فرانس24 + أ ف ب


عرض رئيس الوزراء البريطاني الإثنين خطته لبدء تخفيف قيود الحجر الصارم المفروض منذ مطلع العام الحالي. وقال بوريس جونسون إنه تعلم من أخطاء الماضي ويريد "خطة تدريجية وحذرة" تعتمد بالدرجة الأولى على توسيع قاعدة التطعيم باللقاحات المضادة لفيروس كورونا.

وستبدأ المرحلة الأولى من تخفيف الحجر في الثامن من مارس/آذار مع إعادة فتح المدارس والسماح ببعض أنواع النشاطات الاجتماعية في الهواء الطلق. أما حظر السفر الدولي من إنكلترا فلن يرفع قبل منتصف مايو/أيار المقبل والتقييم الأخير حول وضع الجائحة سيكون بحلول الصيف في الواحد والعشرين من يونيو/حزيران.

وقد عرض رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون أمس الإثنين أمام البرلمان خطته لإخراج إنكلترا من الحجر المفروض بسبب تفشي جائحة فيروس كورونا، الذي يأمل أن يكون الأخير، مع بدء إعادة فتح المدارس اعتبارا من الثامن من آذار/مارس.


وأعرب زعيم المعارضة العمّالية كير ستارمر عن تمنيه أن تفتح المدارس أبوابها في هذا التاريخ "بصورة مثالية"، إلا أنه أشار عبر شبكة "سكاي نيوز" الأحد إلى الحاجة للتصرف "بحذر".

وفُرض مطلع كانون الثاني/يناير إغلاقاً جديداً لمكافحة وباء كوفيد-19 الذي أودى بحياة 120 ألف شخص في بريطانيا وجعل المستشفيات على شفير أزمة.

وبعدما بات ممكنا ملاحظة آثار "الإغلاق" وحملة التلقيح مع انخفاض أعداد الإصابات وحالات الاستشفاء والوفيات، يعتزم جونسون إعلان تدابير تخفيف الحجر.

وتجري حملة التلقيح التي أُطلقت في كانون الأول/ديسمبر على قدم وساق، مع إعطاء جرعة واحدة على الأقل لشخص راشد من أصل كل ثلاثة راشدين من السكان. ووعدت الحكومة بأن جميع الراشدين سيتلقون جرعة أولى من اللقاح المضاد لكورونا بحلول أواخر تموز/يوليو، معلنة بذلك تقديم هذا الموعد الذي كان مقررا في البداية في أيلول/سبتمبر.

ومذاك، توسّعت الحملة لتشمل الأشخاص الذين تفوق أعمارهم 65 عاما والأشخاص "الضعفاء صحياً"ً. وبحلول منتصف نيسان/أبريل، ينبغي أن يكون جميع الأشخاص الذين تتجاوز أعمارهم الخمسين عاما قد تلقوا الجرعة الأولى من اللِّقاح.

ويعد العلماء أن اللقاحات تبدأ بتأمين حماية بعد ثلاثة أسابيع تقريباً من الحقنة.

إلا أن جونسون أكد أنه بالرغم من التقدم المحرز، فإن تخفيف الإغلاق سيكون "حذرا" و"تدريجياً". وقال في بيان "أولويتنا كانت دائماً إعادة الأطفال إلى المدارس، وهو أمر أساسي من أجل تعليمهم وكذلك من أجل رفاههم العقلي والجسدي".

ويأمل أيضاً في أن يتيح ذلك للناس "لقاء أقربائهم بأمان" بعد أشهر من العزل، بواسطة السماح باللقاءات في الخارج، حيث يعد خطر انتقال الفيروس أقل.

وأكد جونسون أن كل قرار سيُتخذ بناء على عناصر علمية متاحة وبحذر "بهدف عدم إهدار التقدم" المحرز و"التضحيات".

"خطة تدريجية وحذرة" لتخفيف الحجر في بريطانيا

وفي حين تأمل العائلات في رؤية النور في آخر النفق، قد يترتّب على بعض القطاعات الاقتصادية خصوصاً تلك المتضررة كثيراً من الوباء على غرار قطاع الفنادق والمطاعم، الانتظار لبضعة أسابيع إضافية، وسط خيبة أمل أصحاب الحانات.

ويدافع حزب العمّال عن تخفيض الضريبة على القيمة المضافة لمساعدة هذا القطاع. وقال كير ستارمر "يجب دعم الشركات لضمان استمراريتها".

في المملكة المتحدة، وهي إحدى أكثر الدول الأوروبية تضرراً من الوباء، تقرر كل مقاطعة من بين المقاطعات الأربع في البلاد، استراتيجيتها في مجال تخفيف الإغلاق. في إسكتلندا وويلز، ستُعيد المدارس فتح أبوابها تدريجاً اعتباراً من الإثنين، بدءا من الصفوف الابتدائية.

ومع الاستعداد لتخفيف تدابير الحجر، شدّدت الحكومة اجراءات المراقبة عند الحدود لتجنّب إدخال نسخ متحورة من الفيروس. ومنذ الإثنين الماضي، ينبغي للمقيمين في بريطانيا والمواطنين الإيرلنديين الوافدين إلى إنكلترا من 33 دولة مصنّفة خطرة، الخضوع لحجر صحي لمدة عشرة أيام، في فندق على نفقتهم.

تشديد الإجراءات عند الحدود

وسبق أن أعلنت الحكومة أن اعتبارا من الثامن من آذار/مارس، سيتمكن القاطنون في دور العجزة من استقبال زائر واحد في الداخل، على أن يكون هذا الأخير قد أجرى فحصا للكشف عن كوفيد-19 ويضع كمامة.

ويأتي هذا النبأ السار بعد نجاح المرحلة الأولى من حملة التلقيح، مع تلقي 15 مليون شخص الجرعة الأولى في منتصف شباط/فبراير، من بينهم القاطنون في دور العجزة.