ما أحوجنا وخاصة في هذا الزمان إلى التسابق على فعل الخيرات والازدياد منها، فميادين الأعمال الصالحة كثيرة، وسبل الخير متنوعة، والواحد منا يستطيع أن يعمل الكثير والكثير، ولكن ما ينقصنا هو التحرك والعمل والمبادرة إلى عمل هذه الصالحات، حاول كلما سمعت عمل صالح أن تسعى في القيام به وتطبيقه، حتى لا يفوتك الخير، وحتى تكون من السباقين للخيرات.

إن الإسلام دين الخير والصلاح، ودين السعادة والرخاء، دين يأمر بكل ما فيه صلاح الفرد والمجتمع، فأقرّ ويقر مبدأ المنافسة، ويشجع على استغلال إمكانات الإنسان ، ويوجه إلى ما يستحق بذل الجهد فيه، وجعل في مقدمة ما يسعى إليه الإنسان وينافس فيه ما يسعده في دنياه وآخرته، يقول سبحانه: (وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الآخِرَةَ وَلا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنْ الدُّنْيَا وَأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ)، فالهدف من السعي هو الدار الآخرة مع التمتع بالحياة في الدنيا.

إن خير الناس أنفعهم للناس، والمؤمن الفَطِن يعلم أنَّ أنفاسَه معدودة، وساعاتِ إقامتِهِ في الدنيا محدودة، ويدرك أنَّ الحياة فُرص، من اغتنم هذه الفرصَ وعمِل الصالحاتِ، فازَ وسعِد في الدنيا والآخِرة، ومَن ضيَّعها خابَ وخسِر، قالَ رَسولُ اللهِ (صلَّى الله عليه وسلَّم) لرجلٍ وهو يَعِظه: (اغتنمْ خمسًا قبلَ خمس: شبابَك قبلَ هرَمِك، وصِحَّتَك قبل سَقمِك، وغِناك قبلَ فَقْرِك، وفراغَك قبلَ شُغلِك، وحياتَك قبلَ موتِك)، ورحم الله من قال: من يفعل الخير لا يعدم جوازيه لا يذهب العرف بين الله والناس.