يوماً بعد يوم تتضح صورة ذلك المستقبل المشرق الذي يسير إليه الوطن وتتضح معه مكانة الشباب ودوره في تولي مهام القيادة وإدارة دفة المرحلة المقبلة التي يتوقع لها أن تكون مرحلة بناء وتطوير تجاه الرؤية الاقتصادية التي باركها جلالة الملك المفدى ووضع أساسها سمو ولي العهد رئيس الوزراء حفظهما الله ورعاهما.

هذه الفكرة وتلك المنهجية ينبغي أن تكون راسخة لدى وزارات الدولة، وأعني هنا الاعتماد والثقة بالشباب والعمل على تطويرهم وتأهيلهم ليكونوا قادة في جهات عملهم، وهذه الرسالة كانت واضحة كل الوضوح من خلال التعيينات والثقة التي حظي بها أبناء الوطن من الشباب ومن الجنسين من قبل صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس الوزراء.

التطوير العملي لا بد من أن يكون ممنهجاً وفق سياسة واضحة لسنوات مقبلة، فعندما تعمل جهة ما على توظيف كوادر شابة فيجب أن يكون هناك خط سير واضح لذلك الموظف الشاب أين سيكون بعد عام وأين سيصبح بعد خمسة أعوام وهكذا، لا أن يبقى الموظف ثابتاً دون حراك ودون تطوير وتأهيل ليصل إلى التقاعد النفسي قبل التقاعد الرسمي، وحتى لا نرى بطالة مقنعة لأشباه أجساد الغرض من وجودها شغر المكاتب واستخدام القرطاسية والعبث بأجهزة الكمبيوتر دون إنتاجية واضحة بسبب عدم التخطيط السليم.

إن سمو ولي العهد رئيس الوزراء وضع آلية واضحة ومحددة تبدأ من برنامج سموه لتنمية الكوادر الوطنية لخلق كوادر بحرينية قيادية تشارك في التطوير والتنمية من أجل نهضة المملكة، وتدريب تلك الكوادر على مستوى عال في طرق البحث والتحليل والقيادة بما يخدم عملهم الأساسي في جهاتهم الحكومية الأصلية.

لنتخيل لو طبقت كل وزارة مثل هذا النهج فكم من قيادي وموهبة ستظهر، وكم من كفاءة ستبرز، وكم من العمل سيتطور ويرتقي، وكم من العوامل السلبية ستختفي، حينها فقط سنصل إلى بحرنة الوظائف وليست أي بحرنة بل البحرنة ذات الكفاءة والتميز والعمل الجاد المثابر.

فمن يا ترى سيبدأ بالخطوة الأولى؟ وأي وزارة ستحمل قصب السبق وتنطلق وفق هذا المفهوم؟