خرج الحدث الرياضي العالمي، السباق الـ11 للفورمولا ون التي انتهت فعالياته قبل قليل على حلبة الصخير الدولية، في أبهى وأروع صورة توقعتها البحرين والدوائر المتخصصة في رياضة المحركات.
وبشهادة الكثيرين، انبهر الملايين حول العالم ممن حضروا السباق أو ممن تابعوه عبر شاشات البث بحسن التنظيم والإعداد والاستقبال والضيافة والأجواء الاحتفالية التي سادت كل ركن من أركان المملكة خلال الأيام الثلاثة الماضية، ما جسد قصة نجاح جديدة تؤكد قدرة البحرين على استضافة الفعاليات الكبرى في جميع المجالات، والثقة التي باتت تحظى بها في المحافل المختلفة، الرياضية منها والاقتصادية والسياسية والأمنية وغيرها.
ولم يكن هذا النجاح في تنظيم وإخراج هذه الفعالية الكبرى، وبهذا المستوى الفائق والمتميز بغريب على المملكة بأجهزتها ورجالاتها، التي وفرت كل الدعم والمقومات الضرورية لتمكين أكثر من 100 ألف من حاضري السباق، فضلا عن الفرق المشاركة والإعلاميين الذين توافدوا من شتى مناحي الأرض، من الحضور والمشاركة والاستمتاع بوقتهم في أجواء عكست مناخ الطمأنينة والاستقرار الذي تتمتع به البحرين.
وتبدو هنا عدة شواهد تبرز هذا النجاح الكبير في استضافة سباق الفورمولا ون، حيث تضافرت كل الجهود، الرسمية منها والشعبية والأهلية، من أجل إظهار صورة البحرين الحقيقية، وإخراج السباق بهذا المستوى الرائع، ويمكن رصد أهم هذه الشواهد:
1 ـ الاهتمام الكبير الذي أولته القيادة الحكيمة لتنظيم السباق وتوفير كل عوامل نجاحه، وذلك إيمانا منها بأن السباق حدث رياضي لا تنظمه إلا دول معدودة في العالم، ويتابعه الملايين من محبي وعشاق هذه الرياضة، ويسهم في الترويج للبحرين اقتصاديًا، ويظهر الصورة الصحيحة لها كأرض للتسامح والسلام وواحة للديمقراطية، ولذلك لم يكن مستغربا أن تسخر له الدولة كل الوسائل والإمكانات كي يخرج بالشكل المشرف للبحرين وأهلها الكرام، ويعطي مزيدا من قوة الدفع والقيمة المضافة للقطاعات والمناشط المختلفة، الاقتصادية منها والسياسية والثقافية وغيرها.
2 ـ حسن التنظيم والتخطيط والابتكار، حيث أبدعت فرق العمل المختلفة، داخل الحلبة وخارجها، ليس فقط بأداء دورها، وتقديم كل ما هو جديد ومميز بالمقارنة بالفعاليات الرياضية المشابهة، وإنما تيسير وتسهيل كل المرافق المطلوبة للزائرين، وذلك بالرغم من كثافة الحضور والإقبال، وهو ما أثمر في ارتفاع مبيعات التذاكر لهذه السنة بنسبة 22% عن العام الماضي، ولعل الخدمات المقدمة والفعاليات المصاحبة للسباق هذا العام، إضافة للفعاليات التقليدية المعروفة، دليل واضح على ذلك، حيث أسهمت مثل هذه الخدمات والفعاليات التي امتازت بسهولة ويسر الحصول عليها وجاذبيتها وتنوعها في استقطاب الحضور من داخل وخارج المملكة، الذي لم يعد يقتصر على محبي رياضة المحركات فحسب، بل على محبي هذه الفعاليات الترفيهية والسياحية أيضًا.
3 ـ حفاوة الاستقبال والضيافة، حيث أكد جميع زوار المملكة أنهم يشعرون في كل مرة يزورون فيها البحرين لحضور فعاليات سباق الفورمولا ون أنهم في وطنهم ويلمسون روح الود والترحاب التي يقابلون بها منذ وصولهم أرض البحرين وطيلة فترة مكوثهم بالبلاد، وهذه كلها أمور تؤدي إلى تزايد الحضور عاما بعد عام، ومن ثم نجاح السباق، وهو ما يبرز بالتأكيد الصورة الحقيقية للبحرين، حيث ينقل زوار المملكة هذه المشاهد الجميلة لأصدقائهم ومعارفهم لدى عودتهم إلى أوطانهم، مما يكون سببا في نجاح الحدث جماهيريا وحضور فعاليات السباق مستقبلا.
4 ـ انتعاش الحركة الاقتصادية في المملكة خلال فترة السباق، حيث فاقت معدلات الإشغال في الفنادق العاملة 85%، وكثير منها تخطى عتبة الـ 90% أو الحجوزات بالكامل، وهذه أرقام قياسية جديدة، كما استفادت كافة القطاعات الخدمية الأخرى كالمجمعات التجارية والمطاعم والمقاهي وسيارات الأجرة والنقل العام والمراكز الترفيهية من تزايد أعداد الحضور لمشاهدة السباق من ضيوف المملكة والذين ارتفعت أعدادهم بشكل ملفت هذا العام مع التجربة الثانية لتحول السباق من نهاري إلى ليلي، مما كان له أثر إيجابي على مستوى الدخل والمبيعات داخل وخارج الحلبة، خاصة مع الفعاليات المبهرة التي قدمتها الحلبة وكانت محل متابعة وإعجاب.
5ـ الاهتمام الإعلامي بالبحرين، حيث شهد الحدث الرياضي الكبير تغطية واسعة من كافة وسائل الإعلام العالمية عبر بث برامج ولقاءات وتقارير صحفية عن المملكة، كما تابعته الجماهير من خلال وسائل التواصل الاجتماعي، ولا شك أن كل هذا الزخم أثمر ويثمر في الترويج للبحرين كمملكة للأمن والسلام والإخاء والتسامح والتعايش بين الجميع، وبما يؤكد أنها لا تستضيف مجرد حدث رياضي فحسب، وإنما مشروعًا جامعًا مرتبطًا بالنواحي السياسية والأمنية والاقتصادية والسياحية والثقافية، وبالتالي تحقيق العديد من المنافع في جميع المجالات، والمساهمة في تعزيز حضور البلاد على جميع الأصعدة لتواصل ريادتها في المنطقة كأنموذج يحتذى به.