ولايزال فيروس «كورونا» يتحكم في حياتنا الاجتماعية، ويفرض قيوده علينا، فيضع لنا الضوابط الاجتماعية، ويرسم لنا سماتها، ففرض علينا التباعد الاجتماعي، وفرض علينا تغير نظام حياتنا اليومية، فلم نعد نقضي أوقات الترفيه والفراغ في المطاعم والمجمعات التجارية، ولم نعد نقضي ليالينا في السينمات، ومنعنا هذا الفيروس من إقامة حفلات الأفراح كحفلات الزواج، وحفلات التخرج، بل إنه منعنا من أن نجتمع لنعزي بعضنا البعض في أحزاننا، فهذا الفيروس بات شرطياً حازماً يحكم جميع تصرفاتنا ويضبطها ففرض علينا أن نغطي وجوهنا فلا نكاد نعرف بعضنا البعض، عاماً كاملاً تغير خلالها نمط حياتنا، فبتنا نسأل أنفسنا هل سنعود لما كنا عليه، أم أننا تعودنا العزلة، اعتدنا حياة التباعد والعزلة، وألفنا البقاء في المنزل. نعم أصبحنا أقرب لأفراد أسرتنا، تلاحمنا وتراحمنا، لكننا في الوقت نفسه نترقب خوفاً وقلقاً من أن يأتي دورنا لنكون اسمنا ضمن إحصائية المصابين بفيروس «كورونا».

لكننا تمسكنا بترابطنا الاجتماعي وواجهنا تبعات هذا الفيروس بسلاح التكنولوجيا، فرفضنا التباعد والعزلة واقتربنا أكثر من عالم التكنولوجيا، في بادئ الأمر كانت التكنولوجيا أمراً مفروضاً علينا لتكون ضيفاً ثقيلاً نتمنى رحيله في أسرع وقت، لكننا مع الوقت ألفناه، وأتقنا تلك الوسائل، وتسارعنا جميعاً لنجهز منازلنا بوسائل التكنولوجيا من حواسيب، هواتف ذكية، وإنترنت، لم يقتصر هذا التعامل مع التكنولوجيا على الشباب فقط، بل تعداه إلى الأطفال، وكبار السن حتى باتت التكنولوجيا لغة الجميع.

نعم في زمن «كورونا» خسرنا عادة جميلة كنا نسعد بها بأن يجتمع جميع أفراد العائلة في البيت «العود» بيت الجد والجدة فيلتف الأبناء والأحفاد حولهما ويتواصلون مع بعضهم البعض، لكن فيروس «كورونا» فرض سياجه حتى بين أفراد العائلة الواحدة، ليفرقهم ويباعدهم عن بعضهم البعض، لكن دعونا نقاوم أذرعة «كورونا» الشرسة تلك الأذرعة التي فرقت بين الأحبة، دعونا نواجهها بالتكنولوجيا الحديثة، فلنعيد تجمعنا العائلي الأسبوعي عن طريق الاجتماع بنظام «الزووم» أو «التيمز» والتي اعتدنا استخدامها في مجال العمل، فدعونا نوظفها في مجال الحياة الاجتماعية، ودعونا نستعيد بالتكنولوجيا حياتنا الاجتماعية المترابطة.. ودمتم أبناء قومي سالمين.