حوار: شهد وليد الأحمد - طالبة إعلام بجامعة البحرين

- اكتشفت موهبتي في الرسم خلال المراحل الدراسية ومدرسو الفنية المشجع الأول لي

- الموهبة موجودة بالفطرة عند كل إنسان ولكن بالدراسة نصقلها ونطورها



- نحن بحاجة ماسه إلى إنشاء أكاديميات للفنون في البحرين نظراً لعدد الفنانين الكبير

عدنان الأحمد هو فنان تشكيلي بحريني ورسام جداريات ولد في مدينة المحرق القديمة عام 1960 وهو عضو في جمعية البحرين للفنون التشكيلية يعمل في هيئة البحرين للثقافة والآثار كفنان وكاتب حاصل على الدبلوم الوطني العالي في الفنون التعبيرية والتطبيقية من مدرسة الفنون الجميلة (البوزارت) في عام 1987 من مدينة بيزانسون بفرنسا بتقدير امتياز وقدم الكثير من الإنجازات الفنية والثقافية على مدى مسيرته الفنية منذ تخرجه حيث شارك في كثير من المعارض الفنية داخل البحرين وخارجها كما مثل البحرين في كثير من الورش واللقاءات والمنتديات الفنية والثقافية بجانب الفعاليات الفنية الإقليمية والدولية واختير كعضو في عدد من لجان التحكيم داخل البحرين وخارجها وأنجز عددا من المشاريع الفنية والثقافية مثل جدارية ميناء سلمان وجدارية مركز الشيخ إبراهيم بالمحرق كما ساهم في وضع عدد من المقررات الدراسية لمادة التربية الفنية للمرحلة الإعدادية والثانوية لوزارة التربية والتعليم وصدر له مؤخرا كتاب ألوان وحروف (خمسون لوحة وقصيدة) من إصدارات هيئة البحرين للثقافة والآثار بالبحرين.

اتخذ عدنان الأحمد أسلوبا فريدا في قيامه لتنفيذ الرسومات حيث يدخل في أجواء خاصة من الهدوء والاسترسال في صفاء الذهن للولوج إلى عالمة الافتراضي في مرسمه فقد وجد لنفسه بصمة وخطا جديدا يستقيه بدوره من الشعر والموسيقى ودراسات علم النفس والفلسفة ويقوم بانتقاء أعماله من خلال مشاهدة عابرة من الذكريات في اللحظات الشاردة من خصوصيات ذاته الملهمة يترجمها على اللوحة بتدفق وانسياب، وقد قدم عدنان الأحمد الكثير من أعماله الفنية في عدد من الدول العربية والأجنبية وحاز على الكثير من الجوائز والشهادات والميداليات كما منح وسام الكفاءة من الدرجة الأولى عام 2014 من حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى بن سلمان آل خليفة عاهل البلاد المفدى بقصر الصخير.

- في بداية هذا اللقاء أريد منك أن تحدثني عن بداياتك في مشوارك الفني؟

"في بداية مشواري الفني كبداية أي طالب تخرج من الثانوية العامة ومن ثم حصلت على بعثة للدراسة في الخارج وكانت في فرنسا لدراسة الفنون الجميلة وبصراحة اعتبر نفسي من المحظوظين أني تلقيت دراستي للفنون من مصادرها الأساسية فالمعروف أن فرنسا هي بلد الفنون وأنا سعيد أني تعلمت الفن ودرسته من منابعه الأصلية وفي أحد أهم أكاديميات الفنون الفرنسية (البوزارت) في مدينة بيزانسون ومن هناك ابتدأ مشواري".

