ألقت الشرطة الإسبانية، صباح الإثنين، القبض على جوسيب ماريا بارتوميو، رئيس برشلونة السابق، بتهم فساد.

وحسب ما أكدته وسائل إعلام كتالونية، فإن الشرطة داهمت مكاتب برشلونة، كما ألقت القبض أيضا على عدد من مساعدي بارتوميو السابقين، على رأسهم أوسكار جراو، المدير العام السابق، وجوميز بونتي، رئيس الخدمات القانونية السابق للبارسا.



جاء ذلك على خلفية القضية المعروفة إعلاميا بـ"بارسا جيت"، والمرتبطة بعدد من نجوم وأساطير برشلونة، على رأسهم ليونيل ميسي، وجيرارد بيكيه، وبيب جوارديولا، وكارليس بويول، وحتى خوان لابورتا الرئيس الأسبق، وغيرهم.

في السطور التالية تستعرض "العين الإخبارية" تسلسل زمني لقضية "بارسا جيت"، منذ بدايتها وحتى إلقاء القبض على بارتوميو ومعاونيه بسببها.

كشف المستور

في فبراير/شباط من العام الماضي، كشفت إذاعة "كادينا سير" الإسبانية عن أن إدارة برشلونة برئاسة بارتوميو اتفقت مع شركة "I3 Ventures" المتخصصة في العلاقات العامة، على إنشاء حسابات وهمية عبر مواقع التواصل الاجتماعي، للدفاع عن الإدارة، وانتقاد كل من يهاجمها.

وحسب ما كشفت عنه التسريبات، فإن هذه الشركة استخدمت ما لا يقل عن 6 حسابات مختلفة على موقع "فيسبوك"، و100 حساب على الأقل على "تويتر"، من أجل الأغراض المذكورة.

الإذاعة التي نشرت ملفا من 36 صفحة، أكدت أن الهدف الأساسي من تلك الحسابات الوهمية هو توجيه اللوم والانتقادات للاعبي برشلونة وأساطير النادي وعلى رأسهم ليونيل ميسي، بل وامتد الأمر لانتقاد زوجات اللاعبين وعائلاتهم، في محاولة لتبرئة الإدارة من كل المشاكل التي يعاني منها البارسا.

وبالرغم من أن ميسي لم يصدق هذه الأخبار حسب ما كشفه في حوار صحفي، إلا أن عدة تقارير أكدت وجود شقاق بين نجوم الفريق وإدارة النادي، بسبب هذه القضية الشائكة.

ووفقا لما ذكرته التقارير، فقد دفع برشلونة مليون يورو سنويا لشركة "I3 Ventures" لرصد وسائل التواصل الاجتماعي والترويج لبارتوميو ومجلس إدارته.

وتشير التقارير إلى أن المدفوعات تمت من خلال عدة فواتير مرت عبر أقسام مختلفة، وكانت دائما أقل من 200 ألف يورو، لكي لا تتطلب موافقة رسمية من مجلس الإدارة.

وبعد الكشف عن القضية في فبراير من العام الماضي، سارعت إدارة برشلونة لإصدار بيان رسمي لنفى كل ما ورد في تلك التقارير، واعترف النادي الكتالوني بأن "I3 Ventures" كانت "مزود خدمة للنادي"، لكن لم تكن هناك علاقة بالحسابات التي تنشر الدعاية.

وفي بادرة لإثبات حسن النية، أكد بيان برشلونة إنه سيتم إنهاء العقد مع الشركة، إذا ظهر تورطها في مثل هذا السلوك.

بعد ذلك أجرت شبكة "برايس ووترهاوس كوبرز" للتدقيق المالي مراجعة مفصلة لميزانية لبرشلونة، ثبت من خلالها أن النادي لم يدفع من أجل حملة تشهير، وقالت الشبكة في تقريرها إن الرسوم المدفوعة كانت ضمن القيمة السوقية لتلك الخدمات في ذلك الوقت.

مداهمة سابقة

وفي الصيف الماضي، داهمت الشرطة الكتالونية مكاتب برشلونة، للبحث عن وثائق تثبت تورط إدارة البارسا في القضية، بجانب تحقيقات تتعلق بالإدارة غير السليمة ودفع سعر مبالغ فيه أعلى من سعر السوق مقابل الخدمات الترويجية.

وبحثت قوات الشرطة الكتالونية "موسوس دي إسكوادرا" عن أدلة لإثبات جرائم فساد محتملة من قبل الأفراد، في حالة حصول أي مدير على عمولة.

تلك العملية أسفرت عن تقرير من وحدة التحقيقات الجنائية إلى القاضية أليخاندرا جيل ليما، من محكمة تحقيق برشلونة رقم 13، والذي ذكر علامات تؤكد وجود قضايا فساد، معتبرا أن النادي ربما دفع الثمن "6 مرات أعلى" من سعر السوق للخدمات.

نهاية حقبة

كانت قضية "بارسا جيت"، أحد المسامير التي تم دقها في نعش إدارة بارتوميو، بجانب بعض الكوارث الأخرى، مثل الهزيمة الثقيلة 2-8 أمام بايرن ميونخ في دوري أبطال أوروبا، ومطالبة ميسي بالرحيل عن النادي.

وفي سبتمبر/أيلول الماضي، أعلن برشلونة نجاح الحملة التي قادها عدد كبير من أعضاء النادي، لجمع التوقيعات اللازمة من أجل سحب الثقة من بارتوميو وإدارته، والإطاحة به من منصبه كرئيس لبرشلونة، والذي يتقلده منذ عام 2014.

بارتوميو أعلن استقالته ورحيل مجلس إدارته بالكامل، في نهاية أكتوبر/تشرين الأول الماضي، تاركا إرثا ثقيلا للرئيس القادم، الذي سيتم انتخابه خلال شهر مارس/آذار الحالي.

واليوم الإثنين، قررت الشرطة القبض على بارتوميو، لتأخذ قضية "بارسا جيت" مسارا جديدا، ربما سيشهد تحولات مثيرة في الأيام المقبلة.