الرسالة الأولى: للشعوب الخليجية التي وقفت وقفة رجل واحد تذود عن حياض السعودية، بعد موقف الإدارة الأمريكية من التقرير الفاشل للاستخبارات الأمريكية، شكراً شكراً لهذا الوعي المتقدم، شكراً للحراك الشعبي الراقي، شكراً للرسالة القوية بأنكم تعرفون أن المملكة العربية السعودية هي المستهدف وليس محمد بن سلمان، شكراً لهذا الإقرار بأريحية تامة بأن السعودية هي عامود خيمتنا الخليجية والمساس بها وبسيادتها هو مساس بأمننا وكرامتنا وسيادتنا.

شبابنا و شيباننا ومؤسساتنا المدنية شكراً لأنكم حرصتم على إبلاغ صوتنا وجسدتم موقف العروبة والكرامة والسيادة، وإن من يحاول المساس بالسعودية عليه أن يتخطانا أولاً.

الرسالة الثانية: للبعثات الأمريكية في دول مجلس التعاون: لا بد أنكم رصدتم التفاعل الشعبي الخليجي للدفاع عن الأمير محمد بن سلمان وعن السعودية بشكل عام في دولنا، وبالأخص التفاعل الشعبي الجميل في البحرين والإمارات وحتى في الكويت، وكذلك مثله في مصر، (قطر طبعاً لم تعلق لا رسمياً و لا شعبياً على تقرير الاستخبارات الأمريكية، هي خارج الحسبة الخليجية) كان تفاعلاً تلقائياً عفوياً ولافتاً للنظر، فنحن لا نتحدث عن بيانات وزارات الخارجية أو عن الإعلام الرسمي، نحن نتحدث عن حراك شعبي تبدى في بيانات جمعيات ومؤسسات مدنية ونواب وكتاب ووسائل تواصل اجتماعي ونخب مثقفة وفنانين وجميع ممثلي قوانا المدنية الناعمة ووو، الرسالة كانت واضحة فنرجو نقلها بأمانة، الموقف كان دعماً للسعودية بكل وضوح فنرجو إيصالها دون تهوين أننا كشعوب نشعر بالاستياء من سياستكم تجاه السعودية وخطابكم المستفز لها ونشعر أنه استهداف لنا لا للسعودية فحسب، وهذا شعور لم يحدث أبداً من قبل في تاريخ العلاقات الأمريكية الخليجية.

أرجو نقل الموقف بأمانة أن هناك اتفاقاً وإجماعاً لدى الأوساط الشعبية أن الاستهداف لم يكن موجهاً لمحمد بن سلمان، بل هو موجه إلى شعوب هذه المنطقة وإلى أمنها واستقرارها، وحكاية التباكي على الصحفيين والصحافة لم تنطل عليهم، فإن كان هناك من حس تعاطفي مع ضحايا العنف فدونكم ملف متخم ورائحته مزكمة بسبب ضحايا النظام الإيراني داخل وخارج إيران، نحن نتحدث عن قتلى وموتى بالآلاف ومهجرين بالملايين وجميعهم لديهم أسماء ومهن ولديهم أسر ولهم حقوق، لذلك هذا التباكي المصطنع لم يجد نفعاً سوى في حشد مشاعر الاستياء ضد الولايات المتحدة الأمريكية التي تكيل بمكيالين وتفرق بين ضحايا العنف، ونرجو إيصال الرسالة بأنها المرة الأولى في تاريح العلاقات الأمريكية الخليجية التي تسوء بيننا هذه العلاقة بهذا الشكل، من شعوب لم تكن تحمل سوى الاحترام والتقدير لحلفائنا وأولهم أنتم.

لقد أرسلت الشعوب الخليجية رسالة واضحة للإدارة الأمريكية، أوضحت من خلالها درجة الوعي التام بخلفيات الحراك الذي يقف وراء نشر مثل هذا التقرير، وإدراكها التام واستفادتها من الأحداث التي جرت إبان عهد إدارة أوباما وأثارت كذلك استياءً شعبياً خليجياً حين ذاك، ونتمنى أن تدرك الإدارة الحالية أننا نسعى لعلاقات ثنائية مبنية على احترام عقولنا كشعوب واحترام وتقدير مصالحكم معنا؛ فهي لا تقل أبداً عن مصالحنا معكم.

الرسالة الأخيرة هي لإخوتنا في قطر: كنا نتمنى أن يشاركنا الشعب القطري والإعلام القطري هذا الموقف الخليجي المشرف، ونحن على ثقة بأنه هو أيضاً كان يتمنى ذلك، فهو شعب عربي خليجي والدم لا يمكن أن يصبح ماءً، ولكنه مع الأسف كنظامه وقف يتفرج رغماً عنه دون القدرة على المشاركة بالإدانة الواضحة والصريحة للمساس بالسيادة السعودية، فموقف مثل هذا لا يمكن القفز عليه بالاتصالات للسؤال عن الصحة!! وقد كان امتحاناً للنظام القطري لكنه فشل فيه بامتياز.

نحن كشعوب خليجية سنظل بانتظار عودتكم الحقيقية للحضن الخليجي، والتخلي تماماً عن الدور المشبوه السابق.