وليد صبري




* أورام المبيض أكثر أنواع الأورام شيوعاً في الخليج


* تناول الأدوية المثبطة للمناعة أبرز أسباب الإصابة بالسرطان

* فحص الأنسجة في المختبر لتحديد نوعية الورم ومرحلة المرض ودرجته

* إجراء الأشعة وتحاليل الدم لتشخيص الإصابة بالمرض

* مجموعة متنوعة من العلاجات تتضمن الكيماوي أو الهرموني أو المناعي

* العلاج الكيماوي أساسي في المراحل المتأخرة من سرطان المبيض

* الاستئصال الكلي للورم مع الجهاز التناسلي الداخلي علاج فعال لأورام المبيض

* تحليل هرمون الأورام بالدم أحد طرق الكشف عن الأورام

* فحص الجينات يحدد تأثير العامل الوراثي في الإصابة المبكرة

كشفت استشارية أمراض النساء والولادة، والتخصص الدقيق في جراحة الأورام النسائية، د. وفاء أجور، عن أن "سرطان المبيض يعد أكثر الأمراض السرطانية شيوعاً في منطقة الخليج"، مشيرة إلى أن "الاكتشاف المبكر للمرض يساهم في زيادة نسبة الشفاء من المرض بنحو 95%".

وأضافت د. وفاء أجور في تصريحات خاصة لـ "الوطن"، بمناسبة، اليوم العالمي للسرطان، أن "السرطان أصبح مثل الأمراض المزمنة، كالسكري والضغط والكوليسترول"، لافتة إلى أن "التدخل الجراحي بالاستئصال من أبرز طرق العلاج".

وقالت إن "أسباب الإصابة بالأورام بصفة عامة تكمن في تكاثر الخلايا بصورة غير طبيعية، حيث ربما لا يلاحظ الجهاز المناعي هذا التكاثر، نتيجة ضعف في الجهاز أو قلة المناعة، الأمر الذي يؤدي أن تتكاثر الخلايا بصورة سريعة وغير طبيعية، وفي تلك الحالة، لا يستطيع الجسم السيطرة عليها، حيث تتحول إلى خلايا سرطانية، وتبدأ في الانتشار في الجسم شيئاً فشيئاً".

ونوهت د. وفاء أجور إلى أن "هذا التكاثر والتحول إلى خلايا سرطانية يختلف من منطقة إلى منطقة في الجسم، فمثلاً سرطان عنق الرحم، السبب الرئيس للإصابة به هو فيروس الورم الحليمي البشري "HPV"، والعلاقات المتعددة، وهذا الفيروس يؤدي إلى تكاثر الخلايا السرطانية بصورة سريعة، ويؤدي إلى الإصابة بسرطان عنق الرحم".

ولفتت إلى أن "الإصابة بسرطان الرحم تكون نتيجة زيادة هرمون الاستروجين، حيث يتسبب في نشاط الخلايا وتكاثرها بطريقة سريعة"في بطانة الرحم.

وأوضحت أنه "من أسباب سرطان المبايض هو كثرة التبويض أو استخدام المنشطات اللي تساعد على التبويض في حالة العقم والعامل الوراثي، وكذلك، الحالة النفسية، وتناول طعام غير صحي، وعدم ممارسة الرياضة، وتناول أدوية مثبطة للمناعة مثل الكورتيزون، أو قلة المناعة كل هذه الأسباب تؤدي إلى احتمال الإصابة بالمرض".

وفي رد على سؤال حول مراحل تشخيص وتطور المرض، أفادت د. وفاء أجور بأنه "يتم تشخيص أية سيدة مصابة بالمرض، من خلال السونار "أشعة الموجات فوق الصوتية"، وإذا تم العثور على أكياس كبيرة في المبايض، تحتاج إلى أشعة أكثر دقة، نستخدم على الفور، أشعة الرنين المغناطيسي، أو الأشعة المقطعية، بالإضافة إلى تحاليل الدم لهرمون الأورام، وبالتالي يتم حجز المريضة في المستشفى وتخضع لمزيد من تحاليل الدم والفحوصات.

وقالت إن "تحديد مرحلة المرض، تتم باستئصال كلي للورم، وإذا كانت المريضة مصابة بسرطان المبيض، وعمرها تجاوز سن الـ 40، أو أنها اكتفت بالولادات، في هذه الحالة يمكن أن نقوم باستئصال كلا المبيضين مع الورم والرحم وعنق الرحم وقناتي فالوب". أما إذا كانت تحت سن40 فنقوم بالتحفظ على الرحم والمبيض السليم الآخر حتى نحافظ على خصوبتها.

