منذ أن أطلقت الرؤية الاقتصادية 2030 في عام 2008، توالت الإنجازات التطويرية التي أسهمت في تطوير عملية التنمية، ولعل من أبرز هذه الإنجازات، بناء مبنى جديد للمسافرين كتوسعة لمطار البحرين، والذي وجه ببدء العمليات التشغيلية فيه صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء في 28 يناير الجاري، بعد مشوار طويل من المتابعة والتوجيهات والجد والعمل، ويعتبر هذا المبنى قطعة معمارية مميزة ستظل شاهدة على هذه المرحلة التاريخية المزدهرة في مملكة البحرين، لاسيما في مجال البنية التحتية.

إن هذا المبنى صرح معماري مميز وذلك لتميزه بأحدث التقنيات المتطورة في صناعة الطيران وأعلى المعايير العالمية في مجال البناء والتصميم ليس هذا فحسب بل هو أضخم منشأة خضراء في مملكة البحرين، تحصل على الشهادة الذهبية للريادة في مجال التصميم المُراعي للبيئة والطاقة «LEED». هذا الصرح سيظل شاهداً على الحضارة والتقدم في هذه الحقبة الزمنية، وستشهد الأجيال القادمة بأن هذا الصرح يروي قصة نهضة وتطور وبناء حضارة البحرين المعاصرة، كما أنه شاهد على تنفيذ الرؤية الاقتصادية 2030 بنجاح.

نعم إنه حدث تاريخي لأنه بني بعقول بحرينية فذة، وبأيدي وطنية ماهرة، فهو شاهد على قدراتهم وخبراتهم الإدارية والفنية، وكذلك هو شاهد على إبداعاتهم المعمارية والهندسية، فهذا الصرح يترجم تجربة البحرين في بناء الإنسان، إن الاعتماد على الكوادر البحرينية في تشيد هذا الصرح يؤكد أن البحرين تتمتع بثروة بشرية مميزة ولعل الثروة البشرية أثمن الثروات، ليس هذا فحسب بل إن تجربة تشييد هذا الصرح كانت مدرسة تخرج منها كوارد شبابية بحرينية، فقد أطلقت شركة مطار البحرين برنامج تحليق في يوليو 2014. وذلك عند بدء بناء المطار، بالتعاون مع وزارة المواصلات و«تمكين» فتم انتقاء فريق من خيرة شباب البحرين للمشاركة في تشييد هذا الصرح ليتم إعدادهم ليكون للبحرين جيل جديد من الخبراء الواعدين في تعمير مثل هذه المنشآت، وليكونوا قادة المستقبل في قطاع الطيران ولبناء قدرات البحرينيين من ذوي الأداء العالي. نعم إنها مدرسة خرجت خبراء المستقبل.. ودمتم أبناء قومي سالمين.