تابعنا جميعاً اللحظات الرائعة التي صنعت النجاح التاريخي الذي تم قبل عدة أيام بوصول مسبار الأمل الذي أطلق من دولة الإمارات العربية المتحدة قبل أشهر، لمداره حول المريخ على الرغم من التحديات والصعوبات التي واجهت الفكرة والمشروع منذ بدايته، وخصوصاً مع تدني نسب النجاح في المهمة. لفتني جداً الحضور النسائي القوي في فريق مسبار الأمل، والذي أضاف إنجازاً تاريخياً للأمتين العربية والإسلامية، حيث وصلت نسبة المشاركة النسائية في فريق العمل على المشروع إلى 34%، كما كانت نسبة الباحثات في الفريق العلمي للمشروع 80%، ما يعكس الجهود الكبيرة في تمكين المرأة في كل القطاعات وخاصة في مجالات العلوم والتقنية والابتكار، وصولاً إلى صناعة المستقبل؛ فإشراك المرأة يهدف إلى بناء جيل جديد مؤهل من العلماء المتميزين، ومن لديهم القدرة على قيادة عصر جديد من التقدم التقني والتنافسية العلمية.

نعم نحن على أعتاب تحول كبير بجميع المقاييس؛ فما كان مستحيلاً بالأمس أصبح واقعاً اليوم، ما يتطلب مزيداً من الجهد الذي يصنع الفرق، من خلال الاستثمار في العنصر البشري والتركيز على المهارات الفردية التي تعتبر هي رأس المال الحقيقي الذي يصنع المجد.

قبل عدة أيام قرأنا في مقال مميز لسعادة الدكتور خالد بن عبدالرحمن العوهلي رئيس جامعة الخليج العربي بمناسبة الاحتفاء باليوم العالمي للمرأة والفتاة في ميدان العلوم، تجربة جامعة الخليج العربي الرائدة في مجال تمكين المرأة الخليجية، والتي تمثل نموذجاً للثقة في إمكانات المرأة والاستثمار فيها عن طريق دعمها الكامل وابتعاثها إلى أعرق الجامعات العالمية للدراسات العليا، إيمانا منها بأهمية بناء جيل يقوم على الكفاءة العالية والابتكار والأداء المتفوق، والذي يعكس الحرص على قيام المرأة بدور فاعل وأساسي في مسيرة التنمية وصناعة المستقبل.

وقد أثبتت المرأة الخليجية جدارتها في كافة المجالات، حيث أصبحت قادرة على إدارة التغيير بدءاً من المنزل، وصولاً إلى الفضاء، وقد تبوأت المراكز العليا باستلام حقائب وزارية وهي في ريعان الشباب كما هو ملاحظ بوضوح في حكومة دولة الإمارات العربية المتحدة الفتية.

فالمرأة اليوم تعمل وتفكر وتربي الأجيال وتساهم في مسيرة التنمية، ما يشكل انتصاراً كبيراً لها، ويثبت للعالم أنها الحلقة الأقوى. وهذا هو النهج الذي تنتهجه جامعة الخليج العربي العريقة، التي تعتبر المؤسسة الأكاديمية الخليجية الوحيدة التي تعمل تحت مظلة مجلس التعاون والتي تجسد أنموذجاً للاتحاد والتعاون الخليجي المشترك، والتي تعنى ببناء القدرات الخليجية في تخصصات عدة كالطب والعلوم البيئية والتربوية والإدارية، وتطرح العديد من التخصصات النادرة التي يحتاجها المجتمع. كما تعتبر البحث العلمي أساساً للتطوير فتوليه أهمية خاصة، حيث ظلت الجامعة وستظل ترفد المجتمع الخليجي بمخرجات متميزة عالية الجودة، صنعت بصماتها في مجالات عدة، وتبوأت المراكز العليا إقليمياً ودولياً، وستظل تؤمن بأهمية التطوير المستمر لتصل إلى العالمية بإذن الله تعالى، بوجود رؤية حكيمة وقائد حكيم يؤمن بأن كل فرد هو جزء من كيان، وأن العمل الجماعي يقود السفينة إلى بر الأمان.

رسالة من القلب: لقد كان لي الأب الداعم رغم كل التحديات التي واجهتني وجعلتني أوشك على الاستسلام عند عدة محطات من رحلتي، لكنه كان يدفعني لأستمر رغم كل الظروف. شكراً سعادة الدكتور خالد العوهلي.

* أستاذ الهندسة البيئية المساعد - جامعة الخليج العربي