- هل كانت عائلتك داعمة لك في مجالك؟

" نعم بالطبع عائلتي كانت هي الدافع الأساسي وسبب إصراري على دراستي في فرنسا حتى النهاية، لأنني في بداية الأمر لم تكن لدي الرغبة بدراسة الفنون كنت أريد التوجه لمجال الطب وفعلا قد حصلت على بعثة لدراسة الطب بالمملكة العربية السعودية بجانب دراسة الفنون في فرنسا فكانوا عائلتي داعمين لي للسفر إلى فرنسا لدراسة الفنون وكانوا ضد رغبتي بدراسة الطب وذلك لإيمانهم بموهبتي وأن بداخلي فنانا يجب أن يظهر إلى الضوء لذلك كانوا ضد رغبتي في الذهاب إلى المملكة العربية السعودية وكانوا يحثونني على اتخاذ القرار لدراسة الفنون في فرنسا وأصبح فنانا وأخيرا خضعت لرغبتهم وأشكرهم جزيل الشكر على هذا الدعم الذي أعتبره في واقع الأمر وقفة جريئة وشجاعة غيرت مجرى حياتي" .

- هل أثرت رحلتك للدراسة بالخارج في أعمالك الفنية؟

"نعم بالتأكيد لقد أثرت كثيراً رحلتي إلى فرنسا ودراستي فيها على نوعية أعمالي الفنية ومستواها التقني والتشكيلي وذلك لتوفر مصادر العلم والمعرفة في مجال الفنون الجميلة لكثرة المكاتب وتوفر الكتب والدراسات والبحوث في المجالات التعبيرية والتقنية في التاريخ العلوم الإنسانية والحضارات القديمة بجانب كثرة المتاحف والمراكز الثقافية مثل متحف اللوفر ومركز جورج بومبيدو الثقافي ومتاحف أخرى منتشرة في جميع أنحاء فرنسا بجانب المناخ الثقافي والفني الذي يسود المجتمعات الأوروبية وخصوصا المجتمع الفرنسي الذي يعتبر من أكثر الشعوب الأوروبية ثقافة وعلما ومعرفة، فبمجرد نزولي إلى الشارع كنت أشعر وكأني أسير في وسط متحف مفتوح من حيث الهندسة المعمارية القديمة والحديثة، النصب التذكارية، الساحات والميادين والحدائق التي صممت بذوق فني وعالي المستوى وكل ذلك انعكس إيجابياً وفنياً وتقنياً على أعمالي الفنية وهذا ليس بغريب على فرنسا فهذا البلد كان دائماً قبلة الفنانين من جميع أنحاء العالم لما اشتهر به من سحر الجمال والذوق الراقي فمعظم الفنانين العالميين رحلوا إلى فرنسا بحثا عن النجاح والشهرة والمال بحثا عن المجد وتحقيق الآمال والطموحات والشهرة بطبيعة الحال".

- متى اكتشفت أنك تملك موهبة الرسم؟

"في البداية كنت متميزا بين الطلبة في جميع مراحلي الدراسية في مادة التربية الفنية والأشغال اليدوية ولكن لم أدرك بأنني سأصبح فنانا في يوم من الأيام وأن الفن سيصبح مصيري وقدري ومستقبلي، نعم كانت لدي موهبة بسيطة ومتواضعة في الرسم وكنت متميزا بين الطلبة مما أدى إلى اهتمام مدرسي مادة التربية الفنية بي وتشجيعهم لي في جميع مراحلي الدراسية وحثهم لي على ممارسة هذه الهواية كصفة مميزة في وهذا ما كان يشعرني بالسعادة والفخر بيني وبين نفسي".

- كيف تستلهم أفكارك ومن أي مواضيع تستوحي اللوحات؟

"مصدر لوحاتي يأتي من واقع الحياة اليومية فعندما ينتهي يومي وأعود إلى مرسمي واستذكر كل الأحداث التي حصلت لي على هيئة شريط من الذكريات وأحيانا أعود إلى الوراء قليلا وأراجع بعض من المشاهد التي في ذاكرتي مع بعض الصور القديمة والأحداث وبعضها مصدرها أفلام شاهدتها أو قراءات من الكتب في الأدب العربي والمترجم كالروايات والمسرحيات والشعر فأحاول إعادة تشكيلها وصياغتها في إطار مختلف وكلها تأتي على صيغة أحلام من اليقظة في نهج استعراضي أو سردي على هيئة قصص وحكايات يستعرضها العقل الباطن بخيالات ممزوجة بالواقع فالحلم دائما ما يلطف قساوة الواقع ومرارة بعض الذكريات ويحولها إلى مذكرات جمالية وإبداعية في واقع افتراضي أقوم بتسجيله منتقياً منه ما يناسبني لأترجم أحاسيسي ومشاعري على القماشة في عمل فني أضع فيه بصمتي وذاكرتي".

