وكالات

يسود ترقب كبير لمعرفة الأسرار التي قد يكشفها الأمير هاري وزوجته ميجان في مقابلتهما المنتظرة مع الإعلامية الأمريكية الأشهر أوبرا وينفري.

ويُتوقع أن تسترجع الممثلة الأمريكية السابقة البالغة 39 عاماً زوجة حفيد الملكة إليزابيث الثانية، خلال المقابلة الممتدة على ساعتين، أبرز محطات علاقتها مع العائلة الملكية والصحافة البريطانية وطريقة التعامل معها.



وقد وُضع المشاهدون في أجواء الحوار بعد بث قناة "سي بي إس" مقتطفات من المقابلة تتهم فيها دوقة ساسكس قصر باكينجهام بـ"الترويج لأكاذيب" بشأن قرار الثنائي مطلع 2020 الانسحاب من العائلة الملكية للإقامة في كاليفورنيا.

وفي المقتطفات القصيرة، التي عُرضت، الجمعة، قالت أوبرا وينفري إنها طلبت مقابلة مع ميجان ماركل حتى قبل زواجها من هاري عام 2018، لكن الممثلة السابقة "رفضت بلطف" حينها.

وعلّقت ميجان قائلةً: "أتذكر هذه المحادثة جيداً. لم يكن يُسمح لي حتى بأن أتولى شخصياً إجراءها معك، أليس كذلك؟ كان يجب أن يكون مسؤولو الإعلام (في قصر باكينجهام) حاضرين".

وأضافت: "لم يكن بإمكاني أن أقول نعم في ذلك الوقت. لم يكن الاختيار يعود إليّ". وتابعت قائلةً: "بات من الممكن اليوم أن نتخذ خياراتنا بأنفسنا".

وتابعت: "يشعر المرء بأنه تَحرّر عندما يصبح بوسعه أن يتمتع بحق وامتياز أن يكون قادراً على قول (نعم، أنا مستعد للتحدث)".

ونُشرت هذه التصريحات التي صُوّرت قبل بضعة أسابيع، بعد ساعات قليلة من إعلان القصر الملكي عن تحقيق بشأن معلومات صحفية بريطانية تفيد عن مضايقات قامت بها ميجان ماركل في حق موظفين في القصر حين كانت تعيش في لندن.

وهذا القرار غير اعتيادي لمؤسسة غير معتادة على حل منازعاتها على العلن كما يؤشر إلى أزمة غير مسبوقة منذ الأميرة ديانا.

وقال الخبير في شؤون العائلة الملكية البريطانية، ريتشارد فيتزوليامس، إن المقابلة "ستسبب إحراجاً شبه مؤكد للعائلة الملكية"، معتبراً أن هاري وميجان "لم يظهرا تبصراً كبيراً" من خلال عدم إعلامهما العائلة الملكية.

ولفت فيتزوليامس إلى أنَّ دوق ودوقة ساسكس سيتهجمان بلا شك على الصحافة البريطانية التي لم تكن رحومة معهما.

لكن أي تطرق إلى المسائل "الشخصية" و"انتقاد أفراد آخرين من العائلة الملكية سيحدد شكل العلاقات في المستقبل" وينذر بانقطاع نهائي للعلاقة المتباعدة أصلاً بين الطرفين.

تاريخ من المقابلات "الكارثية"

ولطالما أبدت العائلة الملكية البريطانية انزعاجاً كبيراً إزاء المكاشفات العلنية.

وذكّر ريتشارد فيتزوليامس بأن المقابلات المطوّلة القليلة التي أجراها أفراد من العائلة الملكية انتهت كلها بـ"كارثة".

فقد دخل الأمير تشارلز والد هاري، في مأزق عند اعترافه سنة 1994 بإقامة علاقة غرامية خارج الزواج.

وفي العام التالي، أجرت الأميرة ديانا مقابلة مدوّية مع "بي بي سي" تحدثت فيها مطولاً عن مشكلاتها الزوجية أمام حوالي 23 مليون مشاهد.

وفي السنوات الأخيرة، اضطر الأمير أندرو نجل الملكة إليزابيث سنة 2019 للانكفاء عن المشهد في العائلة الملكية بعدما دافع عبر التلفزيون عن صديقه الملياردير الأمير جيفري إبستين الذي انتحر في السجن بعد اتهامه باستغلال قاصرات جنسياً، من دون إظهار أي تعاطف مع الضحايا.

واستبعد أوميد سكوبي المشارك في كتابة سيرة الثنائي هاري وميجان بعنوان "فايندينج فريدوم"، أن تغيّر مقابلة الأحد في آراء الناس بعد أن "اختار أكثرية البريطانيين معسكرهم".

لكنه لفت إلى أن المقابلة قد تؤدي "على الأقل إلى تنوير الرأي العام بعض الشيء" إزاء قرار الثنائي الانسحاب من العائلة الملكية.

وقال: "سيكون ذلك مناسبة لهما لسرد نسختهما من القصة، إذ يبدو من العدل أن تتاح لهما ساعتان ليرويا ما حصل بعدما أمضى الصحفيون السنوات الثلاث الأخيرة في الحديث عن الموضوع".

توقيت سيئ

واتهم هاري البالغ 36 عاماً وهو السادس في ترتيب خلافة العرش، مراراً الصحافة البريطانية بالمساهمة في مقتل والدته سنة 1997. وفي مقتطفات عرضتها "سي بي إس"، أوضح أنه ترك بريطانيا نهائياً خشية أن "يعيد التاريخ نفسه".

غير أن التوقيت الذي اختاره هاري وميجان لإجراء المقابلة ليس مثالياً، إذ إن الحوار الذي صُوّر في فيلا فخمة في سانتا باربارا يُبث بالتزامن مع إطلالة تلفزيونية نادرة للملكة في يوم الكومنولث.

كذلك فإن المقابلة تصادف بعيد خضوع الأمير فيليب جد الأمير هاري البالغ 99 عاماً، لعملية جراحية في القلب بعد 3 أسابيع أمضاها في المستشفى.

واعتبر ريتشارد فيتزوليامس أنه كان "من الأجدى" على هاري وميجان أن يطلبا من صديقتهما أوبرا وينفري التي حضرت زفافهما، تأخير عرض الحلقة.

وقالت الخبيرة في شؤون العائلة الملكية بيني جونور "إنه توقيت سيئ"، لكنها استدركت بالقول "هل سيكون هناك أي توقيت مثالي؟ لست متأكدة".