هدى عبدالحميد

أكد شباب أن تجربة الزواج من المطلقة لا تقابل بالرفض في مجتمعات الخليج فهي ظاهرة مجتمعية قد يتعرض لها كل رجل أو امرأة في مسيرتهما الزوجية لأسباب كثيرة وربما يفضل العديد من الشباب الزواج من مطلقة على اعتبار أنها أكثر حكمة ستمكنها من جعل الحياة الزوجية أكثر راحة لحرصها على نجاح تجربتها الثانية ولكن قد تشكل الأعراف السائدة وتدخلات الأهل جزءاً في طبيعة اختيار ابنهم شريكة حياته، فيرفضون أن تكون زوجة ابنهم مطلقة ويشترطون في الفتاة مثلاً أن تصغر ابنهم بالسن، أو يريدونها بكراً.

الشاووش: الزواج من مطلقة له إيجابيات كثيرة



ويقول عبدالله الشاووش: "نتفق دينياً بأن الطلاق هو أبغض الحلال على الرغم من صعوبته على شركاء الحياة الزوجية والأبناء، وفي الوقت ذاته فإن المطلقة ليست شيئاً شاذاً في المجتمع ولا هي بالأمر المعيب أو المحرم، ولكن قد تشكل الأعراف السائدة وتدخلات الأهل جزءاً في طبيعة اختيار ابنهم شريكة حياته، فعلى سبيل المثال فإن الأهل قد يشترطون في الفتاة مثلاً أن تصغر ابنهم بالسن، أو يريدونها بكراً وخصوصاً إذا كان ابنهم لم يسبق له تجربة الزواج وغالباً يكون موقفهم الرفض، مع أن المطلقات فتيات بصرف النظر عن مسماهن أكن عازبات أم مطلقات من الممكن ومن حقهن ان يوفقن في تجربة زواج ثانية".

وأضاف: "بطبيعة الحال فإن الشاب قد تكون له مقاييس ونظرة أخرى فهو في النهاية من سيتزوج وينظم حياته ومستقبله بما يراه قلبه وعقله، وأنا من الفريق الذي يوافق على الارتباط بمطلقة، مع أن البعض قد يدرس كل حالة على حدة كي يحدد ما إذا كان سيمضي في هذا الأمر أم لا، حيث يتحدد ذلك بظروف كل حالة وتبعاتها، فمثلاً إذا كان الشاب لم يسبق له الزواج فقد يوافق على مطلقة ولكن بدون أبناء، وأيضاً تختلف هذه الحالة في ما إذا كانت لديها بنت أو ولد، لأنه للأسف فإن بعض المطلقين يزجون الأبناء في مشاكلهم، وربما يرفض الطليق أن يعيش أبناؤه مع طليقته التي تتزوج شخصاً غريباً عليهم، وفي أحيان ليس لسبب إلا أنه يريد افتعال المشاكل أو الانتقام، متوجهاً بالنصيحة للمطلقة ألا تخاف من التجربة الثانية ولا تفقد الأمل، وإن كان لديها أبناء، فكم من أم وأب كانا أحن على الأبناء من آبائهم وأمهاتهم الحقيقيين".

وأشار الشاووش إلى أنه يجب أن يكون المجتمع والأفراد في المجتمع على درجة عالية من الوعي والاتزان، فالمطلق كما المطلقة ومن المفترض أن ينظر إليهم نظرة واحدة، لأن الذي نراه أن الشاب المطلق قد يتزوج أكثر من مرة بينما تقل هذه الفرص لدى المطلقات، وفي الوقت ذاته لا بد من ألا نحكم على أي طرف بأن الخلل لديه، فقد يكون المطلق والمطلقة على أكمل وجه وعلى قدر المسؤولية لكن لم يتوافقا في حياتهما الزوجية، كما أن المجتمع قد يحكم على شخص ويتكلم فيه إذا خاض تجربة الطلاق أكثر من مرة ويحكم عليه أنه لا يصلح للزواج وهذا خطأ كبير وأثره بالغ السوء، وربما يحدو بالبعض إلى العزوف عن الزواج وانتشار العنوسة والسلوكات الخاطئة في المجتمع.

وزاد: "باعتقادي أن الزواج من مطلقة قد يكون له إيجابيات كثيرة وأحياناً تكون الحياة الزوجية أجمل وأسعد، وخصوصاً أن المطلقة قد خاضت تجربة زواج وعرفت ما يحب الزوج أو يكرهه وكيف تستطيع الحفاظ على زواجها، وتتجنب الوقوع في نفس الأخطاء السابقة، كما أنها تحاول أن تسعد وترضي زوجها كي لا تقع في مشكلة الطلاق مرة أخرى، ولكن عادة ما يكون الطلاق من الزواج الثاني قليل الحدوث، وعليه يجب أن نبتعد قدر الإمكان عن التعصب والتحيز إلى فئة الشباب وإلقاء الظلم على المطلقات، فالمطلقة أيضاً من حقها أن تتمتع بحياة زوجية مستقرة وأن تحافظ على نفسها وتعيش في السكن المناسب، وأن ترزق بالذرية والأبناء".