- ما هي الصعوبات والعراقيل التي واجهتك في بداية مشوارك؟

"من أول الصعوبات التي واجهتها في بداية مشواري وأهمها هي الغربة فقد كنت صغير السن عندما سافرت إلى فرنسا للدراسة ولم تكن لدي التجربة أو الخبرة الكافية لتجاوز مرحلة الانتقال من جو الأسرة والعائلة إلى جو الغربة وتدبر الأمور والاعتماد على النفس في كل شيء، فكانت أول التجارب الصعبة التي واجهتها وما يترتب عليها أن أتكيف مع الوضع وأسلوب المعيشة الجديدة بحكم الاختلافات الكثيرة بين الثقافة الغربية والثقافة الشرقية من عادات وتقاليد، أما الصعوبة الثانية فكانت اللغة الفرنسية وهي لغة الدراسة فكان علي أن أتعلم اللغة الفرنسية وأتقنها وأن أتأقلم مع الوضع الجديد وأندمج مع المجتمع الفرنسي وأطلع على ثقافتهم وأسلوب حياتهم لكي أتعلم وأنجز ما جئت من أجله واعتبرت الأمر نوعاً من التحدي لكي أتجاوز كل الصعاب وأنجح وأتفوق وأعود بالشهادة التي جئت من أجلها".

- هناك عدد من مدارس الفن التشكيلي على سبيل المثال (المدرسة الكلاسيكية والمدرسة التجريدية إلخ) إلى أي المدارس الفنية تنتمي؟ ولماذا؟

"من خلال دراستي لتاريخ الفن في المرحلة الأكاديمية اطلعت على معظم مدارس الفنون من بدايات عصر النهضة إلى فنون اليوم أو ما يسمى بما بعد الحداثة وأعتبر المدرسة الكلاسيكية والواقعية والطبيعية هي القاعدة الصلبة والأساس المتين لكل مدارس الفن الحديث، لكن بالنسبة لي كنت أنجذب إلى المدرسة التكعيبية وأنا بطبعي أحب النظام والانضباط والالتزام فكانت النزعة البنائية الهندسية واضحة في ميولي الفني وأتت التكعيبية كمدرسة لتلبي هذا الميول وتتوافق مع رغبتي الداخلية للنزعة المثالية التكاملية في استقامة الخط ووضوح الفكر فهذه المدرسة تستهويني كثيرا بجانب الانطباعية والتعبيرية وأعتقد أني أنتمي إلى التكعيبية التعبيرية لاهتمامها بالأشكال الهندسية ومعالجة الشكل بفكر تحليلي وعاطفي بعض الشيء".

- ما هي الدوافع الرئيسة والمواضيع التي تستخدمها في فنونك؟

"تثيرني كثيرا المواضيع الإنسانية وأميل إلى أسلوب السرد في التشكيل واعتبر المرأة أيقونة مواضيعي الفنية لا أتخلى عنها في معظم لوحاتي فهي الأم والزوجة والصديقة وهي نصف المجتمع كما أنها مصدر إلهام معظم المبدعين على مر التاريخ في جميع المجالات وهي نقطة البداية نحو الجمال في الموضوع الإنساني طبعا، المرأة ككيان وشكل تمثل قدرا كبيرا من الاهتمام وهي تقريباً محور التركيز في أعمالي فالمرأة في الميثولوجيا القديمة تمثل عنصر الجمال والعاطفة والحب ولديها الكثير من عناصر الاكتمال في الشكل والمضمون وهذا شخصياً ما أبحث عنه في فني".

