وليد صبري




* الغدة الدرقية تتحكم في سرعة عمليات التفاعل داخل الجسم


* خمول الغدة الدرقية يسبب السمنة وآلام المفاصل والعقم وأمراض القلب

* مرض المناعة الذاتي "هاشيموتو" السبب الأكثر شيوعاً لخمول الغدة الدرقية

* رضيع من بين 3 آلاف يولد بقصور الغدة الدرقية أو عدم وجودها

* نقص اليود في الجسم يعيق إنتاج كميات كافية من هرمون الغدة الدرقية

* السيدات أكثر عرضة للإصابة بالمرض خاصة بعد الخمسين

* اضطراب الغدة النخامية يؤثر على الكمية المناسبة من هرمون تحفيز الغدة الدرقية

* خمول الغدة الدرقية يعرض صحة الأم والرضيع للخطر

* الاختبارات المعملية لقياس مستويات هرمون الغدة الدرقية "T3,T4"، وهرمون تحفيزالغدة الدرقية "TSH" في الدم

* هرمون الغدة الدرقية الاصطناعي يعيد مستويات التمثيل الغذائي لوضعها الطبيعي

حذر الطبيب الاستشاري والباحث في أمراض السكري د. فيصل جعفر المحروس من "عدم فحص المواليد الجدد للتعرف وللتشخيص المبكر لمشاكل الغدة الدرقية"، كاشفاً عن أن "رضيع من بين 3000 يولد بقصور الغدة الدرقية أو عدم وجودها على الإطلاق".

وأضاف في تصريحات لـ"الوطن" أن "الغدة الدرقية هي غدة تقع في الجهة الأمامية من الرقبة أسفل تفاحة آدم، وهي التي تفرز مادة تسمى هرمون هذه المادة، وهي التي تتحكم في سرعة عمليات التفاعل داخل الجسم مثل معدل سرعة نبض قلبك وقدرتك على العمل بنشاط وقوة، والنساء أكثر عرضة للإصابة بخمول الغدة الدرقية من الرجال لاسيما من تعدى منهن الخمسين سنة".

وقال إن "خمول الغدة الدرقية أو انخفاض نشاط الغدة الدرقية، يعني أن جسمك لا يحصل على ما يكفي من هورمون الغدة الدرقية".

ونوه إلى أن "خمول الغدة الدرقية يمكن أن يسبب السمنة، وآلام المفاصل، والعقم وأمراض القلب".

وفي رد على سؤال حول أسباب خمول الغدة الدرقية، أفاد د. المحروس بأن "السبب الأكثر شيوعاً لخمول الغدة الدرقية هو مرض المناعة الذاتي الذي يدعى "هاشيموتو"، حيث من المعلوم في الوضع الطبيعي كيف تساعد الأجسام المضادة التي ينتجها الجهاز المناعي في حماية الجسم ضد الفيروسات والبكتيريا وغيرها من المواد الخارجية، أما في حالة مرض "هاشيموتو"، فإن الأجسام المضادة تهاجم الغدة الدرقية وتمنعها من إنتاج ما يكفي من الهرمون".

وذكر أن "من الأسباب الأخرى المشتركة في خمول الغدة الدرقية، العلاج المستخدم للتحكم في مرض فرط نشاط الغدة الدرقية، والعلاج الإشعاعي الذي يستخدم أحياناً في منطقة الرقبة، وجراحة الغدة الدرقية كإزالة الغدة أو جزء منها، وبعض الأدوية التي تؤثر على عمل الغدة، والمرض الوراثي حيث نحو 1 من 3000 من الرضع يولدون مع قصور الغدة الدرقية أو عدم وجودها على الإطلاق، وهذا يبين أهمية أن يقوم الأطباء بفحص المواليد الجدد للتعرف وللتشخيص المبكر لمشاكل الغدة الدرقية".

وأوضح أن من الأسباب أيضاً "اضطراب الغدة النخامية، وهي غدة تقع داخل الدماغ حيث تنتج الغدة النخامية هرموناً يسمى هرمون تحفيز الغدة الدرقية، والذي يتحكم في كمية إفراز الغدة الدرقية لهرمونها، ولذلك فإن اضطراب الغدة النخامية قد يؤثر على إنتاج الكمية المناسبة من هرمون تحفيز الغدة الدرقية".

