أكد وزير الخارجية د. عبداللطيف بن راشد الزياني، أن توقيع مملكة البحرين على إعلان مبادئ إبراهيم، هو تجسيد لرؤية صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، عاهل البلاد المفدى، التي تؤكد على أهمية تعزيز السلام والاستقرار كمسار لمزيد من الازدهار والتنمية في منطقة الشرق الأوسط والعالم ككل، وانعكاس لثقافة المجتمع البحريني العريقة الممتدة من الانفتاح والتسامح والتعايش، النابعة من قيمه وإيمانه بالسلام والتآخي بين شعوب العالم وحل الخلافات بالحوار والتفاهم والاحترام المتبادل.

وأعرب د. عبداللطيف الزياني عن أمله بأن يُترجم هذا الزخم أيضًا إلى تقدم متجدد نحو حل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي على أساس حل الدولتين، باعتباره أساسًا مهمًا لإحلال سلام عادل ودائم في المنطقة، بالإضافة إلى بناء الثقة الإقليمية.

جاء ذلك في الكلمة التي ألقاها وزير الخارجية في المؤتمر السنوي الذي نظمه معهد دراسات الأمن القومي في دولة اسرائيل، عبر الاتصال الإلكتروني المرئي، بمشاركة وزير الدولة للشؤون الخارجية بدولة الامارات العربية المتحدة، د. أنور محمد قرقاش، ووزير خارجية دولة إسرائيل غابي أشكنازي.



وقال وزير الخارجية إن مملكة البحرين برهنت على تمسكها بهذا النهج الحكيم من خلال ما اتخذته من خطوات مهمة وملموسة، ومنها على سبيل المثال: إعلان مملكة البحرين بشأن التسامح الديني الصادر عام 2017، واستضافة ورشة عمل (السلام من أجل الازدهار) في عام 2019، والتوقيع على مذكرة التفاهم في العام الماضي بين مركز الملك حمد العالمي للتعايش السلمي ومكتب المبعوث الخاص بوزارة الخارجية الأمريكية لرصد ومكافحة معاداة السامية.

وأضاف إن كل هذه الأمور تؤكد نهج مملكة البحرين ورغبتها إلى جانب دولة الإمارات العربية المتحدة ودولة إسرائيل في المضي نحو الاستفادة من الفرص المتاحة لترسيخ جهود إحلال السلام في المنطقة.

وأكد وزير الخارجية إن إقامة علاقات دبلوماسية بين مملكة البحرين ودولة الامارات العربية المتحدة مع دولة إسرائيل من شأنه إنشاء تعاون واسع وعميق يحقق فوائد ملموسة للدول الثلاث، وتشجيع الجميع على المشاركة في جهود تحقيق الأمن والاستقرار والازدهار للمنطقة.

وأضاف إن تنفيذ العديد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم الموقعة أمر مهم، معربًا عن تفاؤله ببدء شبكة من التعاون الحقيقي تنتشر تدريجيًا في جميع أنحاء الشرق الأوسط، مما يحقق السلام الحقيقي والدائم والأمن والازدهار لشعوب المنطقة.

وقال إن الشرق الأوسط سيكون في المستقبل المنظور منطقة رئيسية ذات اهتمام دولي، وستواصل الولايات المتحدة لعب دور مهم للحفاظ على أمنها واستقرارها، معربًا عن اقتناعه باستمرار دعم الولايات المتحدة الأمريكية لهذا التوجه نحو الاستقرار والسلام في المنطقة، باعتبار أن آفاق علاقات أفضل بين دول الشرق الأوسط هي بلا شك من أولويات الإدارة الأمريكية.

وأكد وزير الخارجية على أهمية تشاور الإدارة الأمريكية الجديدة مع حكومات دول المنطقة حول القضايا والتحديات التي تواجه المنطقة، بما فيها الملف النووي الإيراني وتدخلاتها في الشؤون الداخلية لدول المنطقة، حتى يمكن معالجة هذه القضايا والتحديات الملحة بطريقة تلبي بالكامل الاهتمامات المشروعة لدول المنطقة من أجل تحقيق الأمن والاستقرار الدائمين في الشرق الأوسط للجميع.