- ما كان المؤثر الرئيسي الذي جعلك تعمل على هذه السلسلة من الأعمال؟

"كما أسلفت سابقاً فمن خلال فترة دراستي الأكاديمية اطلعت على جميع الأساليب الفنية من خلال مدارس الفن الحديث ومن خلال وجودي في بلد يعج بالمتاحف، المعارض، صالات العرض والمراكز الثقافية والفنية فكنت أتجول بينها يوميا وأقضي أياما بأكملها بين دهاليز صالات العرض وأقسام المراحل الفنية في متاحف باريس العريقة مثل متحف اللوفر ومركز جورج بومبيدو وغيرها من المتاحف المنتشرة في ضواحي باريس فدراستي لتاريخ الفن واطلاعي على أهم الأعمال الفنية لكبار الفنانين العالميين كونت لدي مخزونا من التراكمات الفنية والثقافية في مجال الفنون التشكيلية وجعلتني قادرا على تحديد أسلوبي ومنهجي واتجاهي الفني بكل وضوح وجعلتني قادرا على تحديد خط سيري بتميز وانفراد وهذا ما كنت أبحث عنه دائما بأن أتميز وتكون لي بصمة وهوية خاصة وانفراد في اللون والشكل والأسلوب وأخيرا وجدت ما كنت أبحث عنه والتقيت بهويتي وطبعت بصمتي من خلال موضوعي وفكرتي في تنفيذ أعمالي الفنية".

- برأيك هل الموهبة الفطرية هي العنصر الأساسي للإبداع أم إن الموهبة بحاجة إلى دراسة لصقلها وتطويرها؟

"طبعا الموهبة موجودة بالفطرة عند كل إنسان ولكن بالدراسة نصقلها ونطورها فالدراسة توعي الفرد وتنبه من حوله إلى وجود مثل هذه القدرة أو الملكة الفطرية ومن ثم نقوم باحتوائها ورفع مستواها الفني والتقني والدراسة هي المجال الوحيد لتنمية الإنسان في المجال الذي يختاره والفن أحد أهم مواهب الإنسان العريقة فقد عرف الرسم بالفطرة قبل أن يعرف القراءة والكتابة وحتى قبل أن يعرف النطق والكلام".

- هل عنصر الإيمان مهم جدا في مدى عطاء وإبداع الفنان وتألقه؟

"نعم لأن الإيمان بالشيء الذي أقوم به هو مهم جدا من الجانب الروحاني فالإنسان إن لم يؤمن بالعمل الذي يقوم به لن يستطع التطوير منه أبدا والإيمان هو الإيمان بالذات، إن أصبح الفن جزءا من الذات فسيصبح الإنسان مؤمنا بذاته وبنفسه، إنما الفن هو قضية وعقيدة والإنسان يؤمن بها فيتبناها ويخلص فيها".

- من الفنانون التشكيليون المفضلون لديك والذين تأثرت بهم؟

"لقد درست تاريخ الفن من الحضارات القديمة إلى ما يسمى بالفن الحديث أو الفن المعاصر أو ما بعد الحداثة وخلال فترة دراستي كنت معجبا بالفنان بيكاسو وبرينوار وبسيزان طبعا بغض النظر كان لدي نظرة الانبهار من عباقرة العصور الوسطى وعباقرة العصر الكلاسيكي ليناردو دافنشي ومايكل انجلو".

