يستغل تنظيم "داعش" الإرهابي ثغرات أمنية في سوريا والعراق لإعادة تموضع عناصره تمهيدا لعودته للواجهة.

ويقول مسؤولون في القوات المدعومة من الولايات المتحدة شمال شرقي سوريا إن الزيادة الأخيرة في العنف بجميع أنحاء المنطقة، بما في ذلك الهجمات على الموظفين المدنيين وعمليات القتل بمخيم الهول للنازحين، مرتبطة بتدفق العملاء من المناطق التي تخضع اسميًا لسيطرة الرئيس السوري بشار الأسد ومن العراق المجاور.



ووفق موقع "صوت أمريكا"، فإن تقييم حلفاء الولايات المتحدة للوضع الأمني يتفق مع تقييم واشنطن نفسها، ويحذر من تمتع مقاتلي "داعش" وعملائه بحرية حركة عبر أجزاء كبيرة من سوريا، في وقت يعمل التنظيم فيه على تأسيس بيئته الجديدة.

وفي هذا الإطار، قال قائد "قوات سوريا الديمقراطية" المدعومة من الولايات المتحدة، مظلوم عبدي، لـ"صوت أمريكا" إن "داعش لم ينته بعد".

وتقوم قوات سوريا الديمقراطية مدعومة بغطاء جوي ومعلومات استخباراتية من التحالف الدولي، بحملة لرصد مقاتلي "داعش" شمال شرقي سوريا، والقضاء عليهم.

وأوضح عبدي أن الحملة أسفرت عن اعتقال عدة مقاتلين من "داعش"، ودحر خلية للتنظيم تتحمل مسؤولية اختطاف وقطع رأس سيدتين عملتا مع قوات سورية الديمقراطية في السابق.

وتفصيلا، قتلت قوات سوريا الديمقراطية 4 مقاتلين من هذه الخلية، واعتقلت خامس، في فيما تمكن مقاتل سادس من الهرب.

ومع ذلك، حذر عبدي من أن هذه العمليات لم تحقق تقدما كبيرا في عملية دحر "داعش"، مضيفا: "لقد كثف هجماته ويحاول إعادة إحياء نفسه".

وطالب عبدي القوات الأمريكية وقوات التحالف الدولي بمساعدة قوات سوريا الديمقراطية في الحفاظ على وتيرة ثابتة للعمليات ضد "داعش".

وقال في هذا الإطار: "إذا قدموا مزيدًا من الدعم للإدارة المدنية بمنطقتنا، يمكننا مواصلة حملة أكثر فاعلية ضد داعش".

ووفق مجلس سوريا الديمقراطية، الجناح السياسي لقوات سوريا الديمقراطية، فإن مخيم الهول شهد وحده أكثر من 23 عملية قتل منذ يناير/كانون الثاني الماضي، معظمها على صلة بـ"داعش".

وقالت سينام محمد، الممثلة الخارجية لمجلس سوريا الديمقراطية في الولايات المتحدة، لـ"صوت أمريكا" إن معظم القتلى عراقيين؛ لأنهم يعملون مع قوات الأمن داخل المخيم.

وأَضافت: "إنه مخيم خطير للغاية.. أناس خطيرين للغاية يعيشون هناك"، مضيفة إنهم "يساعدون خلايا داعش النائمة ويدعموها".

وذكرت سينام محمد ومسؤولون آخرون إن أجزاء من المخيم تديرها زوجات وأقارب مقاتلي "داعش" الإناث اللاتي شكلن مجالس الحسبة التي تطبق فتاوى "داعش" الدينية في المخيم.

وقال المسؤولون إن المعلومات التي تم جمعها من المعتقلين في إطار عمليات التمشيط الأمنية بالهول تشير إلى أن أنصار داعش في داخل المخيم يحصلون على توجيهات من خلايا التنظيم التي انتقلت إلى المنطقة المحيطة به.

والأربعاء، حذر الرئيس العراقي برهم صالح من استغلال "داعش"المناطق الصحراوية بالقرب من الموصل والأنبار وكركوك للعودة إلى الواجهة.

ومنذ مطلع 2020، استطاع داعش تنفيذ سلسلة من الهجمات، تركز اغلبها في المناطق المحررة ووصولاً إلى مناطق حزام العاصمة بغداد، كان أشدها وقعاً تفجيراً انتحارياً مزدوجاً استهدف ساحة الطيران وسط بغداد، الشهر الماضي، مما أسفر عن مقتل وإصابة العشرات من المدنيين.