قدمت دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية نموذجاً يحتذى به في إدارة أزمة جائحة فيروس كورونا (كوفيد19)، فمملكة البحرين نجحت في التصدّي للجائحة وتحويل التحديات إلى فرص من خلال الاستجابات السريعة لاحتواء تداعيات انتشار الفيروس وتخفيف آثار الأزمة تحت قيادة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد نائب القائد الأعلى رئيس الوزراء.

ويجب علينا مواصلة الالتزام الكامل بالإجراءات الاحترازية للوقاية من عدوى فيروس كورونا، واتباع كل ما يصدر من الجهات المعنية والحرص على التباعد الاجتماعي ولبس الكمامات وتجنب التجمعات وغسل اليدين وتعقيمها على الدوام، وأخذ التطعيم لتخفيف العبء عن الخطوط الأمامية، محذرة من التهاون في الالتزام بتلك الاحترازات وخطورة عودة ارتفاع حالات الإصابة الذي شهدته البحرين في الأيام الماضية.

وربما طال زمن الأزمة، وهذا أعطى البعض أحساس وهمي بالأمن من الإصابة بالفيروس، وبالتالي الإحساس بالتراخي، وقد يكون هذه السبب الرئيس على ارتفاع الحالات التي تشكل بدورها خطراً على الجميع خصوصاً كبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة.

وقد نجحت جامعة الخليج العربي في حماية الطلبة وأعضاء الهيئتين الأكاديمية والإدارية والحفاظ على الصحة العامة داخل الجامعة والمرافق التابعة لها بفضل تطبيق مجموعة بروتوكولات الخاصة بإجراءات الوقائية من تفشي فيروس كورونا منذ بدأ العام الأكاديمي الجاري، حيث تمت تهيئة القاعات الدراسية والمختبرات للطلبة الدراسين في السنة الخامسة والسادسة بكلية الطب والعلوم الطبية ومختبرات طلبة الدراسات العليا وتعقيمها بشكل مستمر طوال اليوم الدراسي، وإجراء فحوصات شاملة لكل منتسبي الجامعة، وتجهيز الجامعة ومرافقها لتكون ملائمة لاستقبال الطلبة وفق متطلبات التباعد الاجتماعي، واستمرار إجراء الفحوصات العشوائية، إضافة إلى تدريب المنظفين على إجراءات التعقيم الصحي وتحديث البيانات ونشرها لتكون في متناول الجميع.

كان ولايزال التعاطي مع هذا الحدث الصحي الاستثنائي على مستوى عالي من الحرفية بشكل يشعر المسؤولين في قطاع التعليم العالي في دول الخليج العربية وأولياء أمور الطلبة بأن أبناءهم بأيدي أمنية ويواصلون الدراسة في بيئة صحية آمنة فالمرحلة الحالية تستوجب التعاون الإيجابي مع هذه الجهود الرامية إلى مواجهة الفيروس عبر الوعي.

ويجب المواصلة بعزم وعدم التراخي في تطبيق الإرشادات والإجراءات الاحترازية وضرورة اتباع القرارات الصادرة من الجهات الرسمية، والابتعاد عن كافة التجمعات لتجنب الإصابة بالعدوى أو نقلها للآخرين، إلى جانب الالتزام بالتعليمات الوقائية الصحية اللازمة للحد من انتشار الفيروس خصوصاً مع احتمالات عودة الموجة الثانية من الجائحة.

* أستاذ مساعد بقسم طب العائلة بكلية الطب والعلوم الطبية في جامعة الخليج العربي