تبدأ خلال أيام زيارة بابا الفاتيكان فرنسيس للعراق وإقليم كردستان العراق، وهي أول زيارة من نوعها في تاريخ بلاد الرافدين من قبل الحبر الأعظم.

وينهمك العراق من أقصاه لأقصاه، من بغداد إلى الموصل فأربيل في الإعداد للزيارة والتحضير لها، بروتوكوليا وأمنيا وروحيا، بما يليق بالضيف الكبير.



وللوقوف على آخر التحضيرات، وما يترقبه العراقيون ويأملونه من هذه الزيارة، تواصل موقع "سكاي نيوز عربية" مع سفيرة العراق في إيطاليا، صفية السهيل، العضوة في لجنة الإعداد والترتيب لهذه الزيارة ببرنامجها الحافل.

وقالت السهيل: "زيارة البابا للعراق تاريخية بكل معنى الكلمة، وتحمل معها رسائل إنسانية داخلية وإقليمية ودولية، تعكس أهمية العراق، تاريخيا وحضاريا ودينيا وثقافيا وجغرافيا".

وتابعت: "تؤكد الزيارة أن لا سلام ولا استقرار في العالم دون السلام في العراق موطن الحضارات البشرية، وأن سلامة هذا البلد واجب وضرورة أمنيا وأخلاقيا ودينيا، وأن سلام واستقرار العراق ينعكس بالضرورة إيجابا على السلم الأهلي العالمي".

وأضافت السفيرة العراقية التي كانت من المواكبين لإعداد هذه الزيارة والمشرفين عليها منذ كانت مجرد فكرة: "العراقيون بكافة أطيافهم دينيا وقوميا يحتفون متحمسون لزيارة البابا. لقد عبر العراق عن ترحيبه من خلال مواقف الشخصيات والأحزاب السياسية والقيادات المجتمعية والدينية والمدنية وغير الحكومية".

وعلى الصعيد الرسمي، أشارت السهيل إلى أن الدولة العراقية "اهتمت اهتماما بالغا بها، وشكلت لجنة تحضيرية عالية المستوى بإدارة وكيل وزير الخارجية نزار الخير الله، وبعضوية مسؤولين مختصين من رئاستي الجمهورية والوزراء، فضلا عن الكنيسة الكلدانية وممثل الكاردينال لويس ساكو".

واستطردت حديثها بالقول: "احتفاء العراق بزيارة الحبر الأعظم عبر عنها بأشكال مختلفة، ومن يتابع ويرصد يجد مظاهر الفرح والتحضيرات قبيل الزيارة التاريخية في كل مكان، ففي بغداد العاصمة والنجف والناصرية (أور) وأربيل والموصل، تتزين الشوارع والمباني بأعلام الفاتيكان وصور قداسته وشعارات الترحيب من العراقيين في كل المناطق".

وأضافت سفيرة العراق لدى إيطاليا: "في الزيارة التاريخية رسالة سلام ومحبة وتآخي، ودعوة للتسامح وتقبل الآخر وللتلاحم المجتمعي والتعايش المشترك، فضلا عن دعم السلم الأهلي ودعوة لاحترام الثقافات وحسن إدارة التنوع والتعددية في العراق والمنطقة".

وتابعت: "الزيارة تحمل رسالة رمزية عالية بزيارته لموطن أبي الأنبياء سيدنا إبراهيم في أور، ولقائه بكافة القيادات الدينية والروحية العراقية هناك، حيث من المتوقع أن يطلق رسالة، تدعو للعمل المشترك لنبذ العنف والكراهية والبغض والاقتتال في العراق والعالم بأسره".

وقالت في حديثها مع موقع "سكاي نيوز عربية": "ستكون صلاوات البابا في عدد من الكنائس العراقية، وستكلل بالقداس العام الكبير في ملعب فرنسوا حريري بمدينة أربيل، بمثابة تضميد لجروح العراق، وتسكين لآلام شعبه، لا سيما المسيحيين والأيزيديين والمكونات الأخرى، والنازحين والمهجرين وكل ضحايا العنف والحروب والنزوح".

وشددت السهيل على أن الزيارة تبعت "رسالة محبة وسلام لدعم كافة أبناء الشعب العراقي، المسيحيين منهم والمسلمين، ومن كافة الديانات والملل والمكونات الصغيرة، ودعم للشعب العراقي عبر الدعوة لقيم الاعتدال والوسطية ضد الكراهية والتعصب".

واختتمت سفيرة العراق لدى إيطاليا حديثها مع موقع "سكاي نيوز عربية"، بالقول: "يد الغدر والظلام تطاولت على مزارات الأنبياء بالموصل، وعلى الكنائس والأديرة والمعابد والمساجد في عموم العراق، وزيارة البابا للعراق بالوقت الراهن تؤكد على أن العراق المثخن بالجراح، يحتاج الوقوف معه والمساهمة بصناعة السلام فيه، وإبعاد شبح الحروب والنزاعات عنه”.