- عندما يرزقك المولى عز وجل بقائد وليس «بمسؤول» في مجال عملك، فاحمد الله تعالى فإنما رزقت بكنز ثمين فاستفد منه قدر المستطاع واعرف كيف تصحبه وتصحب نضجه الإداري وخبرته المرموقة التي امتدت لسنوات طويلة في مجال عمله. البعض يعمل وعينه لا تتجاوز بضع خطوات أمامه، فهمه فقط أن يؤدي مهام عمله بلا زيادة، ولا يلتفت إلى صحبة القادة والخبراء والاستفادة منهم، ولا يقدم عمله في أبهى صورة ويستحدث الجديد ويبدع فيه، وهو بذلك يخسر ثقة «القائد» الذين يثق فيه ويعطيه عناصر البناء الحياتي والقيادي. وفي المقابل تجد بعض المسؤولين يلبسون ثوباً ليس بثوبهم فيهدمون كل شيء بناه غيرهم ولا يعطون الفرصة لغيرهم للانطلاق للنجاح المرجو، لأنهم باختصار يعشقون السيطرة على الجميع، وأن ينسب الفضل والنجاح لهم في أي أمر كان.

من هنا يأتي دور العامل للبحث عن ديناميكية جديدة للتعامل لكي يقدم الإنجاز بأسلوب جديد يقبل التحدي، حتى لا تختفي إنجازاته وراء ستار النسيان.

- صمم لك مقياساً جديداً «للسعادة» التي ترجوها، والبس ثوبها في كل أوقات حياتك، لأنك باختصار تأمل أن تستمتع بكل ثانية من ثواني أيامك وتنظر بمنظار الأمل لكل آمالك وطموحاتك. تحتاج أن تبتعد قليلاً عن مثبطات الحياة وما يعكر صفو النفس، وتغض الطرف عن كل الأخبار المؤلمة والمزعجة، وترحل من حياة بعض البشر وتستمتع بصفو الحياة مع أحبابك من أسرتك فهم الأجمل في مسير حياتك.

جرب أن تبتعد عن كل شيء وتصفي ذهنك من كل أحوال الحياة وتتنسم بعمق وتتذكر السعادة الأبدية، هناك في الفردوس الأعلى.

فهل يا ترى هناك أجمل من هذه السعادة. حينها ستجد نفسك لا تنزعج مجدداً بأي موقف حياتي ولا بتصرفات معينة من بعض المزعجين. لأن مقياسك الجديد ينظر للسعادة بأنها الراحة النفسية والطمأنينة القلبية بحب ما عند الله تعالى.

- لأنك تولد مع كل يوم جديد بأنفاس جديدة، فإنك مع كل يوم إنما تمر بتجربة فريدة جديدة من نوعها، فلا بد أن تأقلم حياتك بها، وتستفيد من أطوارها وتنطلق إلى حياة أكثر إيجابية ونجاحاً وإنتاجاً. استفد من كل يوم تصحو فيه من الصباح الباكر وتبدأ بركعتي الفجر الغالية ثم ترفع رأسك ويدك للسماء تحمد الله الكريم أن أبقى أنفساك «لتجربة جديدة» تكتسب منها كل خير، وتنطلق معها من أجل «صنائع الخير».

- يقول النبي صلى الله عليه وسلم: «من صنع إليه معروف فقال لفاعله جزاك الله خيراً فقد أبلغ في الثناء». توجيه نبوي بليغ في تعزيز ثقافة «التقدير والشكر والامتنان».

فما أجمل هذا التوجيه وهذا الدعاء الذي تدعو به كلما صنع لك أحدهم معروفاً أو مشى في حاجتك. البعض ما زال مقلاً في هذا الجانب ويبخل بشكر من أسدى له معروفاً. فإن هذا الشكر وهذا الدعاء إنما يعزز أواصر المحبة، وخير علاج لأمراض بعض النفوس التي يسيطر عليها داء «الغرور بالنفس»، فلا تقبل أن تشكر أحداً؛ لأنها تحب أن تكون العنصر الأوحد في كل عطاء.

* ومضة أمل:

اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علماً.