احتفلنا الأسبوع الماضي باليوم العالمي للمرأة والذي كان فرصة لتذكيرنا بالمكانة التي وصلت إليها البحرين في تمكين المرأة البحرينية وتشجيعها على تخطي العقبات وتحقيق النجاحات خاصة في المجال الوظيفي. وقد انتشرت أرقام مذهلة الأسبوع الماضي تبين حجم التقدم الذي حققته البحرينية في الآونة الأخيرة أعيد نشر بعضها هنا:

- 54٪ نسبة المرأة العاملة في الحكومة.

- 45٪ نسبة المرأة في الوظائف التنفيذية الحكومية.

- 66٪ نسبة الطبيبات في المستشفيات الحكومية.

- 76 ٪ نسبة الممرضات البحرينيات.

شخصياً شهدت الحضور النسائي المميز في القطاع الصحي الحكومي مؤخراً وأعجبت كثيراً بما رأيته من إخلاص وتفانٍ. ففي ليلة رفض أن يزورني فيها النوم بسبب آلام مبرحة في الجهاز الهضمي حملت بعضي وسارعت إلى المركز الصحي التابع للمنطقة. وهذه الزيارة للمركز الصحي الحكومي جاءت بعد غياب طويل بسبب التأمين الصحي الذي يسهل لي اللجوء إلى المستشفيات الخاصة في حال تراجع الصحة.

فور دخولي المركز لاحظت وجود البحرينيات يعملن حتى ساعة متأخرة من الليل، وهو مشهد لم أكن أتوقعه إطلاقاً، حيث كنت أظن أن البحرينية لا تعمل في النوبة المسائية. فمن الباب الرئيس استقبلتني ممرضة بحرينية وتأكدت من حرارتي ثم حولتني إلى بحرينية في مكتب المراجعين لتسجيل بياناتي وتحديد الطبيب، وبعد الكشف وأخذ إبرة لتخفيف الألم اتجهت للصيدلية لأجد بحرينية أخرى تصرف الأدوية. كل ذلك حدث في الفترة ما بين الساعة 11 مساء و12:30 من صباح اليوم التالي.

خرجت من المركز في حال أفضل نسبياً وأنسب هذا التحسن لأمرين اثنين، أولهما تعامل المرأة البحرينية اللطيف المحترم معي خلال جولتي ما بين الاستقبال والطبيب وغرفة التمريض والصيدلية مما خفف الشعور بالألم، وثانيهما، الطبيب العربي، الذي كان رائعاً بكل معنى الكلمة وناصحاً وتعامل بكل حرفية مع حالتي الطارئة. وهذا أمر سأفرد له مقالاً خاصاً في الأسابيع المقبلة إن شاء الله.

لذلك، تحية تقدير تذهب للبحرينية المجتهدة والمخلصة في عملها والتي أصبحت تشارك زميلها الرجل النوبة المسائية وتنير مواقع العمل المختلفة بلطفها وتعاملها الطيب. وكذلك تحية تذهب لوزيرة الصحة، المرأة الفاضلة، فائقة الصالح وطاقمها الإداري، على مجهوداتهم في هذه الأيام الصعبة وبارك الله في كل امرأة ورجل من هذه البلاد الطيبة يخدمان وطنهما بإخلاص.