ولفت إلى أن "الحمل من الأسباب، حيث إن بعض النساء يصبن بخمول الغدة الدرقية أثناء أو بعد الحمل بسبب قيام أجسامهن بإفراز أجسام مضادة تهاجم الغدة الدرقية، وإذا لم يتم علاجها، فإن خمول الغدة الدرقية يمكن أن يعرض صحة كل من الأم والرضيع للخطر".

وتحدث أيضاً عن "نقص اليود، وهو معدن متوفر في الغذاء المتوازن ويوجد الآن مع معظم أنواع ملح الطعام ويستخدمه الجسم لإنتإج هرمونات الغدة الدرقية، وبالتالي أن نقص اليود في الجسم يعيق إنتاج ما يكفي من هرمون الغدة الدرقية، ولهذا فإن كثيراً من الدول تقوم بإضافة اليود إلى ملح الطعام للتأكد من أن الجميع يحصل على ما يكفي منه".

ونوه د. المحروس إلى "احتمال زيادة الإصابة بخمول الغدة الدرقية في حال وجود أقارب مصابين بإحدى أمراض المناعة الذاتية، وإذا كنت قد تعالجت باليود المشع أو الأدوية المضادة للغدة الدرقية، أو إذا كنت قد تلقيت العلاج الإشعاعي في الرقبة أو أعلى الصدر، أو إذا كنت قد تلقيت جراحة في الغدة الدرقية".

وتطرق د. المحروس إلى العلاقة بين المصابين بداء السكري وخمول الغدة الدرقية، موضحاً أن "هناك علاقة ثنائية حيث إن داء السكري يؤدي للإصابة بخمول الغدة الدرقية والعكس صحيح".

وفيما يتعلق بأعراض خمول الغدة الدرقية، أوضح د. المحروس أن "الأعراض تظهر ببطء مع الزمن، ويمكن أن تكون مختلفة من حالة إلى أخرى، وتشمل الأعراض الأولية المعاناة من تعب طفيف وخمول مستمر، وبسبب بطء التمثيل الغذائي الخاص بالجسم، كما يمكن أن تظهر أعراض أخرى مثل، الرغبة في الجو الدافىء، وزيادة الحساسية للبرد، والإمساك المزمن، وجفاف الجلد والشعر، وانتفاخ الوجه، وخشونة في الصوت، وارتفاع الكوليسترول في الدم، وزيادة الوزن غير المتوقعة، وآلام في العضلات وتقلصات أو تصلبات، وألم وتورم أو تصلب في المفاصل، وعند المرأة تكون الحيضة أكثر غزارة من الحيضة الطبيعية، وكثرة الاكتئاب وكثرة النسيان، وبروز وتضخم الغدة الدرقية للعيان".

ولفت إلى أن "المرحلة المتقدمة من المرض، وتدعى "ميكسيديما"، أمر نادر الحدوث ولله الحمد حيث فيها يمكن أن تهدد الحياة، وتشمل أعراضها انخفاضاً في ضغط الدم، وانخفاضاً في التنفس، وانخفاض درجة حرارة الجسم، وعدم الاستجابة، وحتى الإغماء".

وحول إمكانية إصابة الأطفال بخمول الغدة الدرقية، أشار د. المحروس إلى أنه "يمكن لأي شخص أن يصاب بها، بما في ذلك الأطفال الرضع والمراهقين".

وذكر أن "الأطفال الذين يولدون بدون الغدة الدرقية أو مع غدة درقية لا تعمل بشكل سليم قد لا يظهر عليهم الكثير من الأعراض في المراحل الأولى، ولكن قد يكون لديهم صفار في الجلد أوصفار في العيون "اليرقان" وكذلك ربما اختناق متكرر، أولسان كبير يصعب إخراجه".

وقال إنه "مع انتشار المرض، قد يكون هناك اضطرابات في التغذية قد تعيق نمو الطفل وتطوره بشكل طبيعي، كما يمكن أيضاً أن يصاب بالإمساك المزمن، وضعف في العضلات "رخاوة"، أو يكون الطفل كثير النعاس. وإذا لم يتم التشخيص والعلاج، فإن خمول الغدة الدرقية في الأطفال الرضع يمكن أن يؤدي إلى التخلف العقلي والبدني لاسمح الله، ولذا فإنه من الضروري جداً أن يتم فحص خمول الغدة الدرقية في الأطفال حديثي الولادة قبل مغادرة المستشفى".

