الهبة الشعبية الخليجية ضد استهداف المملكة العربية السعودية بتضمين تقرير الاستخبارات الأمريكية الخاص بمقتل المواطن السعودي جمال خاشقجي اتهامات لا محل لها من الإعراب ترمي إلى الإساءة إلى شخص ولي العهد السعودي صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان آل سعود مسألة تؤكد بأن دول مجلس التعاون ليست «الطوفة الهبيطة» وأنه لا يمكن للولايات المتحدة أو غيرها أن تحقق مصالحها بتجاوز حدودها والتطاول على رموز دول المجلس، فهذا خط أحمر بل أحمر جداً.

ولأن الموقف الرسمي لكل دول المجلس لم يختلف عن الموقف الشعبي لذا فإن الرسالة بدت أبلغ وينبغي من إدارة الرئيس الأمريكي أن تعيد النظر في تلك الخطوة المراهقة وفي سياسته بشكل عام وتجاه دول الخليج العربي بشكل خاص.

ملف خاشقجي أغلق منذ وقت غير قصير وانتهى، وإعادة فتحه لا قيمة له ولن يعود على الولايات المتحدة بأية فائدة بل على العكس سيجعل كل العالم يتأكد أنه صار أمام إدارة تفتقد الحكمة والخبرة والحنكة والدبلوماسية ولا يهمها مصلحة المواطن الأمريكي الذي صوت لها. يكفي هنا ردة الفعل الشعبية القوية والموحدة لشعوب دول التعاون والتي هي بمثابة رسالة قوية لكل العالم ملخصها أن من يسيء إلى رموزنا فإننا نرفضه ونقف في وجهه بكل ما أوتينا من قوة.

شعوب وحكومات دول مجلس التعاون تعرف جيدا أن السكوت عن مثل هذه الخطوة من شأنه أن يفتح الباب على مصراعيه لخطوات مماثلة وأكثر تطرفاً تقوم بها الولايات المتحدة وكل دولة يتمكن الشيطان منها ويدفعها إلى الدخول في المأزق الذي صارت فيه إدارة بايدن بسبب تقرير الاستخبارات الأمريكية فاقد القيمة، ولن يكون حينئذ مستغرباً حتى قيام النظام الإيراني المتجاوز لكل حقوق الإنسان بإصدار تقارير يتطاول بها على رموز دول المجلس ويهددهم بغية ابتزاز دولهم والتأليب على حكوماتهم.

الحقيقة الصادمة لأمريكا هي أن شعوب كل دول مجلس التعاون استاءت من تقريرها فاقد القيمة ومن تجاوزها وغضبت.