أكد مسئول نفطي سعودي أنه لا وجود لمؤامرة في انخفاض أسعار البترول , مشددا على انه منذ أن قادت منظمة الدول المصدرة للبترول " أوبك " السوق البترولية الدولية في أوائل السبعينات من حيث تحديد مستوى الإنتاج والأسعار شهدت السوق البترولية 12 ارتفاعًا وانخفاضًا كبيرًا في الأسعار، وبنسبة تغير تصل إلى 20 في المائة أو أكثر، نصف هذه التقلبات حصلت نتيجة لعوامل سياسية مثل الحروب والصراعات الداخلية، والمقاطعة الاقتصادية.

وقال الدكتور ابراهيم المهنا مستشار وزير البترول والثروة المعدنية السعودي خلال مشاركته بورقة عمل بعنوان ( التطورات الأخيرة في السوق البترولية الدولية ) خلال فعاليات اللقاء السنوي الثامن عشر الذي تنظمه جمعية الاقتصاد السعودية تحت عنوان (اقتصاديات الطاقة) ان النصف الثاني من هذه التقلبات الحادة في الأسعار فيعود إلى ظروف السوق، من حيث العرض والطلب، ومستوى المخزون التجاري، وطريقة تعامل الدول المنتجة، بالذات "الأوبك" من هذه التقلبات، من حيث خفض الإنتاج أو زيادته، والالتزام بالحصص من عدمه.

وأوضح انه خلال هذه الفترة قامت منظمة "أوبك" بخفض الإنتاج 19 مرة، نجحت في 8 منها، بحيث ارتفعت الأسعار، وفشلت في الباقي، كما تشاركت في التخفيض دول منتجة من خارج الأوبك في ست حالات، اخرها كان في عامي 1998 /1999 , مبينا أنه خلال النصف الثاني من العام الماضي، شهدت السوق البترولية الدولية انخفاضًا حادًا في الأسعار، من 115 دولاراً للبرميل في شهر يونيو 2014 إلى 45 دولاراً بداية العام الجاري , قائلا ان ذلك يعد أكبر ثلاثة انخفاضات في أسعار البترول خلال الخمسين عامًا الماضية.

واضاف في ورقته " وفقا لما اوردته وكالة الانباء السعودية " انه بجانب عوامل السوق، يعود الانخفاض الحالي إلى أسباب أخرى جديرة بالدراسة والتحليل، أهمها توقعات المستقبل "الاستقراء" عن وضع العرض والطلب، والأفكار التخيلية مثل القول بحرب الأسعار أو الحديث عن المؤامرات السياسية الخفية.

وقد بدأت الأسعار في الانخفاض أواخر شهر يونيو الماضي ولم يكن الواقع الفعلي خلال تلك الفترة يختلف كثيرًا عن السنوات الخمس السابقة، من حيث توازن العرض والطلب، ومستوى المخزون التجاري، من حيث المجموع الكلي، أو عدد أيام الاستهلاك المستقبلية، اللذان يعتبران من أهم مقاييس توازن السوق. إلا أن التوقعات بدأت تقلب المعادلة ففي شهر يونيو وما بعده، تحدث بعض المحللين والمنظمات الاقتصادية الدولية، عن فائض كبير قادم في العرض يفوق الطلب، وبالذات في الربع الرابع من عام 2014، والنصف الأول من عام 2015، مما سيؤدي إلى انخفاض الأسعار.

واشار الى انه في جانب الطلب كانت التنبؤات تشير إلى تباطؤ النمو الاقتصاد العالمي الذي يعني تباطؤ نمو الطلب على البترول لذا تم تخفيض تقديرات نمو الطلب السنوي على البترول من أكثر من مليون برميل إلى 700 ألف برميل لعام 2014.
وبين أن التوقعات في جانب العرض، كانت تُشير إلى استمرار نمو الإنتاج، من عدة مناطق خارج "الأوبك" لعل من أهمها الزيت الصخري من الولايات المتحدة، حيث قدرت الزيادة لعام 2014، بأكثر من مليون ونصف برميل يوميا، إضافة إلى زيادة الإنتاج من الزيت الرملي في كندا، والإنتاج من المياه العميقة، بحيث يكون إجمالي زيادة الإنتاج أكثر من زيادة الطلب العالمي.
وأضاف أن التوقعات أسهمت بشكل خاص في انخفاض الأسعار خلال الصيف والخريف، مبيناً أن تقرير حديث للبنك الدولي، وعدد من الدراسات الأخرى، أشارت إلى أن هناك عاملان أخران، أسهما في انخفاض الأسعار، الأول الحديث عن مؤامرة خفية، لأسباب سياسية، لتخفيض الأسعار، والثاني الحديث عن حرب أسعار بين شركات البترول، وهذان العاملان (المؤامرة و حرب الأسعار) غذيا بعضهما البعض بشكل غير مسبوق.
وأكد الدكتور المهنا أنه لا وجود لمؤامرة في انخفاض أسعار البترول، فالسوق البترولية من حيث الأسعار تنقسم إلى عدة أنواع أهمها السوق المستقبلية التي تمثل نحو 70 % من إجمالي المبادلات التجارية العالمية في البترول.