اختتمت في العاصمة اليابانية طوكيو فعاليات أيام مجلس التعاون في محطتها العاشرة بندوة حملت عنوان "التعاون الإعلامي بين دول المجلس واليابان"، شاركت فيها البحرين بورقة عن "إعلام الأزمات"، إذ أكدت مدير إدارة المتابعة الإعلامية في هيئة شؤون الإعلام مايسة الذوادي وجود عناصر وشبكات تسيء استغلال أدوات التواصل الاجتماعي في بث الشائعات والأكاذيب أحياناً في أوقات الأزمات.
وأشارت مايسة الذوادي، في ورقتها عن الإعلام ودوره في التعامل مع الأزمات الطبيعية والإنسانية إلى تطور وسائل الإعلام والاتصال، وتأثيراتها على الرأي العام واتجاهاته، وبالأخص في التعاطي مع الأزمات والطوارئ والكوارث، مع تسليط الضوء على واقع إعلام الأزمات في دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية.
وقالت إن التعاطي مع الأزمات أياً كان نوعها يبدأ بالنظر إليها من زوايا وأبعاد عدة، وذلك بهدف التغلب على الأزمة، والتعامل مع المواقف الطارئة بسرعة وفعالية وكفاءة لتقليل التهديدات والخسائر في الأرواح والممتلكات والآثار السلبية وإعادة التوازن والنشاط الاعتيادي، واستخلاص الدروس المستفادة لمنع تكرار الأزمة أو تحسين طرق التعامل معها مستقبلاً.
وأضافت "في هذا الإطار تلعب وسائل الإعلام والاتصال، بشقيها التقليدي والحديث من صحافة وإذاعة وتليفزيون ووكالات أنباء ومواقع إلكترونية، دوراً محورياً في إدارة الأزمات والتعاطي مع الطوارئ والكوارث، لا سيما بعد تزايد دورها وتأثيرها في المجتمعات، وتحولها إلى صناعة عالمية ضخمة قيمتها 1.9 تريليون دولار أمريكي عام 2014، ويتوقع ارتفاعها إلى 2.3 تريليون عام 2018، بحسب مؤسسة "statista" الرائدة في الإحصاءات".
وأوضحت أن استخدام شبكات الإعلام الاجتماعي شهد انتشاراً دولياً واسعاً يصل إلى 1.97 مليار مستخدم بنسبة 26% من سكان العالم، بحسب الدراسة السابقة، وأكثر من 71 مليون مستخدم في المنطقة العربية بحسب التقرير الصادر عن كلية محمد بن راشد للإدارة الحكومية، علماً بأن 28% من العرب يعتمدون على هذه الوسائل كمصدر رئيس للأخبار، مقارنة بنسبة 30.4% للإعلام التقليدي، و35% للمواقع الإخبارية الإلكترونية.
وقالت إن دول مجلس التعاون تتصدر قائمة البلدان العربية من حيث انتشار استخدام مواقع التواصل الاجتماعي قياساً إلى عدد السكان، حيث تصل هذه النسبة إلى 54% في الإمارات، و47% قطر، و43% الكويت، و36% البحرين، و28% عمان، و27% السعودية هذا فيما يتعلق باستخدام الفيسبوك، و13% في الكويت، و5.3% في البحرين، و3.2% في الإمارات، وقطر 3.1%، والسعودية 2.9% من حيث استخدام تويتر.
وأشارت إلى أهمية هذه المؤشرات بالنظر إلى ارتباط استخدام الإعلام الاجتماعي بالأحداث الطارئة، وتأثيرها وتأثرها بالواقع والمشكلات والأزمات المحيطة إقليمياً ودولياً، ووجود عناصر وشبكات تسيء استغلال هذه الأدوات في بث الشائعات والأكاذيب أحياناً في أوقات الأزمات، وقالت "هذه التطورات تفرض ضرورة التوافق محلياً وعربياً ودولياً على مواثيق شرف وتشريعات لتقنين استخدام هذه الوسائل وأي تقنيات حديثة لحماية حقوق المجتمعات ووحدتها وتماسكها وفقاً للمواثيق الدولية، وتطرح تساؤلات حول الدور المأمول لهذا الإعلام الجامح والمتطور في التعاطي مع الأزمات".
وأضافت أن دول المجلس تولي اهتماماً بـ "إعلام الأزمات" في التوعية المجتمعية وتنمية الإحساس الوطني بالمسؤولية والشراكة في الخروج بالوطن أو المجتمع من أي أزمة كانت أو أي خطر طارئ، عبر التزام راسخ بقيم ومبادئ البث الإعلامي والتعامل الفعال مع الأزمات، ومن أبرزها الدقة من خلال بث متواصل وصحيح للأخبار والمعلومات، وتحديد متحدث رسمي أو مسؤولين مخولين بالتصريح وبيان التطورات، والسرعة بالاستجابة الفورية للأزمة، وتغطية الأحداث أولاً بأول، ووضع حد للشائعات، والشفافية والمصداقية ونقل المعلومات بأمانة وتوازن، وقول الحقيقة دون تهويل أو إثارة الفزع والارتباك، والإنسانية في مراعاة البعد الاجتماعي والأخلاقي والتعامل الإنساني مع المتضررين، وتنمية قيم التضامن، والتأثير والفاعلية بالاستعانة بالخبراء في جميع المراحل، بالتنسيق مع فريق إدارة الأزمة أو اللجنة الوطنية، لبناء رأي عام واع ومثقف، والتنوع في الاعتماد على وسائل الإعلام والاتصال لتزويد الجماهير بالتطورات من صحافة، ومواقع إخبارية، وقنوات إذاعية وتليفزيونية، ونشرات إخبارية، ومؤتمرات صحفية، وحسابات موثوقة على شبكات الإعلام الاجتماعي، ورسائل نصية قصيرة، والمسؤولية من خلال تطبيق تشريعات ومواثيق شرف إعلامية للحد من التجاوزات، وإلزام وسائل الإعلام ومستخدميها بتحري الدقة والأمانة والموضوعية، وتجريم الشائعات والأكاذيب.
