أكدت استشارية الطب النفسي بقسم الأطفال والناشئة د.نيلة ناصر، أن الإعاقات تصنف حسب قصور العضو أو الحاسة أو الوظيفة، ويمكن أيضاً تقسيمها إلى مرئية أو غير مرئية، فالشخص الفاقد لطرف أو الذي يستخدم كرسياً متحركاً يعاني من إعاقة مرئية، أما الشخص الذي يعاني من اضطراب نفسي أو ذهني فهو شخص يعاني من إعاقة غير مرئية، وقد يواجهون صعوبة في فهم شخص ما أو تصديقه إذا كانت لديهم إعاقة غير مرئية، ويحتاج حقاً إلى المساعدة.

وأضافت لـ"الوطن"، أنه قد يتولد لدى البعض نظرة سلبية بشأن الكشف عن إعاقتهم وبعض الأشخاص يشعرون بالقلق إزاء إطلاق الصفات عليهم والخجل، ويشعرون أن المصطلح لا ينطبق عليهم حقاً..وفيما يلي نص اللقاء..

"الوطن": ما مفهوم الإعاقة؟



الإعاقة تعني الإصابة بقصور كلي أو جزئي بشكل دائم أو لفترة طويلة في إحدى القدرات الجسمية أو الحسية أو العقلية أو التواصلية أو النفسية. وتتسبب في عدم إمكانية تلبية متطلبات الحياة العادية، واعتماده على غيرة في تلبيتها أو احتياجه لأداة خاصة تتطلب تدريباً أو تأهيلاً خاصاً لحسن استخدامها.

"الوطن": ما هي أنواع الإعاقة؟ وكم يبلغ عدد المعاقين على مستوى العالم؟

هناك أنواع للإعاقة، منها الإعاقة الحركية مثل الشلل الدماغي، مرض ضمور العضلات التدهوري مثل العمود الفقري، الإعاقة العقلية والتخلف العقلي أو التوحد، الإعاقة البصرية: سواء الكلي أو الجزئي، والإعاقة السمعية. فهذه الإعاقات يمكن أن تكون موجودة منذ الولادة أو أن يصاب بها الإنسان في أي مرحلة من مراحل حياته.

وتشير الإحصائيات إلى أن هناك نحو مليار شخص معاق أي 15% من سكان العالم، فبالتالي تنقسم الإعاقات حسب قصور العضو أو الحاسة أو الوظيفة، ويمكن أيضاً تقسيمها إلى مرئية أو غير مرئية.

"الوطن": هل ممكن تجنب الإعاقة أو الحد منها؟

تبدأ الرعاية الطبية حتى قبل الإصابة بالإعاقة فالوقاية خير من العلاج، فإجراء بعض الخدمات الطبية وإدخالها في الرعاية الطبية مثل تحليل ما قبل الزواج والتحاليل أثناء الحمل للأمراض التي قد تتسبب في الإعاقة، وتحليل الأطفال بعد الولادة مباشرة والذي من شأنه أن يحد من حدوث هذه الحالات.

أما بعد حدوث الإعاقة وإصابة هؤلاء الأشخاص بها، فيبدأ المشوار الطبي أيضاً، في المراحل الأولى، حيث أن التشخيص واكتشاف الحالة في المراحل الأولى مهم جداً والذي قد يتوافر معه في بعض الأحيان علاج سواء دوائي أو جراحي للحد من الإصابة أو تخفيف حدتها.

فبعض الحالات يكون التشخيص المبكر ذا تأثير كبير على مستقبلهم، فلتدخل المبكر مردود إيجابي على حياتهم وتطورها نحو الأفضل.

"الوطن": ما أهمية الحصول على العناية الطبية للمرضى المصابين بالإعاقة غير مرئية مثل العصبية والعقلية؟

التأهيل الاجتماعي: وهو إعداد الأفراد ذوي الإعاقة للتكيف والتفاعل الإيجابي مع المجتمع ومتطلبات الحياة من خلال البرامج والأنشطة الاجتماعية وإيجاد فرص العمل الجيدة.

