علي حسين

أكدت مجموعة شباب وجود أسباب عديدة أدت لانتشار التدخين بين فئة الشباب ومن أهمها البطالة والظروف الصحية الحالية، موضحين أن تداعيات فيروس كورونا قد ساهمت بشكل كبير بزيادة نسبة المدخنين، مبينين أن للبطالة الدور الفعال في هذا الجانب، لافتين إلى أن غياب الرقابة والتقليد يلعب دوراً هاماً في ازدياد معدل التدخين بين الشباب.

وفي هذا الشأن، قال الشاب أحمد الفرساني: «من أسباب انتشار التدخين «الرفقة» التي تشجع على التجربة والوقوع في هذه العادات الخاطئة، بالإضافة إلى عدم وجود رقابة صارمة على بائعي التبغ، فالتالي أصبح الحصول على هذه المواد في غاية السهولة. كما أن المشاكل الأسرية والعاطفة من أهم الأسباب التي ينتج عنها اللجوء إلى سلوك غير سوي لتفريغ طاقاتهم السلبية، وكذلك نقص الحملات التوعوية أدى لزيادة ميل الشباب إلى التدخين حيث لا يوجد من يرشدهم ويوعيهم عن التدخين ومضاره، إلى جانب قلة الوعي بين الناس حيث أصبح التدخين أمراً طبيعياً ولا يدعو للاستياء عند الغالبية من الناس. فالفراغ وعدم استغلال الوقت في الأمور المفيدة أيضاً أمور تؤدي إلى زيادة توجه الشباب إلى التدخين وخصوصاً في هذه الآونة وفي ظل هذه الجائحة التي يواجهها العالم، حيث تم إغلاق العديد من المقاهي سبباً في لجوء الشباب للتدخين، وأصبح توجه الشباب إلى السجائر الإلكترونية في تزايد، ولم تساعد هذه الفترة على الإقلاع حيث ازدادت أوقات الفراغ وقلَّ بذلك إشغال النفس في ما هو مفيد للذات والمجتمع، كما أصبح التدخين وسيلة للتفريغ عن الملل في مقابل عدم إدراك الشباب بأن ذلك سيدفعهم إلى الإدمان مما قد يجعلهم عرضة لخطر أكبر على صحتهم وصحة المجتمع من حولهم».



وأضاف: «النقص في توافر فرص العمل قد يؤدي إلى إفراغ الشخص لطاقته في التدخين، اعتقاداً بأن التدخين بأنواعه مصدر للتعبير عن الحرية والرجولة والقوة، كما يعتبر وسيلة للتخفيف عن القلق والتوتر والعصبية، وفي ظل انتشار وسائل التواصل الاجتماعي أصبح الترويج للتدخين منتشراً بشكل أكبر وأسهل وبذلك نحتاج إلى رقابة صارمة على وسائل الإعلام الحديث. أضرار التدخين جمّة حيث تؤثر هذه الآفة الكبرى على صحة الإنسان وبدنه، كما أن التدخين يؤدي إلى الكثير من الأمراض مثل سرطان الرئة، وأمراض القلب، وأمراض الجهاز التنفسي والهضمي، ومشاكل الفم والأسنان والتأثير السلبي على مناعة الجسم وقوته، كما أن الدين نهى عن هذا السلوك في مسألة إلحاق الأذى بالجسد، بالإضافة إلى تدمير الإنسان نفسه وصحته وبالتالي سيحاسب على ذلك».

من جهته، قال الشاب محمود المرزوق: «بنظري من أسباب إقبال أغلب الشباب على التدخين وأماكن التدخين هو قلة وجود أماكن تستهوي الفئات الشبابية، خصوصاً مع تداعيات فيروس كورونا الآن وإغلاق أكثر الأماكن، وبشكل خاص الأماكن الترفيهية، كما أن للبطالة دوراً كبيراً في ازدياد معدلات التدخين خصوصاً لدى فئة الشباب كون الذهاب للمقاهي أسهل طريقة لإضاعة الوقت وتخفيف الضغوطات النفسية الناتجة عن البطالة، كون المقاهي متنفساً بالنسبة لهم ما يزيد من نسبة المدخنين لدى فئة الشباب، بالإضافة إلى أن التدخين على مر الزمان يكون صورة ذهنية للشباب القادم بأن الفئات العمرية التي تتراوح من 25 وأكثر كانت من المدخنين، كما تتكون صورة نمطية للجيل الجديد تجاه الظاهر لتجربتها وتبيان حقيقتها».

في حين قال الشاب هاشم عدنان: «الواقع قح والحقيقة مرة، فلا تعطني سمكة كل يوم ولكن علمني كيف اصطاد، ينطلق الجيل القادم والفئة الشابة بالخصوص للتدخين لعدة أسباب وأمور أبرزها، عدم توافر متطلبات يجب أن تعطى كل شاب كوجود فرص عمل بالدرجة الأولى ومساحة للتفكير والترفيه بالدرجة الثانية. فهذا الجيل لا يمتلك السمكة ومن الصعب أن يصطاد، فالمتنفس الوحيد الذي استهواه الجيل الجديد لعدم توافر الأماكن التي يستطيع الشاب التوجه إليها لإبعاده عن التدخين كالسفر والرحلات القصيرة وما شابه، فاليوم يعيش الشاب في شبه أزمة نفسية يستطيع التخلص منها عبر التدخين، لماذا؟ لأننا كما نرى أن الجيل الجديد يستهويه ما هو موجود على الساحة، ومن طبيعة الشاب حب التجربة، فالتدخين أصبح عنصراً متاحاً مقبولاً ومسموحاً لدى المجتمع والعوائل بالخصوص، فكما نرى أن وسائل التدخين قد تعددت، فمنها السجائر والشيشة السجائر الإلكترونية، وهذه أصبحت طفرة تغيرية قد تقبلها المجتمع بصدر رحب لتغيير الثقافات، وعندما نربط فيروس كورونا بالعوامل التي ذكرت سابقاً نرى أن عملية الربط واضحة بسبب الأوضاع التي حتمت على بعض الشركات الاستغناء عن الكثير من الموظفين بسبب الجائحة والتأثير الاقتصادي، مما يجعل الشباب يتوجه بنسبة أكبر للتدخين، ومن هنا نستطيع أن نقول بأنني لا أعطى السمكة وفرص اصطيادها ضئيلة».