وأشارت إلى أن دول مجلس التعاون اتخذت خطوات عملية متكاملة ومدروسة للتعاطي مع الأزمات بشكل مهني ومؤسسي متكامل، بحيث يمارس الإعلام واجباته في التوعية وتزويد الجماهير بالأخبار والحقائق والبيانات أولاً بأول، وتهيئة الرأي العام للتعاطي الفعال مع أي طوارئ أو أزمات، وذلك على المستويين الجماعي والفردي، ومن أبرزها، إنشاء "مركز مجلس التعاون لدول الخليج العربية لإدارة حالات الطوارئ"، ووضع استراتيجية العمل الإعلامي المشترك لدول المجلس للسنوات (2010-2020)، واعتماد الدليل الاسترشادي لوضع الخطة الوطنية للاستجابة لمواجهة الطوارئ الإشعاعية والنووية لدول مجلس التعاون في ديسمبر 1997، وتشكيل لجان وطنية معنية بمواجهة الكوارث والطوارئ في دول مجلس التعاون، وإقرار استراتيجية الإعلام البترولي لدول المجلس للسنوات (2012-2030).

أهمية التواصل الثقافي
وألقى في بداية الندوة الأمين العام المساعد للشؤون الثقافية والإعلامية بالأمانة العامة لمجلس التعاون خالد الغساني كلمة نيابة عن الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية قال فيها "نختتم اليوم فعاليات أيام مجلس التعاون في اليابان، بندوة تمثل خير ختام لفعاليات الأيام التي انبثقت من فكرة إعلامية اقترحتها الأمانة العامة قبل أكثر من عشرة أعوام وتبناها مسؤولو الإعلام الخارجي، وباركها وزراء الإعلام وتنقلت بين عدد من العواصم الأوربية والآسيوية بهدف توفير البيئة المناسبة لحوار تفاعلي مع أصدقائنا إيماناً منا بأهمية التواصل المباشر، الذي يتيح تلاقي المعرفة والعرض المباشر للمعلومة الموثقة ليس لغايات تسويقية، وإنما لترسيخ حوار مع الأصدقاء حول قضايا نعيشها وهموم حاضرة نسمع منكم وتسمعون منا، حتى يكون الحكم مبنياً على معلومات وليس على صور انطباعية غير واقعية".
وأكد الغساني أن وسائل الإعلام تؤثر تأثيراً خطيراً في نفوس الناس وأعمالهم.. فكما أضافت للبشرية فوائد لا تحصى فإن أثرها ظاهر في تكوين الاتجاهات والمعتقدات وترسيخ الصور النمطية عن المجتمعات والشعوب.
وأعرب عن أمله في أن تحقق هذه الفعاليات الأهداف المنشودة منها وأن تفتح آفاقاً جديدة للتعاون على الأصعدة كافة ومد جسور التعاون والمعرفة بين دول وشعوب مجلس التعاون وحكومة وشعب اليابان الصديق وأن يسهم هذا الحوار في تحقيق إضافة تثري مسيرة التعاون المتميزة بين الجانبين، مؤكداً أن دول مجلس التعاون تؤمن إيماناً قوياً بأهمية التواصل الثقافي والحضاري مع الجميع، وترسيخ مبدأ التفاهم والتواصل بين الثقافات والحضارات والأديان ونبذ العنف والتطرف والعنصرية البغيضة.

نقل الصورة الصحيحة
بعد ذلك ألقى رئيس مجلس الصحافة الأجنبية في اليابان كيوتاكا أكاساكا كلمة أكد فيها أهمية إقامة مثل هذه الفعاليات من أجل دفع عمليات التواصل بين دول مجلس التعاون واليابان لإيجاد فهم أعمق وأوسع ونقل الصورة الصحيحة في مختلف النواحي السياسية والاقتصادية والاجتماعية.
وأشار إلى مجالات التعاون العلمية والثقافية بين دول مجلس التعاون واليابان مثل كرسي السلطان قابوس للدراسات الشرق أوسطية في جامعة طوكيو والأيام الثقافية العمانية التي نظمت في طوكيو في ديسمبر 2010 والأيام الثقافية الكويتية التي شهدتها اليابان في شهر مارس 2012 ، وتحضيرات المملكة العربية السعودية لإقامة فعالية ثقافية بمناسبة الذكرى الستين لتأسيس العلاقات الدبلوماسية بين السعودية واليابان.
وتحدث عن اهتمام اليابان بالجانب الإعلامي حيث أوضح أن عدد الصحفيين اليابانيين في الخارج يصل إلى 600 صحافي وأن عدد الصحافيين الأجانب في اليابان يصل إلى 300 صحافي، معرباً عن أمله في أن تسهم هذه الأعداد في نقل الصورة الحقيقية عن اليابان ومختلف دول العالم.