- ما هي المعارض الفنية التي شاركت فيها؟

"شاركت في معارض فنية كثيرة ومثلت البحرين في معارض خارجية كثيرة على مستوى الوطن العربي والعالم ومعظم معارض وزارة الإعلام سابقا فور تخرجي من الجامعة في سنة 1980 والتي هي الآن معارض هيئة البحرين للثقافة والآثار، كما انني شاركت في معارض جمعية البحرين للفنون التشكيلية كوني كعضو في جمعية البحرين التشكيلية وشاركت في معارض بيناليات مثل بينالي الشارقة، بينالي الدكتورة سعاد الصباح في دولة الكويت، ومؤخرا في بينالي بنغلادش كما اني شاركت في ملتقيات في سلطنة عمان والدوحة وغيرهم من الدول وبمنتديات فنية وورش عمل في الخارج وشاركت أيضا في لجان تحكيم داخل وخارج البحرين ومن اهم المعارض التي شاركت فيها مؤخرا هو بينالي الصين الدولي فكان فعلا بينالي كبير وعظيم وفيه اطلعت على مدارس من الفنون الحديثة وتعرفت على فنانين وتيارات فنية من جميع انحاء العالم، لا استطع ذكر جميع مشاركاتي من خلال مسيرتي التي لاتعد ولا تحصى ومشاركاتي مستمرة كفنان بحريني على المستوى الرسمي مثلت البحرين في مهرجانات مثل مهرجان اصيلة ومهرجانات خارج البحرين ".

- ما هي إنجازاتك في هذا المجال؟

"إنجازاتي على المستوى المحلي أنى قد أصبحت فنانا تشكيليا معروفا لي اسمي وبصمتي وعلى المستوى الرسمي من خلال عملي كفنان وكاتب في هيئة البحرين للثقافة والاثار نفذت الكثير من المشاريع والجداريات مثل جدارية نفق ميناء سلمان وجدارية مركز الشيخ إبراهيم ومثلت البحرين رسميا كممثل في هيئة البحرين للثقافة والاثار في المعارض التي تقيمها ومن ضمن هذا التمثيل لقد شاركت بمعرض في إيطاليا في مدينة تورينو تحت عنوان "حديث بين البحرين وإيطاليا".

جدارية نفق ميناء سلمان للفنان التشكيلي عدنان الأحمد

- من هم أصدقاؤك بالوسط الفني؟

أصدقائي في الوسط الفني كثيرون واتشرف بهم كثيرا واعتز بمعرفتهم وعلى رأسهم الفنان الشيخ راشد بن خليفة آل خليفة الرئيس الفخري لجمعية البحرين للفنون التشكيلية كما اني تشرفت بمعرفة والالتقاء بعدد من الفنانين الرواد والمؤسسين للحركة التشكيلية في البحرين مثل الأستاذ الكبير الفنان عبدالكريم العريض والفنان القدير عبدالله المحرقي والفنان الرائع الصديق ابراهيم بوسعد والأستاذ علي المحميد وعباس الموسوي كما تشرفت بمعرفة عدد من الفنانين الكبار من رواد الحركة التشكيلية الذين رحلوا عنا وما زالت ذكراهم حاضرة من خلال فنونهم وتاريخهم مثل المرحوم الدكتور احمد باقر والمرحوم الفنان الكبير حسين السني واحمد السني والأستاذ عبدالكريم البوسطة وراشد العريفي وناصر اليوسف وعباس المحروس وعبداللطيف مفيز وغيرهم ممن تعرفت عليم خلال مشواري الفني وعملت معهم وأرجو اني لم انس احدا ممن كان لهم الفضل علي خلال مسيرتي الفنية معهم.

- ما هي اللوحة التي رسمتها ولها أثر في حياتك؟

"من اهم اللوحات التي رسمتها في بداية مشواري واعتز بها كثيرا تحت عنوان "العشاء الأخير" هي موجودة حاليا عند مدخل إدارة الثقافة والفنون في هيئة البحرين للثقافة والاثار، هذه اللوحة قد انعرضت في إيطاليا بمدينة تورينو في اكاديمية البرتينا وقد وضعوها مع اعمال من القرن السادس عشر ومن خلال دراستي واطلاعي المستمر على اعمال العصور الوسطى تأثرت واعجبت باللوحة العشاء الأخير للفنان ليناردو دافينشي فأردت ان أثبت إعجابي بهذه اللوحة من خلال رسمي للوحة على نفس الشكل".

