الجميع يُقر أن التربية تُقدم على التعليم، وندلل على صحة هذا الرأي بأن مسمى الوزارة المعنية بإعداد الإنسان تقدم التربية على التعليم «وزارة التربية والتعليم»، وفي زمن «كورونا»، برزت جهود لتجاوز تحدي الحفاظ على التباعد الاجتماعي بتجنب تجمع الطلبة في المدارس عن طريق التعلم عن بُعد، وقد حققت هذه الممارسات التربوية نجاحات إلى حد ما، ولن نناقش في هذا المقام ما للتعليم عن بُعد وما عليه، لكننا سنطرح قضية يجب ألا نغفل عنها ونحن نتخطى حواجز سباق الوصول إلى فاعلية التعلم عن بُعد وهي: هل سننجح في التربية عن بُعد، ولعل هذا السؤال يوجه إلى معلمي رياض الأطفال ومعلمي المرحلة الابتدائية، فجميعنا نقر أن المفاهيم التربوية المتعلقة بالآداب والقيم والمبادئ تدرس ويربى عليها الطفل في مرحلة الطفولة، ففي هذه المرحلة يتعلم الطفل الآداب الاجتماعية كعبارات التواصل الاجتماعي مثل عبارات الشكر، وعبارات الاعتذار، وعبارات التحية، والاستئذان، والأخلاقيات كالاحترام، والتعاون مع الأقران، والمحافظة على المرافق العامة، وغيرها من القيم والمبادئ ناهيك عن تنمية المهارات الاجتماعية كالتفاعل مع الآخرين، والجرأة والثقة بالنفس، والتعبير عن النفس وغيرها، فيفرض سؤال نفسه وهو هل يستطيع المعلمون تحقيق الأهداف الوجدانية الواردة في المنهج الدراسي؟ وهل ستعوض الدروس عن بُعد الجو الاجتماعي الذي يُنشأ فيه الطفل في المدرسة والتي من خلالها يكتسب العديد من قيم المجتمع؟

إننا نُقدر الجهود التي يبذلها معلمو الأطفال سواء في رياض الأطفال أو في المرحلة الابتدائية للتوصل إلى طرق تدريس وطرق تقييم عن بُعد، وذلك بالتعاون مع أولياء الأمور الذين قاموا بدور كبير في هذه المرحلة، وهنا ندعو معلمي الأطفال لابتكار طرق تدريس تنمي القيم والمبادئ والأخلاق والآداب لدى الأطفال وتحقق الأهداف الوجدانية وتغرس الهوية الوطنية لدى الأطفال كي نحافظ على ثوابتنا وهي الأخلاق والدين واللغة، فالخوف كل الخوف أن يتخرج جيل اكتسب التعلم ولم يكتسب التربية.. ودمتم أبناء قومي سالمين.