومين، لمناقشة عدد من المواضيع الهامة ذات العلاقة بمكافحة الأمراض المعدية في دول مجلس التعاون.
وسيتم في ختام الاجتماع رفع التوصيات إلى المكتب التنفيذي لمجلس وزراء الصحة بدول مجلس التعاون التي من شأنها المساهمة في تطوير وتعزيز برامج مكافحة الأمراض المعدية في دول مجلس التعاون.

وقد افتتح الاجتماع بكلمة ترحيبية من الدكتورة مريم إبراهيم الهاجري مدير إدارة الصحة العامة، رحبت فيها بالوفود المشاركة، ونقلت لهم تحيات سعادة وزير الصحة السيد صادق بن عبدالكريم الشهابي، ووكيل وزارة الصحة الدكتورة عائشة مبارك بوعنق، والوكيل المساعد للرعاية الأولية والصحة العامة الدكتورة مريم الجلاهمة.

وخلال كلمتها، أشارت الدكتورة الهاجري إلى أن وبائيات الأمراض المعدية قد كانت على مر تاريخها تهاجم العالم على حين غرة، بحيث لا يتبقى أمام الخدمات الصحية إلا القليل من الوقت للتأهب لمواجهة الزيادة المفاجئة في الحالات والوفيات التي تتسبب فيها هذه الأحداث، ومن ثم فإن هذه النظم تُصبح في حالة من الاضطراب، وقد كانت اللقاحات وهي أهم تدخل متاح للحد من المراضة والوفيات ولمكافحة هذه الأمراض، والوبائيات التي حدثت في القرن الماضي أحدثت اضطراب اجتماعي واقتصادي هائل فضلا عن فقدان الملايين من الأرواح، لافتةً إلى أن طبيعة الأمراض المعدية تفرض حتمية وضرورة التنسيق والتعاون بين مختلف القطاعات الحكومية والخاصة داخلياً، وكذلك المنظمات الصحية الاقليمية والعالمية لما يمكن أن يؤدي إليه التوافق والتناغم فيما بينهم في المساعدة على تحديد مناطق نشاط المرض، وبالتالي اتخاذ الإجراءات السليمة والكفيلة بتفادي إصابة البشر به.

وأضافت الدكتورة الهاجري: "نظراً لخطورة وإمكانية انتشار الأمراض المعدية، فقد أوصت منظمة الصحة العالمية بضرورة أن تتخذ كافة دول العالم إجراءات وقائية عاجلة لمواجهة هذه الأمراض بالتطعيم، وتقليل فرص إصابة الإنسان بالعدوى، وعليه فإن المؤسسات الرسمية بمملكة البحرين قد قامت باتخاذ كافة التدابير منها وضع خطة عمل تتضمن الإجراءات الوقائية ووضع خطة طوارئ على المدى القصير لمنع وفادة الأمراض إلى المملكة، بالإضافة إلى خطط طويلة المدى لمكافحة الأوبئة بالتطعيم".

وأضافت : "وقد بدأت التحصينات في مملكة البحرين في الأربعينيات، حيث نفدت حملات واسعة النطاق لتعزيز المناعة ضد مرض الجدري، وفي الخمسينات كان اللقاح المستخدم ضد الدرن من أوائل اللقاحات التي استخدمت لمكافحة أمراض الطفولة وفي العقد ذاته تم إدخال اللقاح البكتيري الثلاثي ضد الخناق والسعال الديكي والكزاز وتلى ذلك ادخال لقاح شلل الاطفال المعطل ومن ثم لقاح شلل الأطفال الفموي للوقاية من مرض شلل الأطفال"، مؤكدةً أنه ذلك قد أسهم ذلك في التقليل من هذه الأمراض حيث لم تُسجل أي حالة من حالات الكزاز الوليدي منذ العام 1984م وكذلك الخناق، حيث سجلت آخر حالة منذ عام 1982م.

أما عن شلل الأطفال، فأوضحت الدكتورة الهاجري أن اللقاح أسهم في الحد من الإصابة، حيث لم تسجل أي حالات بين العام 1982-1992 إلا أنه تم تشخيص حالتين في عام 1993م ومنذ ذلك الحين ومملكة البحرين خالية من شلل الأطفال. أما عن لقاح الحصبة فقد تم إدخاله في أوائل السبعينات للأطفال عند عمر 9 أشهر، لافتةً إلى أن البداية الفعلية لبرنامج التمنيع الموسع في مملكة البحرين كانت في عام 1981م وكان الهدف هو تطعيم الأطفال في الأعمار المختلفة بالتحصينات الأساسية للوقاية من الأمراض المعدية مع وضع سياسات وخطط لخفض معدل المراضة والوفيات.

وأفادت الهاجري بأن هذا البرنامج قد أصبح من أنجح البرامج التي حققتها وزارة الصحة في مجال الطب الوقائي والصحة العامة على المستوى المحلي والإقليمي والعالمي، وقد كان ذلك نتيجة لتظافر جهود العاملين الصحيين في المواقع المختلفة التي تتضمن تقديم الخدمات ومراقبتها ووضع الخطط لتطويرها ومازالت هذه الإنجازات مستمرة في هذا البرنامج من خلال الدعم المتواصل للقيادات وصناع القرار في وزارة الصحة والعمل الدؤوب للعاملين في هذا البرنامج وفي الخدمات المتعلقة به.

أما بخصوص الحصبة فأشارت الهاجري إلى أن البحرين تُعد من أوائل الدول التي دخلت مرحلة التخلص من الحصبة حسب الأهداف التي وضعتها منظمة الصحة العالمي، وتابعت:" إن تظافر جهودنا على صعيد مجلس التعاون الخليجي في مجال التصدي للأمراض المعدية يُعد حجر الأساس للكشف المبكر عن هذه الأمراض والسيطرة عليها وبقاء منطقتنا خالية من هذه الأمراض أو التقليل من مضاعفاتها وتأثيرها السلبي على النظام الصحي. وفي ختام كلمتها دعت الله سبحانه وتعالى التوفيق والنجاح في هذا الاجتماع و طيب الإقامة في مملكة البحرين، كما تقدمت بجزيل الشكر إلى المكتب التنفيذي لمجلس وزراء الصحة لدول مجلس التعاون على جهودهم ومتابعتهم الحثيثة للجان الخليجية وتنفيذ التوصيات، وخصت بالذكر سعادة المدير العام للمكتب التنفيذي لمجلس وزراء الصحة لدول مجلس التعاون الأستاذ الدكتور توفيق بن أحمد خوجة على جهوده البارزة والملموسة في هذا المجال.