الفنان التشكيلي عدنان الأحمد بجانب لوحته "العشاء الأخير"

في أكاديمية البرتينا، إيطاليا.

- هل هنالك لوحة رسمتها وتمثل قصة حصلت لك؟

"في الواقع نعم هنالك لوحه رسمتها تحت مسى "على المائدة" وهذه اللوحة ابتدأت في رسمها على الورق وبعدها قمت برسمها على اللوحة وتوقفت بشكل كلي الى فترة طويلة مما يقارب الثلاث أشهر لعدم تمكنني من تلوينها لأنني شعرت أن مستوى هذا العمل أعلى من مستواي، فأخذت فترة طويلة أقرأ وأهيئ نفسي واحاول ان ارقي بمستواي لأصل لمستوى اللوحة التي رسمتها في ذاكرتي فكان يراودني شعور ان هذا العمل في ذاكرتي عمل كبير ومهم ويجب ان أكون في مستوى التصور الذي رسمته في خيالي، فانتظرت هذه المدة الطويلة الا ان فجأة بدون ادراك قمت بإنهاء ما توقفت عنده وكأنني كنت غائب عن الوعي.

قصة هذه اللوحة غريبة جدا بالنسبة لي حتى إني في بعض الأحيان اشعر بان لم يكن انا من قام بإنهائها انما هو شيء بداخلي اقوى واذكى مني وبمستوى اعلى من مستواي الفني كما انني اندهشت من رؤية اللوحة في شكلها النهائي حتى أنى اعجبت بنفسي وبمستوى ادائي".

لوحة بعنوان "على المائدة" للفنان التشكيلي عدنان الأحمد

- فنانون تقدرهم كثيرا سواء كانوا عربا أم أجانب؟

"اقدر كثيرا الفنانين العالميين ورواد الحركة التشكيلية العربية والعالمية الذين درست عنهم وشاهدت أعمالهم على الطبيعة فمن الفنانين العالميين طبعاً عباقرة عصر النهضة ليوناردو دافنشي ومايكل انجلوا وروفائيل ورواد عصر الباروك والروكوكو والقرن التاسع عشر مثل دولاكروا وجويا وكوربيه وعظماء الفن الحديث مثل بيكاسو وبراك ومانيه ومونيه ورنوار وفان جوخ ومن الفنانين العرب اقدر وبكل احترام الفنان النحات المصري محمود مختار وجورج بهجوري والصديق احمد نوار ومن أساتذة الفن في العراق فايق حسن وجواد سليم وشاكر حسن آل سعيد واما من البحرين فأني اقدر وبكل احترام جميع اساتذتي واصدقائي وعلى رأسهم شيخ الفنانين الفنان الشيخ راشد بن خليفة آل خليفة وكل فنان يبذل جهده في عمله بكل تفاني وإخلاص".

- ما رأيك في إنشاء اكاديميات للفنون في البحرين؟

"نحن بحاجة ماسه الى انشاء اكاديميات للفنون في البحرين بسبب ان اعداد الفنانين البحرينيين عدد هائل وكبير بالنسبة لسكان البحرين وعدد الافراد الذين يمارسون موهبة الرسم عدد كبير جدا، كما اننا بحاجة الى ان نخرج جيل أكاديمي دارس الفن وجيل مهيئ فنيا الى ان يضع بصمة للبحرين على المستوى العالمي ونحن بحاجة الى ان يكون لدينا صرح من صروح الفن يسمى اكاديمية الفنون البحرينية".

-ما هي الكلمة التي تحب أن توجهها إلى المبتدئين الذين يريدون الانخراط في هذا المجال من الفن؟

"أنا دائما اردد كلمة "الصبر" للمبتدئين لان الفنان لا يصبح فنانا في يوم وليلة ولا يصبح فنانا بعد قيامه برسم أوائل لوحاته، فيجب على الانسان الذي يريد ان يختار طريق الفن ان لا يبحث عن الشهرة، ولا يبحث عن المال من طريق الفن، انما يبحث عن الفن من طريق الفن".