كان لنا مقال في تاريخ 21 مارس 2016، بعنوان «خطباء مساجد.. بوابات بلا حراس»، وأكدت فيه أكثر من مرة على خطورة الخطاب الديني المتطرف وأهمية الرقابة على الخطباء وأئمة المساجد، ولله الحمد، فقد أيقنت الدولة ضرورة العمل على أهمية الإشراف على هيئتي الأوقاف السنية والجعفرية بما يتناسب مع طبيعتهم، وبالتالي صدر عن حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى حفظه الله ورعاه مرسوم رقم (3) لسنة 2021 باستبدال المادة الأولى من المرسوم رقم (6) لسنة 1985 بشأن تنظيم مجلسي الأوقاف والجعفرية وإدارتيهما، الذي جاء فيه يتولى وزير العدل والشؤون الإسلامية الأشراف على شؤون الأوقاف السنية والجعفرية.

وبالتالي أصبح الإشراف على المجلسين من قبل الوزير وأن يكون له الحق في مراقبة أعمالهما وفق مقتضيات القانون، غير أن هناك أصوات خارجة بدأت تزعم وتفسير تفسيرات غير حقيقية حول التعديل، وبينهم الإرهابي عيسى قاسم.

التعليق الأنسب لما طرحه الإرهابي قاسم والذي يعتبر أحد الأذرع الإيرانية، بأن مملكة البحرين ومنذ فجر التاريخ منبع للتعايش والتآخي، وأن نهجها واضح في عدم التدخل في مقدسات الأديان، لذلك فإن الاستنفار الحادث بشأن التعديلات الأخيرة يؤكد جلياً بسد ثغرة قانونية لمحاسبة من تسول نفسه المساس بأمن واستقرار البلاد وعدم ضرب النسيج الاجتماعي.

أما الأمر الآخر، أن الإشراف على الأوقاف ليس هو عمل آثم بقدر ما هو عمل نبيل يحافظ على الوطن من صناع الفوضى والخطابات التحريضية التي عثتم فيها عبر السنوات الماضية وكانت لخطبة «اسحقوهم» مثالاً واضحاً لحجم التآمر والتحريض على النظام.

ونقول لعيسى قاسم وللمغردين من بعده، أن مملكة البحرين دولة قانون ومؤسسات ولا أحد فوق القانون، فمن يخالفه يحاسب كأي جريمة ترتكب، وأن التعديلات جاءت لحماية الوقفين السني والجعفري من التسييس وأن يكونا تحت طائلة القانون، فلماذا هذا الاستنفار غير المبرر؟

السبب واضح ولا يقبل النقاش، لأن المؤسسة الجعفرية أصابها العديد من الاختراقات من قبل التابعين لنظام الملالي، فبعدما تم عزل العديد من المتخاذلين فيها وأن يكونوا تحت طائلة القانون كشفت نواياهم الخبيثة في تسييس هذه المؤسسة لخدمة النظام الخميني بإيران وليس خدمة للتابعين لهذا المذهب، الغريب والمضحك بأن الإرهابي قاسم يقول في بيان له بأن هذه التعديلات هي تسييس لعمل الوقف الجعفري، والواقع من قام بتسييس ذلك هو نفسه وخطبه التحريضية التي انتشرت في عقول التابعين له لينفذوا أعمالاً إرهابية استهدفت الآمنين، لقول المثل «ضربني وبكى وسبقني واشتكى»!

أنا أوجه رسالتي للإرهابي الغاشم عيسى قاسم «كفى ما جاء منك من الأضرار بالبحرين عبر خطاباتك التحريضية، فأنت وعقلك المريض الذي لا يصحو إلا من أجل الفوضى والتفرقة، إلا زال حلم الجمهورية الإسلامية البحرينية يغزو أدمغتكم، فلا خامنئي بإيران سينفع أتباعك حينما يتم عزلكم وتجريدكم ومحاسبتكم على جرائمكم التي ترتكبونها بحق الوطن وشعبه، فالبحرين تجاوزت مرحلة العفو والتسامح معكم، لأنكم لستم أهلاً للصفح عن ما مضى، فأنتم إرهابيون لا ينفع معكم غير القانون وليس سواه.. عيب عليك إذا كنت تعرف العيب من الأساس».