حسن الستري

أقرت لجنة الخدمات النيابية الاقتراح برغبة بشأن توفير خط ساخن للوقاية من الانتحار يعنى بالتوعية والإرشاد.

ويهدف الاقتراح إلى توفير خط ساخن يتمّ الترويج له بالشكل الأمثل؛ للوصول إلى الأشخاص الذين يحتاجون إلى إرشادات نفسية؛ بهدف ثنيهم عن ممارسة أيّ سلوك خاطئ قد يقودهم في نهاية المطاف إلى الاستسلام والتوجه الخاطئ نحو الانتحار.



فيما أفادت وزارة الصحة بأنها تتفق مع الأهداف المرجوّة من الاقتراح برغبة، وستقوم بدراسة آلية تطبيقه بالتنسيق مع الجهات المعنية، مع العلم أن الوزارة تقوم حالياً بتقديم خدمات وقائية وعلاجية للمرضى والأشخاص ذوي الخطورة والذين لديهم نزعة انتحارية، من خلال مرافقها، وخاصة مستشفى الطب النفسي، ومن أهمها استقبال الحالات النفسية التي بدورها قد تكون سبباً رئيساً من أسباب التفكير بالانتحار، والمحوّلة من عدة جهات منها: "المراكز الصحية الأولية، ومجمع السلمانية الطبي، والمستشفيات الخاصة، والمحاكم، ومراكز الشرطة"، حيث يتم تقديم العلاج النفسي لهم ومتابعتهم من خلال العيادات الخارجية، أو إدخال الحالات ذات الخطورة إلى المستشفى، ووضعها تحت الملاحظة والرقابة، مع توفير العناية الصحية والنفسية والعلاجية من قبل فريق متعدّد التخصّصات "طبيب - ممرّض - باحث اجتماعيّ - اختصاصيّ نفسيّ".

ومن خطوات الوزارة إعداد قوائم بأسماء الحالات الحرجة ممن يتلقون العلاج النفسي من قبل الفرق العلاجية بالمستشفى، ويشكّلون خطراً على أنفسهم نظراً إلى نزعتهم الانتحاريّة؛ بهدف متابعتهم بشكل مكثف ودوري لحمايتهم وتقديم سبل الدعم النفسيّ والاجتماعيّ، وتوفير فريق للأزمات بقسم العلاج بالمجتمع، والذي يقوم بالتعامل مع الحالات المستعجلة المحولة، بزيارة المريض في موقعه مع فريق الإسعاف والشرطة والدفاع المدني إن لزم الأمر؛ لتقديم الدعم والعلاج النفسي، ومن ثم إحضار المريض إلى المستشفى لاستكمال التقييم والعلاج اللازمين، وتنفيذ حملات توعويّة وتدريبيّة حول كيفية التعامل مع الحالات التي لديها نزعات انتحارية أو أفكار انتحار، وذلك من قِبَل فريق متعدّد التخصّصات، موجَّهة للعاملين الصحيّين ولفئات المجتمع، ودمج الخدمات النفسية وتوفيرها بمراكز الرعاية الصحية الأولية، والتي لها الأثر البالغ في تشجيع الأفراد على طلب المساعدة النفسية، من خلال خدمات صحية سهلة الوصول، بعيداً عن المخاوف والتردّد من الحصول على الخدمة النفسية؛ بسبب الوصمة المرتبطة بالصحة النفسية، وتوفير خدمات البحث الاجتماعي في جميع المراكز الصحية والمستشفيات الحكومية، والتي لها دور فعّال في تقييم الحالات النفسية وعلاجها ومتابعتها، والاكتشاف المبكر لعوارض الاضطرابات النفسية الطارئة، ودعم مؤسسات المجتمع المدني والاهتمام بالصحة النفسية، من خلال مبادرات متنوّعة للنهوض بالخدمات النفسية التي باتت أولوية صحية، ومثال على ذلك قيام الجاليات التي تزيد لدى أفرادها نسبة الانتحار بإنشاء خدمة الخط الساخن لهذه الحالات.