الوقت كالسيف إن لم تقطعه قطعك، عبارة تتردد على مسامعنا كلما داهمنا الوقت وزاحمتنا أعمالنا اليومية، أو حتى إن ضاقت السبل بالمواعيد، فنحن في هذه الحياة في دوامة من المهمات والمواعيد والالتزامات والتي قد يسرقها الوقت منا، فأبسط ما يتبادر إلى ذهننا عند التخلف عنها " ما عندي وقت " فكيف يمكننا أن نزيل هذه العبارة من عقولنا ويكون لكل أمر حقه ووقته؟.

حقيقة، أن للكل تفضيلات من واجباته أو راحته على غيرها، وغالباً ما تكون "ما عندي وقت" هي عذر للأمر غير المفضل القيام به، أو ربما تكون للمهمة الأشقى، وذلك ما يحتاج منا إعادة ترتيب أولوياتنا وأهدافنا في الحياة بشكل عام ، وألا ننظر للواقع نظرة تشاؤمية من زاوية ضيقة بعيدة عن الحياة الواقعية، ونساعد على ترويج هذه الأفكار لأهلنا بشكل خاص وللبيئة الاجتماعية من حولنا بشكل أوسع وعام .

قد يكون البعض بالفعل ملتزمين بالأمور الحياتية مثل العمل والدراسة وليس لديهم الوقت لإنجاز بعض الأمور المهمة التي قد تكون في منظورهم بأنها أمور اعتيادية وروتينية غير مهمة، ولا يجب إعطاؤها الوقت الأمثل الكافي، في المقابل يجب الأخذ والاعتبار بها مثل قضاء بعض الوقت مع الأبناء أو الذهاب إلى موعد معين فهناك من يتخلف عن مواعيده لعدة مرات فيبدي انطباعاً سيئاً للطرف الآخر وكأنه يتهرب منه ولا توجد من قبله أي أهمية في ذلك الموضوع.



وفي بعض الأحيان يكون التكاسل عن بذل الجهد هو السبب لعدم إتمام الأمور أو الالتزامات الأخرى أيضاً قد يكون تفسير هذه العبارة ليس لدافع لإيجاد الوقت، كما أن الاعتقاد والإدراك بأهمية الأمور ولو كانت بسيطة من الممكن أن تجعل الفرد قادراً على تخصيص الوقت حتى لو كان الوقت قصيراً فالأهم في ذلك جودتها وفعاليتها.

مقولة "ما عندي وقت" هي حتماً ليست بعذر كما يعتقد قائلها إنما هي إيحاءات للعقل اللاوعي، نظلم أنفسنا بها، على الرغم من أن لكل منا طاقة لا يحمل إلا وسعها، إلا أن لكل فرد منا نفس عدد الساعات اليومية بالتساوي.

ومن هذا المنطلق نرى بأن هناك من ينجز العديد من الأعمال في وقت قصير حتى! وفي المقابل هناك بعض الأفراد لايملكون غير التذمر من وسيلة نتيجة قراراتهم غير المدروسة والتي لا يتوقعون نتائجها، إذ يسعون جاهدين في تأجيل وعدم إنجاز بعض الأمور التي قد تكون ضرورية ولكن في اعتقادهم بأنها غير مهمة بحجة اعتقادهم بأن ليس هنالك الوقت الكافي أو بعذر غداً استطيع وعادة يكون غداً تكراراً لليوم، وذلك ناتج عن سوء الإدارة الوقتية، حيث إن إدارة الوقت سمة من سمات الشخص الناجح لتحقيق الأهداف حيث من الممكن أن ترفع من مستوى الإنجازية وقد تعطي السرعة في إنجاز المهام باستمرار واضح ومرئي، وأن توضع حلول سريعة جداً للمشاكل البسيطة قبل تعقيدها بأقل جهد وتكاليف، وهي كفيلة بأن تخلص الإنسان من ضغوطات العمل والدراسة الناتجة عن سوء التخطيط واستغلال الوقت، وأن تكون سبباً في تحسين نوعية العمل وإنجازه، لذا فإن إدارة الوقت مهارة ضرورية يمكن للجميع اكتسابها لاستثمار في حياته واستغلال الوقت بالشكل الأمثل وبفعالية أكثر وبنتائج واضحة .

لا يخفى على أحد، بأن جدولة المهام اليومية في سبيل إدارة الوقت وعدم التسويف مهم جداً ومنها وضع خطة ووضع وقت معين لكل مهمة والالتزام بالخطة قدر المستطاع، بدءًا من حيث الأهمية إلى الأقل أهمية، أو من الأصعب إلى الأكثر سهولة، فقد تساعدنا كثيراً على الإنجاز والإحساس بالراحة التي تبعث في النفس نتيجة الإحساس بإتمام الأمور وإنجازها.

فلا بأس أن تؤجل المهام غير الضرورية ليوم آخر، وتقدم المهام العاجلة أولاً، المهم هو عدم التخلف عن إنجازها، وعدم إهدار الوقت، فالوقت الذي يمضي أبداً لا يعود، وهو جزء من أعمارنا، فمن منا يرغب في ضياع جزء من عمره هدراً دون الاستفادة سواءً شخصياً أو ثقافياً أو مالياً أو اجتماعياً من دون هدف؟.