بداية نهنئ رأس الهرم النسائي في البحرين صاحبة السمو الملكي الأميرة سبيكة بنت إبراهيم، قرينة عاهل البلاد المفدى، رئيسة المجلس للأعلى للمرأة، بيوم المرأة العالمي، مقدرين جهودها والنقلة النوعية في واقع المرأة البحرينية التي تحققت على يدها وبجهودها.

ونستذكر في صيف عام 2011 جمعني لقاء مع السفير البريطاني حين ذاك إيان ليندسي إبان أحداث ما سمي بالربيع العربي، والبحرين حينها كانت تخوض صراعاً مع قوى عظمى تحاول أن تفرض علينا قوى رجعية متخلفة يتزعمها وكيل خامنئي الرسمي في البحرين «كقيادة» شعبية لا تمثلنا ولا تشبهنا ولم نخترها، بحجة «تمكين الأقليات» أو دعم الديمقراطيات، قلت له وكلي غضب وألم «انظر لي جيداً.. أنا ما أنا عليه بفضل من الله وبفضل حكم عربي خليفي حكم البحرين 200 عام منح المرأة فيه كل الفرص لأنال أنا ونساء البحرين حظي من التعليم والرعاية ومكنني من أن أعيش وأحيا حرة أبية لم يتدخل في معتقداتي ولا نمط حياتي ولا ماذا آكل وماذا ألبس وأين أذهب تلك مكتسبات نالتها المرأة البحرينية بسبب طبيعة هذا الحكم وحسن إدارته للدولة، لم نخض حرباً لننال تلك المكتسبات، ولكننا على استعداد أن نخوضها للحفاظ عليها، سأحارب إلى آخر نفس كي تتمتع بهذه المكتسبات من حقوق المرأة الإنسانية ابنتي وحفيدتي من بعدي، ولن نسمح كبحرينيات أن تكون لتلك القوى الرجعية المتخلفة التي يقف خلفها نظام ثيوقراطي كالنظام الإيراني أن يكون لها سلطة علينا».

لم تحتج المرأة البحرينية لقانون يفرض نصيبها «بالكوتا» حين جاء استحقاق الانتخاب للتمثيل النيابي بل منحها المجتمع البحريني حصتها وفقاً لقناعته بكفاءتها وبقدرتها، لم تحتج المرأة البحرينية كي تخوض معركة كي تنال حقها في التصويت فقد منحها إياه المجتمع البحريني حين صوت على الميثاق بنسبة 98.4% وقد أكد على حقها ممارسة حقها السياسي بلا تمييز عن الرجل، وللعلم صوتت المرأة البحرينية في الانتخابات البلدية منذ منتصف القرن الماضي حين لم يكن هناك بلديات أصلاً في العديد من دول الإقليم.

حين فازت فاطمة سلمان رحمها الله وهي أول امرأة منتخبة للمجلس البلدي من بعد تولي الملك حمد بن عيسى آل خليفة حفظه الله مقاليد الحكم، لم يقف وراءها حزب ولا جماعة ولا قبيلة وقف معها رجال حملتها وهم من حيها ومن جيرانها، وهزمت مرشحين حزبيين منظمين وبميزانيات مفتوحة، وجمعت فاطمة تمويل حملتها من نساء ورجال الفريج أي الحي، وحين فازت السيدة فوزية زينل رئيس مجلس النواب في الانتخابات النيابية كان رئيس حملتها زوجها ويساعده ابنه، وحين فازت برئاسة المجلس صوت لها زملاؤها النواب المنتخبون من الرجال، وحين فازت عهدية السيد في انتخابات نقابة الصحافيين البحرينيين كان زوجها إلى جانبها وصوت لها زملاؤها الرجال من الوسط الإعلامي، تلك هي قصصنا التي لم تنَلْ حظها من الإعلام ربما، ولكنها هي التي خطت كل تعاريج وانحناءات مسيرة المرأة البحرينية بلا رتوش، نالت فيه حقوقها بتفاهم وانسجام مع مجتمعها تحت ظل حكم منفتح وبقبول منقطع النظير في إقليم اضطرت فيه المرأة كي تقاتل وتصارع وتحارب من أجل تلك المكتسبات.

وعادة ما تستهويني الأرقام حين الحديث عن الإنجازات فهي أصدق أقوالاً من مئات المقالات ولكن حين جاء الحديث عن واقع المرأة البحرينية فأنت تتحدث عن أمر يلامس واقعك ربما حياتك الخاصة فأنت جزء من هذا الواقع وتفاصيله التاريخية رسمت نمط حياتنا نحن نساء البحرين، ما ورثناه من جداتنا هو ما سنورثه لبناتنا وحفيداتنا إن شاء الله سلسلة لم تنقطع بنت كل ما حصدناه هذه السنين.

فإن جاء دور الأرقام لأترككم مع هذه النسب ومن مصادرها الرئيسة «المجلس الأعلى للمرأة»

نسبة المرأة في مجلس النواب المنتخب 15%

نسبة المرأة في مجلس الشورى المعين 23%

نسبة المرأة في المجلس البلدي المنتخب 23%

نسبة المرأة في القطاع الحكومي 54%

نسبة المرأة في الوظائف التنفيذية في القطاع الحكومي 45%

نسبة المرأة في الوظائف الدبلوماسية 32%

نسبة المرأة العاملة في القطاع الخاص 35%

نسبة المرأة في المهن الإدارية والإشرافية في القطاع الخاص 35%

نسبة المرأة المالكات للسجلات التجارية رائدات الأعمال 43%

نسبة المرأة في السجلات الافتراضية المملوكة للمرأة البحرينية 50%

نسبة القاضيات 11%

نسبة المهندسات في القطاع الحكومي 36%

نسبة الطبيبات في القطاع الحكومي 66%

هذه قصتنا التي تحكي لكم باختصار قصة مجتمع متصالح مع نفسه، مؤمن عن قناعة شديدة بحق وإمكانية وقدرة المرأة، يفوز بالجائرة المجتمع البحريني حين يأتي امتحان «الجندر» أكثر مما تفوز بها المرأة البحرينية.