وذكرت أن "التدخل الجراحي من أهم طرق علاج السرطان وتحديد مرحلة الورم، سواء في المراحل المبكرة، أو المراحل المتأخرة، حيث يحدد إذا كان الورم موجوداً في المبيض الواحد فقط أم المبيضين أم انتشر في باقي الأعضاء، لذلك نستأصل المبايض والرحم وعنق الرحم، وكذلك نستأصل الغشاء البريتوني والغدد الليمفاوية".

وذكرت أنه "يتم فحص الأنسجة في مختبر الأنسجة لتحديد مرحلة المرض ودرجته، ونوعية الورم وهل يحتاج إلى علاج إضافي، أم نكتفي بالعلاج الجراحي، وهل يحتاج إلى علاج مكمل مثل العلاج الكيماوي أو الهرموني أو المناعي، حيث ظهرت مجموعة متنوعة اخرى من العلاجات".

وأشارت إلى أنه "إذا كان المرض منتشراً منذ البداية، حيث ظهر بالتشخيص عن طريق الأشعة فوق الصوتية، أو أشعة الرنين المغناطيسي، أو بالأشعة المقطعية، ووصل إلى مراحل متقدمة، فإن العلاج سوف يكون عن طريق العلاج الكيماوي، فالمريضة تحتاج إلى حوالي 6 جلسات من الكيماوي ليقلل من نسبة انتشاره في الرئة أو الكبد، وبعدها يكون التدخل الجراحي باستئصال كلي للورم ".

وفيما يتعلق بأولوية العلاج الكيماوي أو العلاج الجراحي، أوضحت د. وفاء أجور أن "العلاج الجراحي يكون خياراً أساسياً إذا كانت المريضة في مرحلة مبكرة من المرض، حيث لم ينتشر المرض في مناطق بعيدة بالجسم، مثل الرئة أو الكبد، أي أنه في المراحل الأولية "الأولى أو الثانية"، ويستطيع الجراح استئصال الورم كلياً، فإننا نلجأ إلى التدخل الجراحي، بالاستئصال الكلي لجميع الكتل الورمية مع استئصال كلي لأعضاء الجهاز التناسلي الداخلي ويشمل المبيضين وعنق الرحم، والرحم، وقنوات فالوب بالإضافة إلى استئصال الغشاء البريتوني أو الكرشة والغدد الليمفاوية، وربما تحتاج المريضة بعد التدخل الجراحي إلى العلاج الكيماوي، حيث يتم اللجوء إليه بعد 45 يوماً من التدخل الجراحي أي بعد التئام الجرح تماماً، حيث تخضع المريضة إلى 6 جلسات خلال 6 شهور، بمعدل، جلسة كل 3 أسابيع، وفي خلال 6 أشهر ينتهي العلاج الكيماوي، ثم بعد ذلك ننتقل إلى مرحلة المتابعة والكشف المستمر والدوري لملاحظة عدم عودة المرض مرة أخرى".

وفي رد على سؤال حول طرق الوقاية من سرطان وأورام المبايض، قالت د. وفاء أجور "إذا تحدثنا عن أورام المبيض، فإنه على المرأة أو السيدة أن تحافظ على صحتها وعلى الجهاز المناعي، وتناول الغذاء الصحي، وممارسة الرياضة، والراحة النفسية، والابتعاد عن منغصات الحياة، والحياة بطريقة سليمة، وعلى السيدة أن تغير من نفسيتها وتبتعد عن الأدوية التي تثبط جهاز المناعة مثل الكورتيزون وتقليل استخدام المنشطات للمبيض، والفحص النسائي الدوري ومراجعة استشارية نسائية عند حدوث بعض الأعراض مثل ألم أسفل البطن أو الانتفاخ في البطن أو الغثيان".

وتطرقت إلى العامل الوراثي، مشددة على "ضرورة إجراء فحص أو اختبار الجينات، و إجراء الأشعة فوق الصوتية، بصفة دورية كل 3 شهور، وإجراء تحليل هرمون الأورام، من أجل الاكتشاف المبكر للمرض، حتى يمكن السيطرة على المرض في مراحله الأولى".

ونوهت إلى أن "نسبة الشفاء من سرطان وأورام المبيض تصل إلى 95 % في حال اكتشاف المرض في مراحله الأولى، وتقل النسبة إلى 80% في حال اكتشافه في المرحلة الثانية، بينما في حال اكتشافه في المرحلة الثالثة تصل النسبة إلى 30 %، في حين أن اكتشاف المرض في المرحلة الرابعة تتدنى نسبة الشفاء منه بصورة ملحوظة وتصل إلى نحو 5 %".