(أرقام): تتجه هيئة المحاسبة والمراجعة لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، إلى إعادة تشكيل هوية مشروع السوق الخليجية المشتركة وبحث تحدياته، من خلال إنعاش مشروع القانون الموحد لمزاولة مهنة مراجعة الحسابات بدول مجلس التعاون، الذي مازال معلقاً منذ أكثر من 10 أعوام.
وسيتم بحث ذلك، في ملتقى تنظمه الهيئة يومي 6 و 7 مايو المقبل المقبل في البحرين، يشارك فيه المدير التنفيذي للجمعية السعودية للمراجعين الداخليين د.محمد آل عباس كمتحدث رئيس، إلى جانب كونه عميد كلية العلوم الإدارية والمالية بجامعة الملك خالد. ويوضح آل عباس خلال حديث لـ»الشرق الأوسط»، تفاصيل ذلك قائلاً: «إذا كنا نريد منظومة خليجية مشتركة، واقتصاداً موحداً، واتحاداً جمركياً واحداً، وتكاملاً اقتصادياً، بالمعنى الشامل، وفتح الاستثمارات والتجارة بين دول المنطقة.. فلا يمكن تحقيق ذلك إذا كانت القوائم المالية والمعلومات المالية الصادرة مختلفة من دولة لأخرى».
وأكد أن تعطيل مشروع القانون الخليجي الموحد لمزاولة مهنة المراجعة والمحاسبة، يعني أن السوق الخليجية المشتركة ستبقى مجرد حلم، بحسب وصفه، مضيفاً: «تنظيم مهنة المحاسبة والمراجعة على مستوى الخليج ركن أساسي لقيام السوق المشتركة».
ويتابع: «المشكلة أن الدول الخليجية مترددة في اتخاذها هذا القرار رغم آثاره الإيجابية على الجميع، فمنذ 15 عاماً ونحن ندور في حلقة مفرغة، ولا توجد رغبة صادقة لدى بعض القياديين، وبعضهم يتشبث بالشكليات لتعطيل المشروع.. الأمر يحتاج لقرار سيادي يقر القانون الموحد».
ومن المنتظر أن يستعرض آل عباس تفاصيل أكثر حول ذلك، خلال جلسة الملتقى التي تأتي بعنوان «تنظيم المهنة في دول المجلس وتحديات تفعيل السوق الخليجية المشتركة»، حيث تحاول هيئة المحاسبة والمراجعة الخليجية إعادة تحريك ملف القانون الموحد لمزاولة المهنة وربطه بمتطلبات السوق المشتركة التي يثار الجدل حولها في الأوساط الاقتصادية الخليجية.
من جهته، كشف المدير التنفيذي لهيئة المحاسبة والمراجعة لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية د. ناصر القعود، في حديث سابق لـ»الشرق الأوسط»، أن «تأخر إقرار النظام الموحد لمزاولة مهنة مراجعة الحسابات بدول مجلس التعاون، يعود لوجود اختلافات بين الدول الخليجية في ممارسة المهنة، وذلك على الرغم من مرور 10 أعوام على اكتمال المشروع الذي مازال ينتظر البت في صيغته النهائية». وأوضح أنه «في سبيل دعم التكامل الاقتصادي بين دول مجلس التعاون، حرصت لجنة التعاون التجاري بمجلس التعاون (وزراء التجارة) والأمانة العامة للمجلس، على تقريب وتوحيد القوانين والأنظمة المتعلقة بمهنة المحاسبة والمراجعة في دول المجلس، ومن ذلك القانون الموحد لمزاولة مهنة مراجعة الحسابات بدول مجلس التعاون».
يذكر أن الملتقى يقام تحت رعاية وزير الصناعة والتجارة زايد الزياني ، وبمشاركة نخبة من المتحدثين على المستوى المحلي والإقليمي والدولي، من مؤسسات الاتحاد الدولي للمحاسبين والبنك الدولي، والهيئات والجمعيات المهنية والجامعات في الدول الأعضاء بالهيئة.