يقول الداعية السوري المعروف محمد راتب النابلسي إن المصائب منها الرادع القاصم وهي تصيب من بطر وتكبر وعاند وطغى ومنها الدافع الرافع وهي تصيب المؤمنين الطيبين الخيرين وهدفها دفعهم أكثر نحو الله سبحانه وتعالى أو رفع درجاتهم عنده جل جلاله. والداعية الإمارتي وسيم يوسف، يذكر أن كل ما كبرت همة الإنسان كلما ازدادت عليه المحن والمصائب، فالابتلاءات ليست لأصحاب النفوس الضعيفة، أو هكذا يقول. الفكرة، أن الدنيا لا تمر دون عثرات منها الصغيرة ومنها العظيمة المؤثرة والتي قد تغير مسار وحياة الإنسان. وكم من قصة مؤلمة حولها أصحابها إلى قصة نصر وتفوق يخلدها التاريخ ويذكرها جيل وراء جيل. ولعل قصص الأنبياء خير مثال على ذلك. ومن البديهي، طالما هذا هو حال الفرد الإنسان في هذه الدنيا، أن تمر الجماعة المكونة من عدة أفراد بنفس التقلبات كذلك وتتعرض لنفس مستوى التحديات. ولذلك نلحظ أن دولاً بأكملها تتعرض لسلسلة من العثرات بعضها معقد وخطير لكنها تتخطاها. وإن دل ذلك على شيء إنما يدل على القوة والقدرة على مواجهة الصعاب. والمشيئة الربانية تؤكد أن الرخاء يأتي بعد الشدة. أقول ذلك، بعد أن اطلعنا على مدى شهور على إنجازات ضخمة جداً وتحولات كبيرة تشهدها بلاد النيل هذه الأيام. فالعاصمة الإدارية إنجاز كبير ومثير والترسانة العسكرية في أفضل حالاتها والاقتصاد في تحسن والاستثمار في تطور والاستكشافات النفطية تزداد وأيضاً المتحف الوطني الجديد علامة مضيئة لبلد المئة مليون نسمة.

فعلى الرغم مما مر به - و يمر به - هذا القطر العربي المسلم الرائد من تحديات كبيرة إلا أنه في كل مرة يخرج وسيخرج منها أقوى وأفضل وأكبر. وكما يرددون هم دائماً، عمار يا مصر.