الحمر: مرحلة كونية جديدة والرصيد الإنساني الحضاري غير شروط الحياة

اختتمت الثلاثاء ندوة "النظام العالمي في ظل جائحة كورونا" التي نظمتها الأمانة العامة لتحالف مراكز الفكر والثقافة العربية واستضافها مركز عيسى الثقافي عن بُعد، بمشاركة 14 متحدثاً، بينهم نخبة من المفكرين والأكاديميين والمثقفين من مختلف الدول العربية.

وقال مستشار جلالة الملك المفدى لشؤون الإعلام نبيل بن يعقوب الحمر، إننا أمام مرحلة كونية جديدة متجددة تفتح مساحات كبيرة من الأمل لرؤية عالم جديد، مشيراً إلى أن الرصيد الإنساني الحضاري أثبت أنه غير بالفعل شروط حياة الإنسان إلى الأفضل، إذ صار التشبث به قاعدة أساسية للقيادات السياسية لنهج التصور والنمو بعيدا عن التأزيم السياسي بين الدول.



وأوضح الحمر أن عصرا جديدا للبشرية قادم فلا يمكن القول بأن النظام العالمي الحالي على وشك الانهيار بسبب الجائحة، مؤكداً أن التعاون المتبادل بين الدول في ظروف ما مرت به من تحدٍ في مواجهة وباء كورونا سيجعل من هذه الدول تتشبث أكثر بالنظام العالمي القائم وتطويره، ومن خلال التعاون المتعدد الأطراف وإيجاد حلول للمشاكل والأزمات الكبرى بشكل جماعي وتكاملي يؤدي إلى نظام عالمي أكثر أمناً وسلاماً لتعود الحياة للحياة من جديد.

كما تحدث خلال الندوة نائب رئيس مجلس الأمناء المدير التنفيذي لمركز عيسى الثقافي الشيخ خالد بن خليفة آل خليفة، حيث أعلن عن تسمية هذه الندوة بـ"ندوة الدكتور جمال سند السويدي"، وفاء وتقديراً لما قدمه من خدمات جليلة للقطاع العلمي والفكري والثقافي والمعرفي، إذ يعد هذا المحفل المبارك أحد إنجازاته المميزة على المستويين العربي والدولي.

وأوضح الشيخ خالد في كلمته الافتتاحية أن جائحة كورونا "كوفيد19" تفردت دون سواها من الجوائح التي مرت بها الإنسانية في تاريخها بعدد من الخصائص، فبالنظر إلى التاريخ الحديث والمعاصر، وما شهده العالم من أزمات صحية، فإن الأوبئة العابرة للقارات كانت ذات طابع نطاقي من حيث انتشارها جغرافياً، وهو ما ساهم إلى حد ما في السيطرة عليها والتحكم في تمددها وكبح جماحها وانتشارها، وذلك على عكس طبيعة جائحة كورونا التي تعد من أسوأ الأوبئة التي اجتاحت الكرة الأرضية على الإطلاق.

ولفت إلى أن البحرين تأتي ضمن أولى الدول عربياً في أمانها ضد جائحة كورونا بالاعتماد على مؤشرات كفاءة إدارة الأزمات وجاهزية القطاع الصحي والمرونة الاقتصادية في تقرير مجموعة (Deep Knowledge)، كل ذلك بفضل سياساتها التي وازنت بين إكراهات النظام العالمي وبين خصوصيتها الانفتاحية، فوضعت المواطن والمقيم والزائر نصب عينيها، وجعلت وقاية المجتمع والحفاظ عليه مستقراً ومستديماً من بين أولوياتها، إذ أقرت حق الجميع في الحصول على اللقاح والعلاج والرعاية، الأمر الذي توج مؤخرا بإتاحة اللقاح للأمهات والمرضعات والحوامل، بخلاف الكثير من الدول التي قدمت نفسها بوصفها نماذج في رعاية حقوق مواطنيها، فيما هي-واقعاً- دون ذلك، ويعود الفضل لجهود فريق البحرين بقيادة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء.

وأكد نائب رئيس مجلس أمناء مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية رئيس مجلس أمناء تحالف مراكز الفكر والثقافة الدكتور جمال سند السويدي أن هذه الندوة الاستثنائية الافتراضية تعتبر منعطفاً جديداً من خلال استخدام التقنية الإلكترونية عن بعد في ظل الظروف العالمية والإقليمية الراهنة والإجراءات الاحترازية والتباعد الاجتماعي بسبب تفشي وباء مرض كورونا الخطير تحت عنوان (النظام العالمي في ظل جائحة كورونا ) والتي تنظمها أمانة التحالف ومقرها مركز عيسى الثقافي بمملكة البحرين من خلال الدراسات المقدمة من المراكز البحثية والفكرية والثقافية والمفكرين والباحثين والإعلاميين الأعضاء في التحالف من خلال الأوراق التي سيتم عرضها ومناقشتها وتوحيد الدراسات وإصدار بيان وتقرير مفصل من منتدى الفكر والثقافة وتقديمها إلى متخذي القرار للنظر فيها لوضع الخطط والحلول والخيارات المناسبة.

وطرحت الندوة التي اختتمت أعمالها أمس الثلاثاء، أربعة محاور للنظر في تأثير جائحة كورونا المستجد على أسس النظام العالمي المقبل، إلى جانب محددات القوة في الجغرافيا السياسية العالمية الجديدة، فضلاً عن تأثير ذلك على أسس العلاقات الاجتماعية الجديدة.