الشاعر: الزواج من مطلقة تجربة تستوجب التروي

وقال الشاب أسامة الشاعر إن الطلاق هو أبغض الحلال في الشريعة الإسلامية وإن تجربة الزواج من المطلقة ليست جريمة أو ظاهرة سلبية أو ظاهرة تقابل بالرفض في مجتمعات الخليج ولكنها ظاهرة مجتمعية قد يتعرض لها كل رجل أو امرأة في مسيرتهما الزوجية لأسباب كثيرة ومتعددة، لذا لا يمكن النظر إليها على أنها نقيصة في حق المرأة أو الرجل.

وأضاف الشاعر أن الزواج من المطلقة يجب أن يؤخذ على محمل التروي وحسن الاختيار والتعلم من الدروس السابقة لكى لا يتكرر فشل الزيجة الأولى وربما يكمن الخير في الشر حينما يحدث التوافق بين الزوجين حيث إن المطلقة تكون تعلمت الدرس جيداً وأدركت نقاط الضعف والخطأ في تجربتها الأولى وتسعى جاهدة ألا تكررها مرة أخرى.

وأوضح أن زواج المطلقات ظاهرة صحية تعمل على استقامة المجتمع من خلال القضاء على ظاهرة الطلاق وتكوين الأسر القويمة التي سيحرص الطرف الذي خاض تجربة الطلاق سواء كان رجلاً أو امرأة ألا يكررها مرة أخرى وبالتالي يحدث استقامة في المعيشة بما يؤدي إلى تناقص عدد حالات الطلاق في المجتمعات إلى حين اختفائها.

وأكد الشاعر أن ظاهرة الطلاق هي ظاهرة مرفوضة وغير مستحبة لما يترتب عليها من تفكك أسري ومشكلات مجتمعية خطِرة بما يستوجب ضرورة تكاتف كافة الجهود من أجل الحد من تلك الظاهرة، حيث يجب على كافة مؤسسات المجتمع المدني أن تتعاون مع المؤسسات الحكومية من أجل نشر التوعية بخطورة ظاهرة الطلاق واستخدام مواقع التواصل الاجتماعي في التوعية من مخاطرها، مؤكداً أنه يجب على الأمهات ألا يمانعن من زواج أبنائهن من المرأة المطلقة ويشجعنهم على ذلك طالما هناك توافق بين الطرفين.

ويقول إنه لا يمانع الزواج من المرأة المطلقة بشرط أن تكون على خلق ودين وكانت أسباب طلاقها خارجة عن إرادتها لعدم التوافق مع الزوج وأن تكون أسرتها متفهمة لظروفها وتشجعها على تكرار تجربة الزواج مرة أخرى من شخص يتوافق معها ويكون مدركاً لأسباب الطلاق السابق ويحرص على أن يكون سبباً فى إسعادها ومعاملتها بالحسنى واللين والحب حتى تستمر العلاقة الزوجية بنجاح.

وألمح الشاعر إلى أن تجربة الزواج من الأرملة أيضاً هي تجربة إيجابية ويشجع الشاب الذي يفكر في الزواج أن يرتبط بسيدة أرملة لأن ظروفها خارجة عن إرادتها بفقد الزوج بالوفاة وهو ما لا يعني أن تنتهي حياتها بوفاة زوجها، ولكن هكذا الحياة ولا بد أن تستمر ويجب على الأرملة أن تفكر بالزواج وفقاً لما ترتضيه من شروط تحقق لها الاستقرار الأسري والمعيشي وكذلك الرجال يجب عليهم أن يفكروا في الزواج من الأرملة وهناك نماذج عديدة في المجتمع تحكي قصص نجاح لزواج من أرامل ويعيشون في سعادة واستقرار.

من جانب آخر عبر أحد الشباب عبر حسابه بالإنستغرام عن رأيه في الزواج من مطلقة، مؤكداً أنه على الرغم من أن بعض الرجال وهم قليلون يتجنبون الزواج من مطلقة فإن هناك الأكثر ينجذبون إلى المرأة المطلقة وإن كانت أكبر سناً منه على اعتبار أنها أكثر نضجاً ومرت بالعديد من تجارب الحياة التي تجعلها تتعامل مع المشاكل الزوجية بحكمة، لافتاً إلى أن الرسول صلى الله عليه وسلم قد تزوج من السيدة خديجة ولم تكن بكراً وأكبر سناً وكانت قصة حبهما عظيمة وتحوي كثيراً من العبر والحكم في العلاقة الزوجية للطرفين.