استضافت لجنة الشباب بالمجلس الأعلى للمرأة الطالبة زينب إبراهيم المؤمن الحائزة على المركز الأول على المرحلة الإعدادية والمتحدثة باللغة اليابانية، لتتحدث عن إنجازاتها وكيفية مواجهة الحياة بالعزم والإرادة.

وفي هذا الشأن، قالت المؤمن: "اللغة اليابانية تعتبر لغة صعبة على الأغلب، بالنسبة لي منذ الطفولة كنت أعتقد بأن اللغة اليابانية من أصعب اللغات في العالم ولكن كان لدي طموح لتعلمها رغم الصعوبة في ذلك، تحديت نفسي وقررت أن أجعل من الصعب سهلاً، في نظري يجب على كل شخص تعلم أمور جديدة وغير مألوفة للتطوير من ذاته في الجانب الحياتي، فالتغيير لا ينحصر على الجانب العلمي والأكاديمي، التغيير والتعلم نتيجة عمل متواصل ومجهود فترة زمنية يمكن أن تكون طويلة ، فعلى سبيل المثال تعلمت في البداية المرادفات والأفعال والأسماء كبداية بسيطة للتعلم لمحاولة تعلم أكثر قدر ممكن من اللغة، ما يدفعني ويحفزنني دائماً هو تشجيع الناس لي في كل مكان بدءاً من العائلة إلى الأصدقاء وطاقم المعلمين، وما يدور في داخلي من ردة فعل تجاه هذه الثقة ومحاولة أن أكون محلها وأرد الجميل لهم بالتميز، وكذلك ثقتي التامة بالله سبحانه هي سر نجاحي، نظرتي للإنجازات تمكنني من مواصلة النهج لمستقبل مبهر".

وأضافت: "كمكفوفين كانت جائحة كورونا(كوفيدـ19) مرحلة استثنائية بالنسبة لنا، الدراسة عن بعد ليست بالأمر السهل بالإضافة إلى التحديات الكبيرة التي تبعتها مع محاولة البقاء في نفس المستوى والتطور للأفضل. على مستوى التعليم أطمح دائماً لتحقيق الدرجات العالية في المرحلة الثانوية والجامعية، وطموحي ليس له حدود ولا يمكنني تحديده الآن، في الوقت الراهن أفكر بالوصول للماجستير والتميز فيه".



وتابعت: "استقبلت خبر حصولي على المركز الأولى على مستوى المملكة بالاتصالات المباركة لي، حينها لم أكن أعلم سبب ذلك، كنت أعتقد بأن هناك خطأ في الأسماء المعلن عنها، كانت ردة فعلي هي شعور مفاجئ لا تصفه الكلمات، حيث إن جائحة كورونا (كوفيدـ19) خلطت بعض الأمور.

وبينت المؤمن: "في الغالب ليس لدي وقت فراغ لإضاعته، أعمل جاهدة لمساعدة إخواني في دراستهم وكذلك أقوم بقراءة الكتب والروايات الجديدة، فالإنسان يحاول قد المستطاع اكتساب أمور جديدة بشكل يومي لزيادة حصيلته من المعلومات جاهداً لتطوير نفسه لخدمة المجتمع والبيئة المحيطة، إذ دائماً أحرص على قراءة كل جديد وبعد ذلك أقوم بمناقشته مع العائلة للحصول على أكبر نسبة من الاستفادة، كذلك لدي فكرة جديدة عبارة عن عمل فيديوهات توعوية تعرض على منصات التواصل الاجتماعي، تهدف إلى زيادة الوعي، ردة فعل الناس وتشجيعهم للفكرة تدفعني للمزيد".

وأردفت: "لا يوجد طريق مفروش بالورد، منذ المرحلة الابتدائية وإلى الآن والصعوبات تواجهني، مثل الكتب والكتابة، لكني أعمل لتفادي تلك الصعوبات وإيجاد الحلول لها لتسهيل المستقبل، ولا أنسى فضل صديقاتي ومعلماتي تجاهي، فهم تحدوا أنفسهم وعملوا جاهدين لمساعدتي، فمثلاً كانوا يتعلمون لغة المكفوفين "برايل" وذلك لتصحيح اختباراتي المدرسية، أعتبره إنجازاً كبيراً أن يتعلم شخص أمراً جديداً وفي ذات الوقت هو دافع كبير لي، فمن هم حولي يعملون لمساعدتي ويجب أن أرد لهم الدين بالتفوق والنجاح، أسرتي من أول الداعمين لي في خطواتي، تركيز أمي تجاهي كان على الجانب الديني والقرب من الله، التزامي الديني هو نتيجة اهتمام أمي وهو سر توفيقي.

وختمت المؤمن بقولها: "الاختلاف بين الأشخاص في الشكل لم ولن يكون عائقاً للتميز، ويجب أن نرى الأشخاص المختلفين بنظرة إيجابية لما يملكونه من مميزات مختلفة، النظرة المشرقة للأشخاص المختلفين وتقبلهم من الممكن أن تحقق الكثير من الأمور، تم دمجي بعمر 6 سنوات في المرحلة الابتدائية، لاحظت أن الناس ينظرون إلى الأمور المتشابهة بيني وبينهم والعكس، ولا توجد مشكلة في الاختلاف ويجب التكيف معه".