وذكر أن "الأطفال والمراهقين الذين أصيبوا بخمول الغدة الدرقية فإنهم يعانون من نفس أعراض الكبار ولكن من الممكن أيضاً أن يصابوا بمجموعة من الأعراض، مثل، خلل في الجسم، وتأخر في نمو الأسنان، وتأخر في سن البلوغ، وتأخر في النمو العقلي".

وتطرق د. المحروس إلى كيفية معرفة الطبيب إصابة المريض بخمول الغدة الدرقية، منوهاً إلى أنه "إذا كان لديك أعراض نقص في الغدة الدرقية، فإن طبيبك سوف يقوم بعمل الاختبارات المعملية لقياس مستويات كلاً من هرمون الغدة الدرقية "T3,T4"، وهرمون تحفيزالغدة الدرقية "TSH" في دمك".

وأوضح أن "بعض الأطباء يوصون السيدات كبيرات السن بفحص الغدة الدرقية أثناء الفحوص الروتينية السريرية، كما يوصي البعض بفحص النساء الحوامل والنساء اللاتي يفكرن أو يخططن لأن يحملن "لإنجاب الأطفال"".

وفيما يتعلق بمضاعفات المرض، قال إنه "إذا لم يتم علاج المرض، فإنه قد يؤدي إلى مشاكل صحية أخرى مثل، تضخم الغدة "الدراق"، حيث إن القصور الدرقي يمكن أن يؤدي إلى تضخم الغدة الدرقية، وخلق تورم في العنق يسمى "الدراق"، حيث يمكن أن تؤثر على المظهر كما يمكن أيضاً أن تجعل من الصعب على المريض الابتلاع أو الأكل".

وأضاف أنه "من المضاعفات أيضاً، زيادة خطر الإصابة بأمراض القلب، وذلك لأن القصورالدرقي يتسبب في ارتفاع مستوى الكوليسترول "الضار"، وكذلك اختلال في الصحة النفسية مثل الاكتئاب وكثرة النسيان، والمكسيديما، وهذه حالات نادرة ولكنها مهددة للحياة حيث تتسم بحساسية شديدة للمصاب ضدالبرودة، تليها النعاس وبطء شديد في الحركة والذي يؤدي إلى فقدان الوعي والغيبوبة، فضلاً عن تشوهات وراثية، إذ إن الأطفال الذين يولدون لنساء لم يعالجن من خمول الغدة الدرقية قد يصابون بعيوب خلقية "تشوهات"".

وفي رد على سؤال حول طرق علاج خمول الغدة الدرقية، أفاد د. المحروس بأن "العلاج الأمثل لخمول الغدة الدرقية هو استخدام هرمون الغدة الدرقية الاصطناعي "حبوب تعطى عن طريق الفم"، وهذا الدواء سوف يعيد مستويات الهرمونات وعمليات التمثيل الغذائي "الأيض"، إلى وضعها الطبيعي، كما أنه سيؤدي إلى خفض مستوى الكوليسترول مما يساعد في عكس اتجاه زيادة الوزن".

وذكر أن "هذا الأمر قد يستغرق بضعة محاولات للحصول على مستوى الجرعة المناسبة من هرمون الغدة الدرقية الاصطناعي، وإذا كنت لا تأخذ ما يكفي منه، فمن الممكن أن تستمر أعراض خمول الغدة الدرقية، أما إذا كنت تأخذ أكثر مما ينبغي، فقد تكون لديك أعراض مشابهة لتلك التي في مرض فرط الغدة الدرقية، وهذه يمكن لطبيبك أن يكتشفها عن طريق الفحص العام وفحص الدم".

وقال "لأن بعض الأدوية وبعض المواد الغذائية تؤثرعلى قدرة الجسم على امتصاص هرمون الغدة الدرقية الاصطناعي، فلذا ننصح بإعلام طبيبك إذا كنت ممن يتناولون كميات كبيرة من منتجات الصويا، أو كنت على حمية عالية الألياف، أو كنت تأخذ أدوية أخرى مثل مكملات الحديد أو دواء مثل كوليسترامين، أو هيدروكسيد الألومنيوم "يوجد في بعض مضادات الحموضة ونحوه"".