يصل الموسم السادس من تحدي كأس بورشه جي تي 3 الشرق الأوسط إلى ذروة الإثارة في السباق الأخير لموسم 2014-2015 على حلبة البحرين الدولية، بعدما اضطر الكويتي زيد أشكناني وكذلك متصدر البطولة كليمنس شميد، سائق فريق النابودة رايسنغ، للانسحاب من السباق الأول للجولة السادسة. وهذا يعني أنّ حسم بطولتي السائقين والفرق سيكون في السباق الختامي المثير الذي يقام قبيل سباق جائزة البحرين الكبرى لطيران الخليج 2015، الجولة الرابعة من بطولة العالم للفورمولا 1.
وجرى السباق الأول أمام جمهورٍ محلي رائع وعددٍ من الشخصيات المؤثرة في عالم سباقات السيارات، حيث كان فرصةً لسائقي المنطقة لإظهار مهاراتهم في مناسبةٍ عالمية، وبالنسبة لأي متابعٍ محايد، كانت سلسلة سباقات المحترفين الوحيدة في الشرق الأوسط على مستوى التوقعات، حيث قدمت التشويق والإثارة عند كل منعطف تقريباً.
منذ بداية السباق، كانت كل الأعين تركز على حامل لقب الموسم الماضي زيد أشكناني المنطلق من المركز الأول، ومتصدر الترتيب العام كليمنس شميد الذي انطلق من المركز الرابع بعد نتيجةٍ مخيبة في التصفيات التأهيلية. وبعد شارة الانطلاق مباشرة، تمكّن شميد من الاستفادة من انطلاقة أشكناني الضعيفة وتقدّم للمركز الثاني بينما تراجع منافسه الكويتي إلى المركز الرابع.

وقبل منتصف اللفة الأولى، عانى أشكناني من قفلٍ في المكابح أثناء محاولته تجاوز شميد وفرينس قبل الوصول إلى المنعطف الثامن الشهير بصعوبته، واصطدم الشاب الكويتي مع تشارلي فرينس ما أجبر كلا السائقين على الانسحاب. وتأثر شميد أيضاً بالحادث الذي جرى أمامه حيث اضطر للتوقف بشكل كامل لتجنب أي تصادم. ثم تابع سائق فريق النابودة رايسنغ السباق في المركز الأخير، وبينما كان يحاول شق طريقه لتعويض المراكز التي خسرها، احتكّت سيارته مع سيارة روب فرينس ما اضطره أيضاً للانسحاب من السباق.

وبهذه النتيجة، لم يسجل المتصدر والوصيف أي نقاط، ويبقى شميد متقدماً في الترتيب العام بفارق اثني عشر نقطة. لكن مهمة السائق المقيم في الإمارات ستكون صعبةً في السباق الثاني حيث سينطلق من المركز السابع، بينما يبدأ أشكناني السباق مجدداً من مركز الانطلاق الأول.

وتحدّث زيد أشكناني بعد السباق الأول قائلاً: "أشعر بخيبة أملٍ كبيرة، فليس هذا ما كنت أطمح إليه على الإطلاق، خصوصاً بعد النتيجة القوية في التصفيات التأهيلية حيث شعرت بأن سرعتي كانت جيدة وأن إعداد السيارة كان رائعاً. لذلك أشعر بخيبة أمل كبيرة لما جرى في السباق. كانت انطلاقتي سيئة ووجدت نفسي في موقف دفاعي منذ شارة البداية، حيث استطاع عدد من السائقين تجاوزي، وعندما اقتربنا من المنعطف الثامن، بدأت بمناورة من أجل التجاوز لكنني تأخرت قليلاً في الضغط على المكابح ما أدى إلى قفلها، واصطدمت بسيارة تشارلي، فكان ذلك نهاية السباق بالنسبة لي. تعرضت السيارة لبعض الأضرار، لكننا نأمل أن نتمكن من إصلاحها قبل سباق الغد. ما يزال لدي بعض الأمل، إذ سأبدأ السباق الثاني مجدداً من مركز الانطلاق الأول، لذلك فإن كل شيء سيُحسم في اليوم الأخير من البطولة. هناك قدرٌ كبير من التشويق والإثارة، لكن الضغط أيضاً كبير جداً، وسوف يكون التعامل معه أمراً حاسماً في الغد".

أمام جماهير الفورمولا 1 التي ملأت المدرجات، شعر السائقون في تحدي كأس بورشه جي تي 3 الشرق الأوسط بالأدرينالين يسري في عروقهم عندما أعلنت شارة الانطلاق على حلبة البحرين الدولية بداية السباق الأول من الجولة السادسة، وهو السباق قبل الأخير في الموسم السادس من أصل اثني عشر سباقاً.

لكن انطلاقة حامل اللقب زيد أشكناني كانت ضعيفة، حيث انزلقت إطارات سيارته ما أتاح لصاحب المركز الثاني السعودي بندر العيسائي التقدم إلى الصدارة أمام تشارلي فرينس في المركز الثاني وكليمنس شميد في المركز الثالث، بينما تراجع الشاب الكويتي إلى المركز الرابع. وبعد هذا الرباعي، كانت انطلاقة أحمد الحارثي رائعة حيث نجح في التقدم عدة مراكز ليصبح خامساً، يليه سعيد المهيري والبحريني رائد رفيعي.

واضطر زيد أشكناني وتشارلي فرينس للخروج من السباق بعد تصادمهما قبل المنعطف الثامن، ولم يكن أمام شميد من خيار سوى التوقف تماماً لتجنب الاصطدام بسيارتيهما المتوقفتين على الحلبة، ليستأنف السباق في المركز الأخير. وسمح الحادث لأحمد الحارثي بالتقدم للمركز الرابع، كما استطاع رائد رفيعي التقدم إلى المركز الخامس بعدما خرج سعيد المهيري عن خط التسابق المثالي بسبب قفل المكابح في بداية اللفة الثانية، وتراجع السائق الإماراتي إلى المركز السابع خلف فيصل بن لادن.

أمّا في الصدارة، فتمكن الثلاثي بندر العيسائي والشيخ حشر آل مكتوم وفهد القصيبي من الابتعاد بفارق مريح عن بقية السائقين، بينما كانت المنافسة حامية على المركز الرابع، حيث تبادل الحارثي ورفيعي المراكز عدة مرات على حساب إطاراتهما. وأتاحت هذه المعركة لسعيد المهيري اللحاق بهما بعدما تمكن من تجاوز فيصل بن لادن، ثم استطاع تجاوز الحارثي وإنهاء السباق في المركز الخامس خلف رفيعي.

وفضلاً عن التشويق الكبير في هذه الجولة الحاسمة من البطولة، شهدت نهاية هذا الأسبوع أيضاً ذكرى سنوية مهمة في تاريخ رياضة سباقات السيارات في الشرق الأوسط، حيث احتفلت بورشه بمرور عشر سنوات على تنظيم السباقات المصاحبة رسمياً لجائزة البحرين الكبرى للفورمولا 1. ويعتبر الكثيرون أن هذه الشراكة المميزة كانت نقطة انطلاق سباقات السائقين المحترفين في المنطقة، وأنّ حلبة البحرين الدولية في الصخير هي البيت الروحي لهذه الرياضة.