حل ماسيمليانو أليجري بديلًا لأنتونيو كونتي كمدربٍ ليوفنتوس الصيف الماضي وسط استهجان غالبية مُشجعي البيانكونيري الذين كانوا يرون مدرب ميلان السابق أقل من كونتي الذي ضرب كل الأرقام القياسية في ثلاثة مواسم مع السيدة العجوز.

لم يكن أليجري الذي حل أولًا، ثانيًا وثالثًا في ترتيب السيري أ خلال مواسمه الثلاثة الأولى مع ميلان، ذلك الاسم الكبير في عالم التدريب لكنه نجح وحتى الآن في قيادة اليوفي لمواصلة السيطرة المحلية وتصدره لترتيب السيري أ بفارق 12 نقطة أمام لاتسيو صاحب المركز الثاني وفرض اسم الفريق بين أصعب المنافسين على المستوى الأوروبي بالإضافة وواحدًا من سبعة أندية أوروبية ما زالت قادرة على الفوز بالثلاثية هذا الموسم.

في هذا التقرير يُقدم لكم Goal وفي عدة نقاط قراءةً توضح الفارق بين يوفنتوس كونتي ويوفنتوس أليجري.

اعتمد أنتونيو كونتي على طريقة لعب 3-5-2 منذ الأسابيع الأولى له مع يوفنتوس وهي الطريقة التي فرضت سيطرة الفريق المحلية لكنها كانت مكشوفةً بالنسبة للمنافسين الأوروبيين ويعتبر عدد كبير من المشجعين والمراقبين أن إصرار كونتي على تلك الطريقة وعدم مرونته التكيكية كانت أحد أسباب الفشل الأوروبي.

تلك الطريقة وإن لم تكن المفضلة بالنسبة لأليجري إلا أنه كان ذكيًا جدًا - أو جبانًا بالنسبة للبعض - بالاعتماد عليها خلال فترته الأولى مع يوفنتوس قبل أن يبدأ مع مرور الوقت بالتحول إلى طريقته المفضلة 4-3-1-2 والتي أثبتت أنها الأفضل لأنها كانت مناسبة تمامًا لقدرات لاعبي الفريق لكنه لم يتخلَ عن 3-5-2 في الأوضاع الدفاعية و 4-3-3 في بعض الأوقات.

اتسم يوفنتوس كونتي بفرض سيطرته على الملعب في كل المباريات وكان الالتزام كبيرًا بأداء الواجبات الدفاعية حتى أن المدرب استبعد من خياراته عددًا من اللاعبين المعروفين بقدراتهم الهجومية دون الدفاعية مثل ميلوس كرازيتش وإليرو إيليا، كما كان سماع صراخ أنتونيو الواقف إلى جانب خط التماس من الظواهر الطبيعية في مباريات يوفنتوس الأمر الذي كان يُضيف المزيد من الضغوط على اللاعبين في أرض الملعب حتى وإن اعتبر البعض ذلك حماسة تُميز كونتي.

يوفنتوس أليجري اتسم بالسرعة واللعب دون الكثير من الحسابات والتعقيدات والاعتماد على قدرات اللاعبين ومنحهم الراحة على أرض الملعب ما أثر إيجابيًا على شخصية الفريق واللاعبين وظهر ذلك جليًا في أوروبا، ورغم بعض ردود الفعل العصبية التي شاهدناها لأليجري بجانب خط التماس إلا أنه هادئ وبارد جدًا بالمقارنة مع كونتي خلال المباريات وهو ما يمنح اللاعبين الهدوء في الملعب.

أليجري أدرك منذ البداية أن هذه النقطة كانت جانبًا سلبيًا في يوفنتوس كونتي فابتعد عنها ورفض أن يتعامل مع لاعبيه كالآلات وهو ما أشاد به عدد من لاعبي يوفنتوس عندما طلبت منهم المقارنة بين المدربين.

منح أليجري مساحة إبداع أكبر للاعبيه وأصبح ماركيزيو، فيدال، بوجبا، تيفيز وغيرهم أكثر حرية على أرض الملعب فأصبح الفريق قادرًا على الوصول مباشرةً وبسرعة إلى مرمى الخصم بمشاركة عدد أكبر من اللاعبين بينما كان اعتماد كونتي على السيطرة على الكرة وتدويرها بين الخطوط الثلاثة شرط أن يكون بيرلو هو محطة إنطلاق الهجمة وبغياب بيرلو كانت تتعطل منظومة كونتي بالكامل.


لم ينجح يوفنتوس كونتي ورغم سيطرته لثلاثة مواسم على البطولة الإيطالية في فرض نفسه أوروبيًا وكان أبرز إنجاز له في دوري الأبطال هو الوصول إلى ربع نهائي البطولة حيث خرج أمام البايرن الذي توج لاحقًا باللقب، حتى في الدوري الأوروبي فشل اليوفنتوس في الوصول إلى نهائي البطولة الذي استضافته مدينة تورينو وملعب يوفنتوس ستاديوم وخرج أمام بنفيكا الذي اكتفى لاحقًا بالميدالية الفضية.

كما تحدثنا سابقًا فإن أسلوب لعب يوفنتوس تحت إشراف كونتي كان مكشوفًا بالنسبة للفرق الأوروبية التي تتميز بسرعة ومهارة أكبر من الفرق الإيطالية فنجحت في الاستفادة من الثغرات التي كان يتركها ثلاثي دفاع يوفنتوس البطيء.

وإن نجح يوفنتوس كونتي في السيطرة على مبارياته أمام بعض الفرق المتواضعة أوروبيًا إلا أنهم كانوا يفشلون في الفوز وترجمة الفرص الهائلة التي كانوا يصنعونها وهذا يدل على تشتت ذهن اللاعبين وعدم قدرتهم على التعامل مع الضغط الكبير لإعادة هيبة الفريق القارية.

ويبدو يوفنتوس تحت إشراف أليجري أكثر استعدادًا للتقدم في البطولة الأوروبية ويعتبر الكثيرون أن مواجهة موناكو تمنح البيانكونيري أفضلية المرور إلى نصف النهائي لكن المتابع لمشوار يوفنتوس الأوروبي يرى فرقًا واضحًا في عقلية الفريق منذ مواجهة أولمبياكوس عندما عاد بالنتيجة قبل أن يصل إلى الدور الثاني ويهزم بوروسيا دورتموند - وصيف 2013 - بمجموع 5-1.

يُعرف عن أليجري أنه صاحب ردة فعل بطيئة فيما يتعلق بإجراء التبديلات خلال المباريات حيث تتسم معظم تبديلاته بوقتها المتأخر رغم أن معظمها يكون فعلًا في صميم حاجة الفريق وقد يعود هذا الأمر إلى هدوء الماكس.

بالمقابل اتخذت معظم تبديلات كونتي خصوصًا في الموسمين الأول والثاني طابعًا هجوميًا حيث عُرف عن مُهاجمي يوفنتوس فشلهم في ترجمة الفرص التي يصنعها لاعبو خط الوسط الذين أصبحوا لاحقًا مكلفين بتسجيل الأهداف لكن كونتي لم يكن أفضل بكثير من أليجري في وقت إجراء التبديلات فهو كان من المدربين الواثقين بخياراتهم الأساسية خصوصًا وأنه يعتمد على اللاعبين الأكثر بذلًا للجهد في التدريبات.