أصبحت دولة الإمارات العربية المتحدة نموذجاً راقياً يحتذى لكل ما توصلت إليه في جميع المجالات الذي ينم عن الطموح الجامح الذي لا يهدأ ولا يستكين، الإمارات التي تلهم العقول تبحث عن كل تقدم يدفع بالوطن والمواطن إلى الأمام مستفيدة من جميع الإمكانات المتاحة والإيمان الراسخ بالعنصر البشري والاستثمار في المواطن لصناعة التاريخ.

حلم العرب أصبح حقيقة بعد سبعة أشهر من إطلاق مسبار الأمل الإماراتي من الأرض ليصل إلى مدار الكوكب الأحمر «المريخ» ليسجل التاريخ إنجازاً نافس الدول الكبرى لتكون الإمارات خامس دولة ترتاد فضاء المريخ بعد الولايات المتحدة والاتحاد السوفييتي وأوروبا بعد أن كان الفضاء حكراً على هذه الدول، حيث يعد مسبار الأمل الذي بُني في مركز محمد بن راشد للفضاء كأول مهمة تقوم بها دولة الإمارات لاستكشاف كوكب المريخ، وبدخول المسبار المدار دخلت الإمارات، بل دخل العرب التاريخ في إنجاز علمي باهر انتظر العالم بأسره نجاح المهمة لتحقيق العديد من الأهداف العلمية وأهمها ارتياد العرب الفضاء والنجاح في أول مهمة فضائية للإمارات بجهود كبيرة جبارة وصبر ومثابرة في العمل من أجل رؤية وطموح تحققا رغم الجائحة ورغم جميع التحديات التي قد تعتري أي مشروع كبير، مثل مسبار الأمل الذي حمل معه آمال العرب لخدمة البشرية جمعاء.

«لول» كنا نضرب الأمثال عن المريخ ودائماً نردد «رايح المريخ» نسبة إلى صعوبة المنال للوصول إلى المريخ، ولكن ما عاد المريخ كذلك بالنسبة إلى العرب؛ فقد رفع شباب الإمارات في مركز محمد بن راشد للفضاء رؤوس العرب بعد هذا الإنجاز الكبير فقد غمرتنا الفرحة ونحن نشاهد نجاح المهمة عبر البث المباشر كانت لحظات حاسمة امتزجت فيها مشاعر الخوف والفخر بالترقب بحب والدعاء من القلب جعلت هذه اللحظات جميلة فيها كثير من الفرح للأشقاء في دولة الإمارات، فاليوم ليست قيادة وحكومة وشعب الإمارات والعالم فرحين بهذا الإنجاز وإنما المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه فرح بأبنائه فقد ترك رحمه الله غرساً طيباً وقيماً جميلاً وولاءً عظيماً حتى تصل الإمارات إلى ما وصلت إليه من علم وتطور وتقدم، ولكن السؤال الذي يدور في الأذهان.. ماذا بعد يا دولة المركز الأول.. ماذا بعد المريخ؟