الحرة / ترجمات


نشرت مجلة "فورين أفيرز" الأميركية تقريرا عن العلاقات بين كل من إيران وتنظيم القاعدة، والتي شملت تبادلا للأسرى، الأمر الذي سمح لقادة القاعدة بالتواجد على الأراضي الإيرانية، واعتبارها مقرا رئيسا لعملياته.

وذكرت المجلة، التي أشارت إلى تصريحات لوزير الخارجية السابق مايك بومبيو بهذا الخصوص، أنه في 2015، سمحت طهران للقاعدة "بإنشاء مقر عملياتي جديد" على أراضيها، حتى أصبح التنظيم الإرهابي يعمل الآن تحت حماية النظام الإيراني.

وقالت "فورين أفيرز": "حدث شيء ما عام 2015 بين القاعدة وإيران". في ذلك الوقت، كانت إيران تحتجز بعض قادة القاعدة على أراضيها.


وأضافت "في تبادل للأسرى مع التنظيم الإرهابي، منحت طهران هؤلاء القادة حرية الحركة التي سمحت لهم بالإشراف على عمليات القاعدة العالمية بسهولة أكبر مما كانت عليه في الماضي"، مشيرا إلى تنسيق النظام الإيراني بعض الأمور مع التنظيم الإرهابي.

"سجن المخابرات الإيراني القمعي"

كما أشارت المجلة إلى تقرير لجنة 11 سبتمبر الذي جاء فيه أن "عناصر بارزة بالقاعدة سافرت إلى إيران في التسعينات للتدريب على المتفجرات"، بينما تلقى آخرون "المشورة والتدريب من حزب الله" في لبنان.

وفي السنوات التي سبقت هجمات 11 سبتمبر 2001، سافر عدد من الخاطفين التابعين للقاعدة عبر الأراضي الإيرانية.

وخلص التقرير إلى أن "الانقسامات السنية الشيعية" لم تشكل حاجزا أمام التعاون في العمليات الإرهابية بين القاعدة وإيران.

وتقول فورين أفيرز: "لطالما سعت قيادة القاعدة، بشدة، إلى تقليل التوترات الطائفية سعيا وراء هدفها الاستراتيجي الأهم: طرد الوجود العسكري الأميركي من الشرق الأوسط. هذا الهدف مشترك بالطبع مع طهران، وبالتالي يمكن توقع مستوى معين من التعاون".

لكن الباحث في مكافحة الإرهاب عساف مقدم يقول إن علاقة القاعدة بإيران لم ترق أبدا لما فوق مستوى "التعاون التكتيكي".

لقد سمحت إيران للقاعدة باستخدام أراضيها "كمركز تسهيل"، كما قال مؤسس القاعدة أسامة بن لادن في خطاب عام 2007، "إيران هي الشريان الرئيس للأموال والأفراد والاتصالات"، لكنها أيضا تفرض قيودا على قادة القاعدة الذين يعيشون هناك. تميزت العلاقة بفترات من التوتر الشديد.

عقب هجمات 11 سبتمبر، سعى العديد من عناصر القاعدة إلى اللجوء لإيران وحصلوا عليه، لكنه لم يكن لجوءا بل مستويات متفاوتة من الاحتجاز والإقامة الجبرية.

لم يقبل عناصر التنظيم ظروف اعتقالهم، والتي تشمل قيودا على قدرتهم على التواصل مع العالم الخارجي.

وفي هذا السياق، تقول الخبيرة السياسية نيللي لحود إن عناصر القاعدة "كانوا في حالة من اليأس". ونظموا احتجاجات عنيفة ضد خاطفيهم الإيرانيين، وحثوا رفاقهم في الخارج على التدخل لصالحهم.

ودرست لحود آلاف الوثائق الداخلية للقاعدة التي تم العثور عليها في مجمع بمدينة أبوت آباد الباكستانية، حيث قُتل بن لادن عام 2011.

وفي رسالة بعثوا بها عام 2010 إلى قيادة القاعدة في أفغانستان وباكستان، تحسر بعض هؤلاء الرجال على احتجازهم "في سجن المخابرات الإيراني القمعي"، مدعين أنهم لا يريدون أكثر من مغادرته.

ودعوا "إخوانهم في خراسان"، في إشارة إلى منطقة تاريخية ضمت أجزاء من أفغانستان وإيران، إلى اتخاذ إجراءات لتأمين إطلاق سراحهم: "ما نريدكم أن تفعلوه هو اختطاف مسؤولين إيرانيين، ثم التفاوض مع حكومتهم".

تقول فورين أفيرز: "كانت القاعدة قد شرعت بالفعل في فعل ذلك بالضبط".

تبادل السجناء بالدبلوماسيين

في 2011، اتفقت إيران مع القاعدة على عملية تبادل الأسرى التي شهدت إطلاق سراح العديد من أعضاء القاعدة الرئيسيين، بمن فيهم حمزة نجل بن لادن، مقابل دبلوماسي إيراني اختطف في باكستان عام 2008.

وبعد عدة سنوات، وتحديدا عام 2015، حدث تبادل آخر، شمل إطلاق سراح دبلوماسي إيراني كان فرع القاعدة في اليمن اختطفه عام 2013.

وتعلق المجلة الأميركية قائلة: "يفسر هذا التبادل الثاني سبب تمكن بعض قادة القاعدة من العيش بحرية في إيران".

وكانت صحيفة نيويورك تايمز ومنافذ إعلامية أخرى ذكرت أن تبادل الأسرى عام 2015 شمل إطلاق سراح خمسة "أعضاء بارزين" في القاعدة، من بينهم ثلاثة مصريين (سيف العدل، أبو محمد المصري، وأبو الخير المصري) وأردنيين (أبو القسام وساري شهاب) مقابل الدبلوماسي الإيراني في اليمن.