وتعتمد الرعاية الصحية على العلاج بالأدوية أو العلاج الطبيعي وغيرها. كما تعتمد على نوع الإصابة لديهم والحرص على متابعة العلاج وأخذ اللقاحات اللازمة.

وتعتبر الرعاية الطبية حق قبل الإصابة بالإعاقة وقد تشمل تحليل الحالة وتشخيصها وتوفير العلاج والعناية وإعادة التأهيل.

فمعرفة التشخيص تمكن المتخصصين من إرشاد الأهل للأماكن المناسبة لتلقي البرامج التأهيلية والتكيف والتفاعل الإيجابي مع المجتمع ومتطلبات الحياة اليومية، وحتى يكون بعض الأشخاص مؤهلين لإيجاد فرص عمل جيدة، وقد يتطلب في بعض الحالات الاستفادة من الخدمات الصحية ومنها العملية الجراحية والعلاجات بمختلف أنواعها سواء الدوائية أو التأهيلية، وتوفير الأجهزة والتقنية المساعدة حسب الحالة.

ومن الخدمات الطبية التي يكون للمعاق الحق في الحصول عليها:-

- خدمات وقائية: من خلال اتخاذ احتياطات معينة، وتوعية للمواطنين للحد من الإصابة بالإعاقة، فالوقاية خير من العلاج مثل الإرشاد الوراثي قبل الزواج والحمل.

- الخدمات العلاجية بهدف العلاج في المراحل الأولى والمستمرة.

- خدمات علاجية تتمثل في تقديم كافة أوجه العلاج الممكنة بما يمكنهم من التخلص من الإعاقة أو التخفيف من حدتها وآثارها.

- خدمات الرعاية وهي خدمات تقدم لبعض المعاقين الذين يحتاجون إلى متابعة صحية من خلال الإشراف الطبي عليهم وتقديم الأدوية المناسبة.

"الوطن": ما تأثير جائحة كورونا على حياة الأشخاص المصابين بهذه الإعاقة؟

بعض الإعاقات تعتمد حياتهم أساساً على اللمس، فيرون العالم عبر أصابعهم، وبالتالي يعيش المكفوفين أسوأ أيام حياتهم خلال فترة الجائحة والتباعد الاجتماعي، مثل عند عبور الشارع واستخدام المصاعد، وفي حالة الصم فالأقنعة تعيق التواصل حيث يعتمد البعض منهم على قراءة الشفاه ولبس الأقنعة يحجب عنهم هذه القدرة، وكما يؤثر على الصوت في الأقنعة، وقد ينخفض الصوت مع التباعد.

و مع بعض الإعاقات قد يعانون من حالات مزمنة وأمراضاً أخرى تجعل المرض أكثر خطورة عليهم. وقد يكون من الصعب على الأشخاص من ذوي الإعاقة اتخاذ خطوات وإجراءات الوقاية والنصائح الطبية والتعليمات الاحترازية.

فالبقاء في المنزل والحرص على التباعد الاجتماعي وعدم وجود المراكز التأهيلية، يضع بعض العوائل في مأزق بالأخص إذا كانوا عاملين، كما أن تعليمهم عن بعد ليس بالأمر السهل.

"الوطن": ما هي النصائح التي يمكن تقدميها للمرضى وذويهم؟

انصح، بعدم الاستسلام للواقع والتفكير في إيجاد بدائل وحلول للحد من آثار الأزمة والخروج منها بأقل ضرر ممكن، إلى جانب أهمية تمكينهم من التواصل والتعبير عن مشاعرهم ومشاركتهم يعزز التماسك والثبات في الاستجابة والتكيف مما يقلل الإحساس بالعزلة لديهم، وعلى الأسرة مساندتهم والاهتمام بهم.